انقلاب النيجر.. إيكواس تؤكد تصميمها على استعادة الديمقراطية وروسيا تنتقد التهديد باستخدام القوة

أكد رؤساء أركان دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) -اليوم الأربعاء- عزمهم على استعادة الديمقراطية في النيجر "مهما بلغت التحديات"، وفي حين قطعت نيجيريا إمدادات الكهرباء عن النيجر، أكدت روسيا أن التهديد باستخدام القوة ضد النيجر لن يحل الصراع.

ويوم 26 يوليو/تموز الماضي، قاد رئيس وحدة الحرس الرئاسي الجنرال عمر عبد الرحمن تياني انقلابا عسكريا أطاح بنظام الرئيس محمد بازوم المحتجز في القصر الرئاسي منذ ذلك الوقت.

وصرح رئيس الأركان النيجيري كريستوفر موسى، الأربعاء، بأن الانقلاب في جمهورية النيجر حدث يتطلب اهتمامنا واستجابتنا المشتركين، وتجب علينا مواجهته عن طريق الاستفادة من عزيمتنا الجماعية

وشدد موسى على أن الأحداث في النيجر انعكست على جميع دول غرب أفريقيا وأثرت على الجميع بشكل سلبي.

وبالتزامن مع ذلك، وصل وفد من إيكواس إلى النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب الذين استولوا على السلطة الأسبوع الماضي.

وقال عبد الفتاح موسى، مفوض إيكواس للشؤون السياسية والسلام والأمن، إن وفدا من المنظمة بقيادة نيجيريا في النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب، مشددا على أن التدخل العسكري في النيجر سيكون الخيار الأخير المطروح.

إعلان

وكانت إيكواس أكدت استعدادها لفرض عودة الرئيس المخلوع بازوم إلى السلطة، ولو اقتضى ذلك تدخلا عسكريا، وأمهلت الانقلابيين أسبوعا للعودة إلى ثكناتهم.

وقال الممثل الأممي الخاص لغرب أفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو إن عددا من الدول الأعضاء في إيكواس يستعد لاستخدام القوة في النيجر إذا لزم الأمر.

لكن سيماو أشار إلى أن الجميع يعطي الأولوية للجهود السلمية لحل هذه المشكلة.

لكن المجلسين العسكريين الحاكمين في بوركينا فاسو ومالي عبّرا عن دعمهما قادة الانقلاب، وقالا إن أي تدخل خارجي لإعادة الحكومة المخلوعة سيعتبر إعلانا للحرب.

ويشير هذا الإعلان من مالي وبوركينا فاسو إلى أن تحالفا جديدا قد يتشكل في مواجهة بقية دول التكتل البالغ عددها 15 دولة.

رفض التدخل الأجنبي

دوليا، قالت الخارجية الروسية -اليوم الأربعاء- إن التهديد باستخدام القوة في النيجر ضد منفذي الانقلاب الأسبوع الماضي "لن يسهم في تسوية الصراع"، داعية إلى تنظيم "حوار وطني" لضمان سيادة القانون.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، خلال إحاطة إعلامية، "نرى أهمية قصوى في الحيلولة دون تدهور الوضع في النيجر، ونعتقد أنه من المُلحّ تنظيم حوار وطني لاستعادة السلم الأهلي وضمان سيادة القانون والنظام".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إنه يجب استبعاد أي تدخل عسكري غربي في النيجر، لأنه سيُعَد استعمارًا جديدًا.

وقال تاياني إنه يجب العمل لضمان أن تسود الدبلوماسية في النيجر واستعادة الديمقراطية.

كما حذرت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا من مغبة التدخل الخارجي في شؤون النيجر ومحاولات جرها إلى الفوضى، وفق تعبيرها.

وقالت -في بيان- إن التدخل سيزيد من خطورة الأزمة ويقوّض أمن البلاد والدول المجاورة لها.

وأكدت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا دعمها مسار العودة إلى النظام الدستوري في نيامي واحترامها الشرعية المتمثلة في الرئيس محمد بازوم.

إعلان

دعم لبازوم

في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعم بلاده المستمر والثابت للنيجر و"ديمقراطيتها".

وقال بلينكن -عبر حسابه على تويتر- أمس الثلاثاء "تحدثت مع الرئيس بازوم، وأكدت دعمنا المستمر والثابت لرئيس النيجر المنتخب ديمقراطيا، وسيادة القانون والحكم الديمقراطي".

وأوضحت الخارجية الأميركية -في بيان- أن وزيرها أكد الدعم المتواصل لبازوم رئيس النيجر وللديمقراطية في هذا البلد.

وشدد بلينكن -حسب خارجية بلاده- على أن الولايات المتحدة ترفض الجهود المبذولة لقلب النظام الدستوري، وتقف إلى جانب شعب النيجر، وإيكواس، والاتحاد الأفريقي، والشركاء الدوليين في دعم الحكم الديمقراطي واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان.

من جانبه، أجرى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك محادثات هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتز. وقالت الناطقة باسم الحكومة البريطانية إن سوناك وشولتز جددا إدانتيهما لمحاولة الانقلاب في النيجر.

كما أشاد سوناك بالتعاون المشترك مع ألمانيا لضمان الاستقرار وأمن مواطني البلدين في النيجر.

عمليات الإجلاء

وفي سياق متصل، حطّت بمطار شارل ديغول طائرتا إجلاء فرنسيتان قادمتان من العاصمة النيجرية نيامي، على متنهما رعايا من فرنسا والولايات المتحدة والبرتغال وبلجيكا وإثيوبيا ونيجيريا ولبنان.

وينتظر أن تنهي السلطات الفرنسية عملية إجلاء مواطنيها اليوم الأربعاء، حيث ينتظر وصول طائرتين. ويوجد في النيجر نحو 600 مواطن فرنسي إضافة إلى 1500 عسكري ينتشر أغلبهم في القاعدة العسكرية بنيامي.

كما وصلت إلى العاصمة الإيطالية روما طائرة قادمة من نيامي تقل 83 شخصا، بينهم إيطاليون وأميركيون وبريطانيون. ومن ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيطالي أن سفارة بلاده في نيامي ستظل مفتوحة.

من جانبه، أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لم تتخذ -حتى الآن- أي قرار إجلاء.

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان