مسيرة أوكرانية تهاجم مطارا شمال موسكو وروسيا تسيطر على الضفة اليسرى لنهر دنيبر
أعلنت روسيا أن طائرة عسكرية أصيبت بأضرار جراء هجوم أوكراني بمسيرة على مطار عسكري بمقاطعة نوفغورود شمال موسكو، وأكدت سيطرة قواتها على الضفة اليسرى لنهر دنيبر في مقاطعة خيرسون بشكل كامل. وبينما اجتمع الرئيس فلاديمير بوتين مع كبار قادة الجيش بمدينة روستوف جنوبي البلاد، قالت أوكرانيا إن تزويدها بمقاتلات "إف-16" من شأنه تغيير شكل الحرب.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية إخماد حريق اندلع في مدرج المطار جراء الهجوم، وأشارت إلى أن نقطة المراقبة في المطار العسكري اكتشفت اقتراب المسيرة واستهدفتها بأسلحة رشاشة قبل أن ترتطم بمدرج المطار.
وقبل ذلك، قالت الوزارة -في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت- إن أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي دمرت في الجو صاروخ "إس-200" استخدمته القوات الأوكرانية لمهاجمة منشآت بشبه جزيرة القرم، خلال الليل، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات أو أضرار مادية.
وبثت الدفاع الروسية مقاطع فيديو قالت إنها لسيطرة قواتها على الضفة اليسرى لنهر دنيبر في مقاطعة خيرسون بشكل كامل. وأضافت أنها قضت على 150 عنصرا من القوات الأوكرانية حاولوا عبور النهر لكن القوات تصدت لهم. وقد عرضت مشاهد لأسلحة متنوعة قيل إن القوات الروسية قد غنمتها من المعركة.
عمليات أوكرانية
وفي المقابل، نشرت قيادة عمليات الجنوب بالجيش الأوكراني صورا قالت إنها لتدمير قارب روسي أثناء محاولة إنزال برمائي على الضفة الغربية لنهر دنيبر في مقاطعة خيرسون جنوب شرقي البلاد.
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن الجيش نفذ هذه المهمة باستخدام مسيرات انتحارية.
ومن جانبها وصفت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، الأوضاع في كوبيانسك التابعة لمقاطعة خاركيف بالصعبة.
وقالت إن القوات الروسية تهاجم كوبيانسك في محاولة منها للسيطرة على هذه المدينة التي تعتبر عقدة مواصلات رئيسية ومركزا للهجوم الروسي بالشرق.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية استهدفت 16 بلدة في المدينة بالمدفعية والمسيرات، مما أدى لسقوط ضحايا مدنيين وتدمير عشرات المنازل. وأضاف أن عمليات إجلاء السكان من كوبيانسك ومحيطها مستمرة.
كما قالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية -في بيان- إن الدفاع الجوي تمكن من إسقاط 15 مسيرة من نوع شاهد، من مجموع 17 مسيرة دخلت البلاد من الحدود الشمالية قرب خاركيف وحاولت مهاجمة أهداف شمال ووسط وغرب البلاد.
كما أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تعرض مناطق واسعة من البلاد لعشرات الصواريخ والغارات خلال الساعات الماضية.
وبدورها، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية تنفيذها عملية استخبارية استهدفت مقر شرطة مدينة إينُورْهُودَار التابعة لمقاطعة زاباروجيا جنوب شرقي البلاد، بواسطة طائرة مسيرة انتحارية.
ونشرت الاستخبارات الأوكرانية مقطعا مصورا قالت إنه لعملية الاستهداف. وأضافت أن المسيرة الانتحارية استهدفت اجتماعا أمنيا، وقد تعرض عدد من حاضريه لإصابات.
وتعرّض وسط مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا لقصف روسي أوقع قتلى بحسب كييف.
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تلغرام "أصاب صاروخ روسي وسط المدينة في تشيرنيغيف شمال البلاد"، مضيفا "أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك ومسرح. يوم سبت عاديّ حوّلته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى".
