الإسبان يقترعون اليوم في انتخابات حاسمة يخيم عليها شبح اليمين المتطرف

تتواصل في إسبانيا اليوم الأحد عملية التصويت في الانتخابات العامة المبكرة التي يدلي فيها نحو 37 مليون شخص بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان، ويُخيم على المناخ السياسي الاختلافات الأيديولوجية وشبح اليمين المتطرف وغضب السكان بسبب اضطرارهم إلى التصويت خلال العطلة الصيفية.
وتعدّ هذه الانتخابات استفتاءً على أداء الائتلاف الحكومي اليساري، بعد مرور أكثر من 3 سنوات على توليه زمام الحكم.
وبدأ التصويت في 9 صباحا وينتهي عند 8 مساء، وسيكون الإعلان عن استطلاعات رأي الناخبين بعد الخروج من مراكز التصويت.
ودعا رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز إلى إجراء انتخابات مبكرة، بعد أن تعرض اليسار لهزيمة في الانتخابات المحلية في مايو/أيار الماضي، لكن الكثيرين غاضبون من دعوتهم للتصويت في ذروة الصيف الحار.
وذكرت خدمة البريد الإسبانية الجمعة الماضي أن التصويت عبر البريد تجاوز بالفعل رقما قياسيا بلغ 2.4 مليون صوت، إذ يختار العديد من الناس الإدلاء بأصواتهم أثناء وجودهم على الشواطئ أو في الجبال، بدل التصويت في مدنهم الأصلية الأكثر سخونة.
وتشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الترجيحات تميل إلى مصلحة اليمين، رغم تأكيد رئيس الوزراء أن الاشتراكيين قادرون على ردم الفوارق.
وشدد سانشيز -خلال تجمع انتخابي بضواحي مدريد الجنوبية- على "أننا سنفوز في هذه الانتخابات، وسنفوز فيها بشكل مدوٍّ".
لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تُظهر أن الانتخابات -التي وصفها العديد من المرشحين بأنها تصويت على مستقبل إسبانيا- ستحقق على الأرجح فوزا "للحزب الشعبي" (يمين وسط) بزعامة ألبرتو نونيز فيخو، لكنه لتشكيل الحكومة سيحتاج إلى شراكة مع حزب "فوكس" اليميني المتطرف، وذلك يعني وصول حزب يميني متطرف إلى الحكم في إسبانيا للمرة الأولى منذ عام 1975.
وقال فيخو لصحيفة "إل موندو" الجمعة الماضي إنه يشعر "برياح التغيير" تهبّ في البلاد.
وفي حين أظهرت أغلب الاستطلاعات أن "الحزب الشعبي" و"فوكس" قادران على نيل الأغلبية في البرلمان -المؤلف من 350 مقعدا- رجحت بعضها عدم تمكّنهما من ذلك، مما سيمهّد الطريق أمام عودة الاشتراكيين إلى الحكم.