وجه آخر لموجة الحر.. ارتفاع درجات الحرارة يُسعد مزارعي النخيل بالبصرة
على عكس كثير من المزارعين الذين تتلف الحرارة الشديدة في العراق محاصيلهم هذا الصيف، يقول مزارع النخيل العراقي عباس علي عبد اللطيف إنه ينتظر الجو الحار في موسم الصيف هذا "على أحرّ من الجمر".
فكلما زاد ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل هذه الأيام إلى نحو 50 درجة مئوية في البصرة بجنوب العراق، زادت سعادة عبد اللطيف لأن الحرارة تُعجّل بنضوج محصول التمر على شجر النخيل الذي يزرعه. كما أن ارتفاع الحرارة يسهم في زيادة إنتاج النخيل وكذلك زيادة جودته.
يقول المزارع العراقي "احنا (نحن) ننتظر الجو الحار على أحرّ من الجمر مثل ما يقولون، هذا المصطلح العام، بينما أكو (هناك) ناس تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة، يعني أكو ناس (هناك ناسا) لا تريد درجات الحرارة المرتفعة باعتبار سوء الأحوال الجوية وسوء الخدمة اللي موجودة (الموجودة) والأشجار تتأثر والناس تتأخر عن عملها، إحنا (نحن) ننتظر درجات الحرارة على أحر من الجمر، ليش (لماذا؟)، لأن الحرارة تخدمنا في نضوج التمر مالتنا (الخاص بنا)".
وأضاف أن "بعض النباتات احترقت الأوراق، ما تتحمل درجات حرارة عالية إلا أن النخيل يتحمل هذه درجات الحرارة العالية ونحن فرحنا بهذا الارتفاع لأن إنتاجية النخل زادت وثانيا حصلنا على إنتاجية متميزة من التمر وجودة عالية من التمر بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالرغم من تأثيره على بقية المحاصيل كان أكثر إلا أنه على النخلة جاب (منحنا) إنتاجية عالية وجودة أكثر".
مستويات قياسية
من جانبه، يقول مدير قسم النخيل في مديرية الزراعة بالبصرة عبد العظيم كاظم، إن الرطب أصبحت متوفرة في البصرة قبل غيرها من المحافظات بنحو أسبوعين بسبب الحرارة الشديدة التي وصلت إلى 50 درجة مئوية، مشيرا في الوقت نفسه إلى عامل ارتفاع درجات الحرارة الصغرى.
وارتفعت درجات الحرارة العالمية الأسبوع الماضي إلى مستويات قياسية تاريخية تسببت في إشعال حرائق غابات، في حين غمرت أمطار غزيرة مدنا في أنحاء المعمورة.
وبحسب الأمم المتحدة فإن العراق هو خامس أكثر دول العالم عرضة لتداعيات أزمة تغير المناخ.
ويتسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة في تصحر الأراضي الزراعية ويجعل أجزاء كبيرة من العراق لا تكاد تصلح للسكن خلال أشهر الصيف، علما بأن البلاد سجلت درجات حرارة قياسية بلغت 52 درجة مئوية على الأقل في السنوات الأخيرة.