صمد وحيدا في وجه العاصفة.. ما قصة البيت الذي نجا من كارثة درنة؟

رغم الكارثة المروعة التي عاشتها مدينة درنة الليبية جراء إعصار دانيال الذي ضربها الأسبوع الماضي وألحق بها دمارا هائلا، فإن بيتا واحدا ظل صامدا في وجه العاصفة ليثير موجة كبيرة من التفاعلات على مواقع التواصل.

المنزل الذي رصده المصور الليبي وليد الطالب نال شهرة كبيرة وأطلقت عليه العديد من التسميات مثل البيت الصامد والبيت المعجزة، في حين قال البعض إن الصورة ليست حقيقية وإنها معدة بواسطة برنامج الفوتوشوب.

حلقة (20 سبتمبر/أيلول 2022) من برنامج شبكات استضافت المصور الليبي الذي صور المنزل للوقوف على حقيقة الأمر.

الطالب قال إنه صور المنزل فعلا مساء السبت الماضي بطائرة درون لرصد الكارثة التي حلت بالمدينة ولم يكن يقصد تصوير المنزل الذي نجا من العاصفة على وجه الخصوص.

المصور الليبي أوضح أنه كان يصور في ميناء درنة، حيث التقط عدة صورة للمدينة المدمرة لكي ينقل ما حل بها للعالم، قائلا إن وجود هذا المنزل الواقف وسط الدمار كان لافتا.

وعندما نشر الطالب الصورة على موقع فيسبوك لم يعطها اهتماما، حسب قوله، لكنه فوجئ بسيل من الرسائل التي وصلته بشأن المنزل الذي انتشرت صورته كالنار في الهشيم.

السؤال الذي لم يجد إجابة قاطعة حتى الآن، هو ما الذي جعل هذا المنزل تحديدا يقف صامدا رغم الدمار الذي ألحقه الإعصار بجزء كبير من درنة؟

تداول الناشطون والمتابعون نظريات كثيرة بشأن صمود المنزل، لكن حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة، فالبعض يقول إنه بني حديثا وشيد بشكل جيد.

لكن البعض تمعن في موقع المنزل الذي يقع في الجزء الشرقي من المدينة وإلى جواره توجد العديد من المنازل التي لم تتضرر هي الأخرى، ذلك أن النصف الغربي من درنة كان الأكثر تضررا حيث دمر الفيضان جزءا كبيرا منه.

وقد لقيت صورة المنزل تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل، حيث ذهب البعض للتشكيك بصدقية الصورة، وفي هذا السياق غردت عاتكة بالقول "واضح فوتوشوب.. وين آثار السيل؟ وين الطين اللي على الحيط؟".

أما شيماء فقالت "الفكرة مش حتى (إن) في المبنى قاعد سليم.. المبنى تقول كيف (كأنه) طالع من التشطيب والزواق مش أمس صاير بجنبه فيضان سبحان الله".

إسلام حاول ان يقدم تفسيرا منطقيا لصمود المنزل فكتب "أعتقد هو بناء حديث في ذلك لم يتأثر وكذلك ليس في الصفوف الأولى من الفيضان أما باقي المنازل نظرا لأنها على الخط الأول وبنى قديم فتأثرت بسهولة".

في الأخير، تبنى محمد بن عثمان الرواية التي تقول إن المنزل يعود لأحد كافلي الأيتام بالمدينة، قائلا "طوفان درنة دمر جل البيوت وأصبحت أثرا بعد عين وبقي هذا المنزل صامدا حتى اللحظة هذه لأنه منزل كافل الأيتام حسب ما أخبر أحد جيرانه".

لكن الناشطة "إشراقة أمل" لم يعجبها هذا التفسير الذي رأت فيه تجنيا على ضحايا الإعصار "هنا الصراحة التعميم ظلم في كلمة رزق حلال وعيب في حق الناس ماتت في السيل وناس قاعدة عايشة وحوشها تضرر احنا ما نعرفهمش باش تتكلموا عليهم السيل ما يميز بين الصالح والطالح".

تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأنباء الليبية الرسمية قالت إن فريقا مكلفا من حكومة الوحدة الوطنية تولى مهمة حصر الأضرار، موضحة أن الفريق قدر العدد الإجمالي للمباني المتضررة بنحو 1500 من إجمالي 6142 بينها 400 ابتلعها البحر.

المصدر : الجزيرة

إعلان