من جانبه، أعلن وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو "مصرع خمسة أشخاص وإصابة 37 شخصاً بجروح بينهم 11 طفلا، والكلّ يتلقى العناية الطبية".
وعلى وقع هذه التطورات، نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن الكرملين أن الرئيس بوتين عقد اجتماعا مع كبار قادة الجيش بمقر ما تسميها موسكو "العملية الخاصة" في أوكرانيا، وذلك في مدينة روستوف جنوبي البلاد.
وقال الكرملين في بيان إن الرئيس "استمع إلى تقارير رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، وقادة المناطق العسكرية وغيرهم من كبار الضباط في قيادة العملية العسكرية بأوكرانيا".
المقاتلة "إف-16"
يأتي ذلك في وقت رحبت أوكرانيا بموافقة واشنطن على تسليمها مقاتلات "إف-16" من الدانمارك وهولندا، وقال المتحدث باسم القوات الجوية يوري إهنات إن تزويد بلاده بهذه المقاتلات من شأنه تغيير شكل الحرب مع روسيا.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت الدانمارك حصولها على موافقة أميركية لإرسال طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا بمجرد الانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين.
وفي المقابل، حذر سفير روسيا لدى واشنطن من أن تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف-16" القادرة على حمل أسلحة نووية يهدد بعواقب وخيمة.
800 ألف قتيل وجريح
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة عن مسؤولين أميركيين -لم تسمهم- أن الخسائر البشرية "الهائلة" في صفوف القوات الأوكرانية والروسية منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022 تقترب من 500 ألف قتيل وجريح.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الخسائر في صفوف الجيش الروسي تقترب من 300 ألف، بينهم ما يصل إلى 120 ألف قتيل، ونحو 170-180 ألف مصاب.
وأضافت أن عدد القتلى في الجانب الأوكراني يقترب من 70 ألفا، أما عدد المصابين فيتراوح بين 100 ألف و120 ألفا.
كما نقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن تقييم الاستخبارات الأميركية بشأن كييف يشير إلى أن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية لن يمكنها من تحقيق هدفها بقطع الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
ووفقا للتقييم الاستخباراتي الأميركي، فإن القوات الأوكرانية نجحت في التقدم على محاور عدة وحققت مكاسب تدريجية، لكنها لم تنجح حتى الآن في اختراق خط الدفاع الرئيسي للقوات الروسية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مسؤولا رفيعا بإدارة الرئيس جو بايدن كشف عن أن المشكلة تتمثل في اختراق الخط الدفاعي الرئيسي للقوات الروسية، مستبعدا أن تكون "إف-16" أو الصواريخ طويلة المدى ستشكل علاجا حاسما لهذه المعضلة.
تحذيرات لافروف
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تصعيد واشنطن وحلف شمال الأطلسي (الناتو) للصراع في أوكرانيا قد يؤدي إلى صدام مباشر بين القوى النووية و"يجب منعه".
وأضاف -في مقابلة صحفية- أن سياسة روسيا في مجال الردع النووي ذات طبيعة دفاعية، وأنّه من المفروض أن تواجه بلاده الرغبة المستمرة لما سماها الأقلية الغربية في مواصلة توسعها العسكري والسياسي والمالي والاقتصادي.
وقال لافروف إن امتلاك أسلحة نووية يهدف لحماية البلاد من تهديدات أمنية، مضيفا أن موسكو تواصل تذكير الغرب بالمخاطر لمنع اندلاع صراع أسلحة نووية.
وأشار -في مقابلة مع مجلة إنترناشونال أفيرز الرسمية، نُشرت في وقت مبكر اليوم على موقع الوزارة- إلى أن "امتلاك أسلحة نووية اليوم هو الرد الممكن الوحيد على بعض التهديدات الخارجية الخطيرة لبلادنا".
والشهر الماضي، قال الرئيس الروسي إن بلاده ستضطر لاستخدام سلاح نووي إذا نجح الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على القوات الروسية.
وفي وقت سابق، وصف بايدن تهديد روسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية بأنه "واقعي" بينما قال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ إن الحلف لم يرصد أي تغييرات بالقوات النووية الروسية.