تقديرات أميركية لضحايا الحرب وأوكرانيا ترحب بقرب تسلمها مقاتلات "إف-16"

رحبت أوكرانيا بموافقة واشنطن -اليوم الجمعة- على تسليمها مقاتلات "إف-16" من الدانمارك وهولندا، وفي حين أكدت روسيا أنها دمرت طائرتي "سوخوي 25" وعدة مسيرات أوكرانية، قدر مسؤولون أميركيون عدد القتلى والجرحى من الجنود الروس والأوكرانيين بنحو نصف مليون.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت الدانمارك حصولها على موافقة أميركية لإرسال طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" إلى أوكرانيا بمجرد الانتهاء من تدريب الطيارين الأوكرانيين.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات إن تزويد بلاده بمقاتلات "إف-16" من شأنه تغيير شكل الحرب مع روسيا.
وأضاف -في مقابلة مع الجزيرة- أن تدريب الطيارين الأوكرانيين من المتوقع أن ينتهي خلال الصيف، مشددا على أن بلاده يجب أن تستبدل منظومة الأسلحة السوفياتية التي تملكها بالكامل.
وأكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية أن بلاده تحتاج من الولايات بنية تحتية تمكنها من تشغيل وصيانة طائرات "إف-16" إضافة إلى الذخائر الضرورية.
من جانبه، قال مسؤول أميركي إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أرسل خطابين لنظيريه الدانماركي والهولندي يؤكد فيهما الدعم الكامل لنقل "إف-16" لأوكرانيا. وأكد الوزير في خطابه أن الموافقة على إرسال المقاتلات لأوكرانيا ستتيح لكييف الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة بمجرد اكتمال تدريب أول مجموعة من الطيارين.
وقال بلينكن في خطابيه "يظل من الحيوي أن تكون أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها ضد عدوان روسيا المتواصل وانتهاكها سيادتها".
وسعت أوكرانيا بقوة للحصول على مقاتلات "إف-16" أميركية الصنع لمساعدتها في مواجهة التفوق الجوي الروسي.
وكانت كييف أعلنت -أمس الخميس- أنها تسلّمت من ألمانيا نظام "إيريس-تي" الصاروخي المضاد للطائرات، من أجل تعزيز دفاعاتها الجوية.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك -عبر وسائل التواصل- إنه بفضل هذا النظام ستصبح أجواء البلاد محمية بشكل أفضل، في مواجهة الهجمات الروسية.
أرقام صادمة
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الجمعة عن مسؤولين أميركيين -لم تسمهم- أن عدد القتلى والجرحى من القوات الأوكرانية والروسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا فبراير/شباط 2022 يقترب من 500 ألف.
وقالت الصحيفة إن الخسائر في صفوف الجيش الروسي تقترب من 300 ألف، بينهم ما يصل إلى 120 ألف قتيل، ونحو 170-180 ألف مصاب.
وأضافت أن عدد القتلى في الجانب الأوكراني يقترب من 70 ألفا، أما عدد المصابين فيتراوح بين 100 ألف و120 ألفا.
من جانبها، نقلت "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة أن تقييم الاستخبارات الأميركية بشأن كييف يشير إلى أن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية لن يمكنها من تحقيق هدفها بقطع الجسر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم.
ووفقا للتقييم الاستخباراتي الأميركي، فإن القوات الأوكرانية نجحت في التقدم على محاور عدة وحققت مكاسب تدريجية، لكنها لم تنجح حتى الآن في اختراق خط الدفاع الرئيسي للقوات الروسية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مسؤولا رفيعا في إدارة الرئيس جو بايدن كشف عن أن المشكلة تتمثل في اختراق الخط الدفاعي الرئيسي للقوات الروسية، مستبعدا أن تكون مقاتلات "إف-16" أو الصواريخ طويلة المدى ستشكل علاجا حاسما لهذه المعضلة.
قصف وهجمات متبادلة
ميدانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها دمرت مسيّرات أوكرانية فوق موسكو والبحر الأسود، وأسقطت مقاتلتين أوكرانيتين من طراز "سوخوي 25" في دونيتسك وزاباروجيا.
كما أعلنت السلطات الروسية إحباط هجوم بمسيّرة على موسكو، وقالت إنها غيرت مسارها بعد أن استهدفتها أسلحة الدفاع الجوي، وسقطت على مبنى غير سكني من دون وقوع أي إصابات.
هذا وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها استهدفت مواقع للقوات الأوكرانية باتجاه كوبيانسك، بينما أعلنت قوات الشرق في الجيش الروسي أنها أحبطت محاولة تعزيز وتبديل عناصر للقوات الأوكرانية على جبهة أوروجيني.
في المقابل، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف إن الهجوم الذي نفذته القوات الروسية في اتجاه أوروجيني بمقاطعة دونيتسك باء بالفشل.
وأكد كوفاليف أن القوات الأوكرانية أحبطت كذلك محاولات تقدم روسية في محيط مدينة كوبيانسك بمقاطعة خاركيف.
من جهتها، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية في مقاطعة زاباروجيا إن حيا سكنيا في أطراف المدينة تعرض لقصف روسي بقنبلتين موجهتين.
وأضافت أن القصف الروسي أدى إلى تدمير مؤسسة تعليمية وأحدث أضرارا مادية كبيرة في المباني السكنية المجاورة.
روسيا ومولدوفا
سياسيا، قالت وزارة الخارجية الروسية -اليوم الجمعة- إن موسكو حظرت اليوم دخول عدة مسؤولين من مولدوفا إلى البلاد، وذلك بعد قرار مولدوفا "غير الودي" بطرد 22 دبلوماسيا روسيا.
وتأثرت مولدوفا -الجمهورية السوفياتية السابقة- بحرب روسيا على أوكرانيا المجاورة. ونددت بالحرب رئيسة مولدوفا مايا ساندو (المؤيدة لأوروبا)، واتهمت موسكو بمحاولة زعزعة استقرار بلادها.
وغادر 22 دبلوماسيا روسيا من كيشيناو عاصمة مولدوفا يوم 14 أغسطس/آب الجاري، تاركين عددا صغيرا من الموظفين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية -في بيان- إن "هذه الخطوة غير الودية تؤدي إلى مزيد من تدهور العلاقات بين روسيا ومولدوفا، التي تشهد أزمة وخيمة بالفعل بسبب التصرفات من جانبها".
وجاء ذلك بعد استدعاء سفير كيشيناو لدى موسكو للتعبير عن رفض خطوة مولدوفا.
وأضافت الوزارة أنه تم إبلاغ المبعوث بأنه في رد فعل مماثل، سيُمنع عدد من المسؤولين من جمهورية مولدوفا من دخول روسيا الاتحادية.
ولم تذكر الوزارة أسماء المسؤولين من مولودوفا المحظور دخولهم روسيا ولم تحدد عددهم.
وتتشارك مولدوفا الحدود مع أوكرانيا ومع رومانيا الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي (ناتو).