واشنطن تكشف تفاصيل المفاوضات مع إيران بالدوحة وطهران تعلن الإفراج عن أموالها المحتجزة

FILE PHOTO: Illustration shows Iran's and U.S.' flags
المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة لم تكن مباشرة ولعبت فيها قطر دور الوسيط (رويترز)

قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية نقلا عن مصدر أميركي مطّلع إن وفدا أميركيا وآخر إيرانيا اجتمعا في فندقين منفصلين في الدوحة، وذلك قبيل الإعلان عن اتفاق تبادل السجناء بين البلدين، في حين أعلنت طهران الإفراج عن جميع أرصدتها المالية المحتجزة في كوريا الجنوبية.

وأعلنت إيران والولايات المتحدة -الخميس الماضي- التوصّل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن مليارات الدولارات المجمّدة لإيران، مقابل تبادل للسجناء بين البلدين، على أن تنقل الأموال إلى حسابات في قطر.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الدوحة استضافت وفدي التفاوض وعمِلت وسيطا لنقل الرسائل بين الطرفين، مشيرة إلى أن المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأميركي لم تكن مباشرة، وإنما عبر الوسيط القطري، وأوضحت أن التوصّل للاتفاق كان قبل 6 أشهر.

ووفق الشبكة الأميركية فإن واشنطن تحفّظت على الإعلان عن الاتفاق حتى اتخاذ الخطوة الأولى من جانب إيران بنقل السجناء، وأكّد المسؤولون الأميركيون أن الدبلوماسيين القطريين لعبوا دورا في الحفاظ على المفاوضات وإنجاحها.

في هذه الأثناء، قال مسؤول أمني إيراني لوكالة "فارس" الإيرانية، إن ملف تبادل السجناء مع واشنطن كان ملحقا غير مكتوب في الاتفاق النووي عام 2015، بطلب أميركي.

وأضاف المسؤول الأمني الإيراني أن الاتفاق الحالي نتيجة إحدى أكثر المفاوضات الإيرانية نجاحا، وتم من دون أن تقدم طهران أي التزامات.

بدء التنفيذ

في غضون ذلك، قال محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين إنه جرى الإفراج عن جميع الأرصدة المالية الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، مشيرا إلى أن جميع الأموال بعملة اليورو ستودع قريبا في 6 حسابات بنكية إيرانية في قطر.

وأضاف، في تصريح له، أن دولة ثالثة ستدفع رسوم تحويل هذه الأموال من الوون إلى اليورو، مشيرا إلى أن الأموال المجمدة والبالغة 7 مليارات دولار، خسرت قيمتها ووصلت إلى 6 مليارات، بسبب انخفاض الوون أمام الدولار.

وأضاف محافظ البنك المركزي الإيراني أن طهران ستصل خلال الفترة القادمة إلى جزء آخر من أموالها المجمدة في بعض الدول، وهذا الأمر سيكون له تأثير على الأسواق والتبادلات التجارية الإيرانية وفق قوله، مشيرا إلى أن الأموال المفرج عنها ستستخدم لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات.

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية ذكرت أمس الجمعة أنه بدأ الإفراج عن جزء من أموال طهران المجمدة في أحد البنوك الأوروبية، وأشارت إلى أن الاتفاق مع واشنطن يشمل الإفراج عن 10 مليارات دولار في كوريا الجنوبية والعراق.

وأوضحت الوكالة أنه سيتم الإفراج عن أموال إيرانية من بنك التجارة العراقي ضمن الصفقة مع واشنطن، وسيتم نقل الأموال المجمدة من كوريا الجنوبية إلى سويسرا قبل تحويلها إلى قطر.

دور حيوي

وكان وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، أكّد في لقاء مع الجزيرة أمس الجمعة أن قطر لعبت دور مُيسرٍ حيوي وحاسم ووسيط دولي موثوق للتوصّل لهذا الاتفاق، وأعرب عن أمل دولة قطر في أن تفضي هذه الخطوة إلى اتفاق بشأن الملف النووي.

من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للجزيرة، إن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق.

وأضاف كيربي أن ما يجري الحديث عنه هو وضع جزء من أموال إيران المجمّدة في حسابات لاستخدامها لأغراض إنسانية فقط، واصفا ما أُنجز بالخطوة الإيجابية، وأعرب عن أمله في استكمال هذه الخطوة بعودة المحتجزين.

وخلال الأعوام الماضية أفرجت السلطات الإيرانية عن بعض الموقوفين الأجانب، في خطوات تزامنت مع إطلاق سراح إيرانيين موقوفين في دول أجنبية.

المصدر : الجزيرة + سي إن إن