تصعيد إسرائيلي جديد.. نابلس تشيع شهيدين أعدمهما الاحتلال وسط أجواء من الغضب

وسط أجواء من الغضب والتنديد بجرائم الاحتلال شيّع أهالي مدينة نابلس والضفة الغربية الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين اللذين أعدمهما جيش الاحتلال خلال اقتحامه المدينة وحصاره لمنزل تحصنا فيه بالبلدة القديمة من نابلس، صباح اليوم، في تصعيد جديد للعمليات الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة بعد عمليته الأخيرة في جنين.
انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، وصولا إلى ميدان الشهداء وسط المدينة. وجاب المشيعون أزقة البلدة القديمة، مرددين هتافات غاضبة ومنددة بجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين.
وقالت مراسلة الجزيرة في فلسطين إن الشهيدين حمزة وخيري أعدمتهما قوة خاصة إسرائيلية داخل منزل تحصنا بداخله، مشيرا إلى استخدام طائرات مسيّرة خلال تنفيذ العملية التي أسفرت أيضا عن إصابة 3 آخرين واعتقال قوات الاحتلال 3 شبان أيضا.
من جانبها، نعت حركة الجهاد الإسلامي شهيدي نابلس، مضيفة أن هذه العمليات ستشكل دافعا للمقاومين لاستمرار دورهم الجهادي حتى الحرية والخلاص، حسب قولها.
بدورها، نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية مقاتليها الشهيدين حمزة مقبول وخيري شاهين اللذين أعدمهما الاحتلال.

وأشار متحدث باسم جيش الاحتلال إلى أن الشابين اللذين أعدمتهما قواته صباح اليوم متهمان بتنفيذ عملية إطلاق نار أول أمس الأربعاء استهدفت سيارة تابعة لقوات الاحتلال في حي الطور بنابلس دون وقوع إصابات في صفوفها.
وأضاف أن قواته تمكنت صباح اليوم من تصفيتهما، بحسب ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عملية إعدام الشابين الفلسطينيين في نابلس قائلا على تويتر إن "أي إرهابي يجرؤ على سفك دماء الإسرائيليين سيجد نفسه في أحد مكانين: إما في القبر أو في السجن".
كما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن ما سماه "أي إرهابي" سيدفع الثمن، وإن القوات الإسرائيلية ستعمل في كل مكان وبعزم وفتك وقوة، حسب تعبيره.
واندلعت اشتباكات صباح اليوم الجمعة بين مقاومين فلسطينيين وقوة إسرائيلية خاصة اقتحمت البلدة القديمة من نابلس شمالي الضفة الغربية قبل أن تنسحب منها لاحقا.
وقال شهود عيان لوكالة الأناضول إنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار في البلدة القديمة بنابلس بين قوة خاصة إسرائيلية ومقاومين فلسطينيين.
وقالت مراسلة الجزيرة إن مسيّرات إسرائيلية حلّقت فوق حارة الحَبَلَة تزامنا مع اقتحام قوات الاحتلال للبلدة القديمة في نابلس.
تغطية صحفية: "قوات الاحتلال تقتحم حي خلة العامود في مدينة نابلس". pic.twitter.com/zDLrBEXNUQ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 7, 2023
اشتباكات وتعزيزات
وقد دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى نابلس في أكثر من محور. وقال شهود إن تعزيزات عسكرية دخلت المدينة من شارع القدس باتجاه البلدة القديمة.
وأضافت مراسلة الجزيرة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، تخللها إلقاء عبوات ناسفة باتجاه قوات الاحتلال داخل حارة الحَبَلَة.
ويأتي اقتحام نابلس بعد يوم من مقتل عسكري وإصابة حارس أمن إسرائيليين قرب مستوطنة "كدوميم" غرب نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة إن عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "كدوميم" غرب نابلس "عمل بطولي ضمن سلسلة الرد الطبيعي على مجزرة جنين ومخططات الاحتلال في الأقصى".
كما باركت لجان المقاومة الفلسطينية العملية، قائلة إنها "استمرار لردود شعبنا ومقاومته على جرائم الاحتلال ومجازره وإرهابه في مخيم جنين".
قدرات المقاومة
وأضافت اللجان، في بيان، أن "عملية كدوميم تكشف قدرة شعبنا ومقاوميه الأحرار على الرد على جرائم الاحتلال رغم كافة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، وحالة الاستنفار التي يعيشها جيش الاحتلال".
وقد أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت والد منفذ عملية مستوطنة كدوميم وشقيقه عند حاجز نعلين بعد استدعائهما من قبل المخابرات الإسرائيلية.
يشار إلى أن اقتحام نابلس يأتي بعد يومين من انتهاء عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، استشهد فيها 12 فلسطينيا وأصيب 140 آخرون بينهم 30 بجراح خطيرة.