العليمي: عروض الحوثيين للسلام بالونات اختبار

Chairman of Yemen's Presidential Leadership Council, Rashad Mohammed Al-Alimi, addresses the 78th United Nations General Assembly at UN headquarters in New York City on September 21, 2023. (Photo by TIMOTHY A. CLARY / AFP)
العليمي حذر من التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع (الفرنسية)

اعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي أن زيارة الحوثيين للرياض تحيي الآمال بالتوصل لاتفاق سلام ولكنه حذر من أن عروض الحوثيين في هذا الشأن مجرد "بالونات اختبار".

تصريحات العليمي تزامنت مع تأكيد وزير الدفاع في حكومة الحوثيين أن السلام "لم ولن يتحقق إلا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر العدو على الخضوع"، على حد قوله.

وأكد العليمي، في كلمته أمام الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الهدف من عروض السلام التي يقدمها الحوثيون "السيطرة على المزيد من الموارد، وتأجيل قرار المواجهة العسكرية" لكسب الوقت وتحقيق ظروف أفضل لها، مشددا على أن أي مبادرة سلام، أو إجراءات لبناء الثقة ينبغي أن تكون قادرة على تحقيق نتائج ملموسة وفورية.

وأشار إلى أن الحكومة اليمنية قدمت العديد من التنازلات ولم يعد لديها "المزيد من التنازلات"، محذرا في الوقت ذاته من التعامل مع المليشيات كسلطة أمر واقع، قائلا إن ذلك "سيجعل من ممارسة القمع، وانتهاك الحريات العامة، سلوكا يتعذر التخلص منه بأي حال من الأحوال".

وجدد العليمي التأكيد على أن السلام المستدام يجب أن يعني الشراكة الواسعة دون تمييز أو إقصاء، موضحا أن استئناف جهود السلام وزيارة وفد من الحوثيين إلى العاصمة السعودية الرياض يجدد الآمال في رضوخ "المليشيات الحوثية للإرادة الشعبية والإقليمية والدولية".

Huthi soldiers march during an official military parade marking the ninth anniversary of the Huthi takeover of the capital, Sanaa, on September 21, 2023. (Photo by MOHAMMED HUWAIS / AFP)
استعراض عسكري للحوثيين في صنعاء بمناسبة الذكرى التاسعة لسيطرتهم على العاصمة (الفرنسية)

عرض عسكري

تزامنت كلمة العليمي مع الذكرى التاسعة لاستيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء حيث نظمت الجماعة عرضا عسكريا ضخما في العاصمة.

واستعرض الحوثيون خلال العرض العديد من الأسلحة منها مدرعات "محلية الصنع"، وزوارق محملة برشاشات، وصواريخ، وطائرات من دون طيار، فيما كانت 3 مروحيات عسكرية تحلق في سماء العاصمة التي دخلها الحوثيون في 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وكان الحوثيون استولوا على أسلحة الجيش اليمني عندما سيطروا على صنعاء والمناطق المحيطة بها في 2014.

وقال وزير الدفاع في حكومة الحوثيين محمد العاطفي، خلال العرض العسكري، إن السلام "لم ولن يتحقق إلا بفرض معادلات عسكرية رادعة تجبر العدو على الخضوع" لكافة مطالبهم.

وأضاف العاطفي "لا سلام دون إنهاء العدوان ورفع الحصار ورحيل القوات الأجنبية عن اليمن، ولا سلام دون تحقيق مطالب شعبنا اليمني".

تصريحات العاطفي جاءت بعد يوم واحد من إعلان رئيس المجلس السياسي التابع لجماعة الحوثي مهدي المشاط -في مقابلة متلفزة- أنهم جاهزون لمعالجة أي مخاوف لدى السعودية بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوفهم.

وكان وفد جماعة الحوثي قد أنهى أول أمس الثلاثاء جولة محادثات استمرت 5 أيام مع مسؤولين سعوديين في الرياض بحضور وفد الوساطة العمانية، لبحث اتفاق محتمل قد يمهد الطريق لإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ نحو 8 سنوات.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي القحوم إن المفاوضات اتسمت بالجدية والإيجابية والتفاؤل في تجاوز العُقد في الملفات الإنسانية، مضيفا أنه ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات.

ترحيب دولي

وقد رحبت العديد من الدول بزيارة وفد الحوثي للسعودية، وبجهود السعودية وسلطنة عمان، لإحلال السلام في اليمن.

وأكدت البعثة الأوروبية في اليمن دعم الاتحاد الأوروبي "عملية سلام شاملة بين اليمنيين تقودها الأمم المتحدة".

فيما قالت السفارة الفرنسية في صنعاء إن المفاوضات هي السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سياسي من أجل تحقيق "السلام الدائم في اليمن ووضع حد للحرب الأهلية".

كما رحبت تركيا بمحادثات الرياض، وقالت إنها تدعو كافة الأطراف في اليمن إلى دعم عملية السلام "بشكل بناء لضمان حل دائم في البلاد".

وفي السياق ذاته، رحب اجتماع، عقد بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ونظيريه الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والأميركي أنتوني بلينكن، باستضافة المملكة لوفد جماعة الحوثي لتشجيع الأطراف اليمنية على الحوار والتوصل إلى خارطة طريق لإنهاء الصراع اليمني من خلال عملية سياسية بقيادة يمنية، وتحت رعاية الأمم المتحدة.

المصدر : وكالات

إعلان