تنديد أممي بهجمات الخرطوم ودارفور وانتقاد أميركي "للصراع على السلطة"

نددت الأمم المتحدة بقصف سوق "قورو" الشعبي جنوب العاصمة السودانية الخرطوم ، الذي خلّف عشرات القتلى الأحد الماضي، في حين أكدت المنظمة الدولية مقتل المئات بولاية غرب دارفور، أما واشنطن فقد جددت انتقاداتها لطرفي النزاع في السودان.
وقالت نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان كليمنتاين سلامي إن الهجمات العشوائية على المناطق السكنية في الخرطوم غير مقبولة على الإطلاق وتنتهك القانون الإنساني الدولي.
وأضافت سلامي في منشور لها على منصة "إكس" أن الهجوم الذي أدى لمقتل وجرح العشرات بأحد الأسواق الشعبية في الخرطوم الأحد، ليس إلا أحدث مثال على الفظائع اليومية التي يواجهها المدنيون بالسودان، وفق تعبيرها.
وكانت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أعلنت في بيان أن عدد ضحايا القصف على سوق "قورو" في ضاحية "مايو" جنوبي الخرطوم ارتفع إلى 43 قتيلا والمصابين إلى 55.
وقد اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بالمسؤولية عن قصف ضاحية مايو وتحدثت عن مقتل وإصابة العشرات.
لكن الناطق باسم الجيش السوداني قال إن الحديث عن قصف طيران الجيش مدنيين جنوب الخرطوم هو ادعاءات مضللة وكاذبة من قوات الدعم السريع المنحلة، وفق تعبيره.
وشدد على أن الجيش يوجه ضرباته على تجمعات ومواقع المتمردين بوصفها أهدافا عسكرية مشروعة، مع تقيده التام بالقانون الدولي الإنساني، وفق قوله.
ضحايا في غرب دارفور
وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الثلاثاء "أدت الهجمات ذات الدوافع العرقية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها إلى مقتل مئات المدنيين غير العرب، معظمهم من مجتمعات المساليت" بولاية غرب دارفور.
وأضاف تورك -في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف- أن "مثل هذه التطورات تعكس صدى ماض مروع يجب ألا يتكرر"، في إشارة إلى الصراع في دارفور بين عامي 2003 و2008.
وذكر المفوض الأممي أن الهجمات الأخيرة وقعت بشكل رئيسي في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور في أقصى غرب السودان، بالإضافة إلى 8 مواقع أخرى على الأقل. وأضاف أن قوات الدعم السريع تسيطر على جميع المحليات في غرب دارفور ما عدا اثنتين.
وتنفي قوات الدعم السريع الاتهامات بمسؤوليتها عن قتل المدنيين، وتقول إن أي فرد من مقاتليها يثبت تورطه سيقدم إلى العدالة.
انتقادات أميركية
من ناحية أخرى، حمّلت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع مسؤولية ما يحصل في السودان بسبب ما وصفته بالصراع على السلطة.
وقالت غرينفيلد إن جهودا مكثفة تُبذل في الوقت الحالي لحمل الجانبين على وقف القتال وإن الولايات المتحدة ستواصل الضغط عليهما من أجل إنهاء هذا الصراع على الفور.
وأضافت أنها أخبرت الأطراف في جميع أنحاء المنطقة بوضوح شديد أنه لا ينبغي لهم دعم أي من الجانبين في هذه "الحرب غير المعقولة".
وأشارت غرينفيلد إلى أن واشنطن ستواصل دراسة المعلومات "الموثوقة" التي تصلها حول انتهاكات حقوق الإنسان في السودان وستتخذ من خلالها قرارات بشأن فرض المزيد من العقوبات على المتورطين.