أوكرانيا تتسلم نظاما للدفاع الجوي والمعارك تحتدم حول مدينة كوبيانسك
أعلنت أوكرانيا -اليوم الخميس- أنها تسلّمت من ألمانيا نظام "إريس-تي" الصاروخي المضاد للطائرات لتعزيز دفاعاتها الجوية، وبينما يحتدم القتال حول مدينة "كوبيانسك" الإستراتيجية في خاركيف (شمال شرق)، تعهّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بدعم كييف حتى تنتصر في الحرب على روسيا.
وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إنه بفضل هذا النظام ستصبح أجواء أوكرانيا محمية بشكل أفضل، في مواجهة الهجمات الروسية.
وفي برلين، نشرت الحكومة الألمانية قائمة محدثة بمعدات عسكرية جديدة قدمتها لأوكرانيا، بينها منظومتا إطلاق للنسخة قصيرة المدى من نظام إيريس-تي للدفاع الجوي.
كما ضمت القائمة 10 رادارات للمراقبة الأرضية، من طراز "جي. أو 12″، وشاحنات ثقيلة، وأكثر من 4 آلاف قنبلة دخان.
وتعدّ ألمانيا من أبرز الدول التي تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وحسب وكالة الأنباء الألمانية، ينتظر أن تصل قيمة دعمها العسكري لكييف خلال العام الجاري وحده إلى 5.4 مليارات يورو.
يُذكر أن أوكرانيا حصلت على منظومات دفاع جوي غربية؛ من أبرزها: منظومة "باتريوت" الأميركية، وهو ما حدّ من خطر الهجمات التي تشنها روسيا بواسطة الصواريخ، والطائرات المسيّرة.
معارك محتدمة
ميدانيًا، يحتدم القتال بالقرب من مدينة "كوبيانسك" الإستراتيجية في مقاطعة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، وسط محاولات روسية للسيطرة على المدينة.
وقال الجيش الروسي -أمس الأربعاء- إنه سيطر على مواقع للجيش الأوكراني باتجاه كوبيانسك، وصدّ هجمات للقوات الأوكرانية هناك.
وفي المقابل، أشار متحدث باسم الجيش الأوكراني إلى معارك عنيفة تدور على محور كوبيانسك، التي تبعد -حاليًا- بضعة كيلومترات فقط عن خط المواجهة، وكان قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي، أقرّ -أمس الأربعاء- بصعوبة الوضع على هذا المحور.
وفي دونيتسك (شرق)، أعلن المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندريه كوفاليوف، -أمس الأربعاء- أن قوات بلاده حققت مزيدًا من النجاح، بعد سيطرتها على قرية أوروجين جنوب شرق المقاطعة، على الحدود الإدارية مع مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق).
غير أن القوات الموالية لروسيا نفت سيطرة القوات الأوكرانية على أوروجين وبلدة ستارومايورسكي القريبة منها، مؤكدة أن القتال مستمر في المنطقة.
ويأتي إعلان السيطرة على أوروجين في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية لاقتحام بلدة روبوتين بمقاطعة زاباروجيا، في إطار هجوم مضاد تأمل أن يمكّنها من استعادة مدينتي ميليتوبول وبرديانسك، الواقعتين على بحر آزوف، وتقعان على مسافة 90 كيلومترًا جنوبًا.
وفي دونيتسك -أيضًا-، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها نفذت هجومًا ناجحًا تمكّنت خلاله من تدمير 4 مركبات مدرعة من طراز "سترايكر" أميركية الصنع. وفي الوقت نفسه تحدث الطرفان الأوكراني والروسي عن مواجهات عنيفة حول مدينة باخموت.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط طائرة مروحية روسية، كانت متجهة نحو مدينة باخموت بدونيتسك، وأخرى في زاباروجيا.
شروط السلام
في غضون ذلك، علّق الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، -أمس الأربعاء- على التصريحات التي أدلى بها مدير مكتبه الخاص ستيان ينسن، التي اقترح فيها تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها، مقابل نيلها عضوية حلف شمال الأطلسي وإنهاء الحرب.
واستدعت تصريحات ينسن ردًا من كييف التي قالت، إن أي تنازل بخصوص عضوية بلادها في حلف الناتو، سيكون بمنزلة مكافأة لروسيا، كما قالت كييف، إن تصريحات المسؤول الأطلسي لا تمثّل الحلف.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة النرويجية أوسلو، قال ستولتنبرغ، إن على الأوكرانيين تحديد شروط السلام، مضيفًا أن دور الحلف هو دعمهم.
وتحدث ستولتنبرغ عن الوضع الميداني في أوكرانيا، قائلًا، إن الأوكرانيين يحرزون تقدمًا، لكنه أشار إلى أن هناك كثيرًا من عدم اليقين.
كما قال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستهين بالناتو، وتابع أن الحلف لم يلحظ أي تغييرات في وضع القوات النووية الروسية، مشيرًا إلى أن الحلف سيبقي على وضع قواته المماثلة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، أشاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، بالدعم العسكري الذي تتلقاه بلاده من حلفائها، لكنه أكّد أنها بحاجة لمزيد من السلاح؛ كي تحقق النصر.
وقال كوليبا، إن هدف أوكرانيا هو تحرير كامل أراضيها، مهما طال الوقت.
من جانبه، قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن بلاده لن تتمكّن من تسلّم مقاتلات إف-16 من الحلفاء خلال فصلي الخريف، والشتاء المقبلين.