زيلينسكي يستبعد سيطرة موسكو على البحر الأسود وحديث روسي عن بدء المرحلة الثانية من الهجوم الأوكراني المضاد
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لن تسيطر على البحر الأسود، وسيتعين عليها أن تخشى الاقتراب من شواطئ القرم بفعل تحركات القوات البحرية الأوكرانية.
أما الإدارة العسكرية والمدنية الروسية في زاباروجيا جنوبي البلاد فقالت إن الجيش الأوكراني يستعد لبدء المرحلة الثانية من الهجوم المضاد، ويحاول القيام بعمليات استطلاع ويدفع بمزيد من التعزيزات إلى المقاطعة.
وأضاف زيلينسكي -في رسالة مصورة من أوديسا حيث التقى قائد القوات البحرية الأوكرانية- "من المؤكد أن العدو لن يملي شروطه في البحر الأسود، وسيكون المحتلون خائفين من الاقتراب من القرم، من شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وشواطئنا على بحر آزوف".
وتخضع سواحل بحر آزوف وشبه جزيرة القرم لسيطرة القوات الروسية.
أسلحة بعيدة المدى
من ناحية أخرى، أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده لن تسلم أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، والتي يمكن أن تستخدمها كييف لشن ضربات على الأراضي الروسية.
وقال شولتز -في مقابلة مع محطة "إيه آر دي" (ARD) الألمانية- إن ألمانيا سبق لها أن زوّدت كييف بدبابات، مؤكدا أن برلين ستستمر في إرسال أسلحة إلى كييف لاسيما أنظمة الدفاع الجوي وتدريب الجيش الأوكراني، وفق مبدأ واضح وهو أن جميع الأسلحة لن تشمل أسلحة بعيدة المدى قادرة على استهداف الأراضي الروسية.
استفزاز روسي
وقد طالب المستشار في مكتب الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك العالم بتحذير روسيا من أي هجوم إرهابي على أراضي محطة زاباروجيا للطاقة النووية، مشيرا إلى أن ذلك سيكون بمثابة استخدام للأسلحة النووية التكتيكية.
وغرد بودولياك -عبر حسابه على تويتر- قائلا" أي استفزاز روسي في محطة زاباروجيا سيعادل على الفور استخدام الأسلحة النووية التكتيكية مع عواقب ملموسة مقابلة".
وأضاف أنه على الرغم من كل التحذيرات الأوكرانية فإن بلاده "لا تسمع من العالم إلا صمتا مطبقا".
وتأتي تصريحات المسؤولين الأوكرانيين هذه بعد أن أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن العاصمة كييف تعرضت لهجمات روسية لأول مرة منذ نحو أسبوعين، وقالت إن دفاعاتها الجوية في المدينة تمكنت من تدمير جميع الصواريخ، لكن أصيب شخص وتضررت منازل بسبب تساقط الحطام، كما أسقطت 8 طائرات مسيرة و3 صواريخ كروز.
وجاء الهجوم على كييف بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للمدينة، حيث تعهد بتقديم مساعدات جديدة بالملايين لأوكرانيا، كما تعهد بأن تستمر أوروبا في دعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا.
وقد زار سانشيز كييف في أول يوم من تولي مدريد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
صعوبات بالجبهة
كما قال رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك إن التحرك على الجبهة يواجهه العديد من الصعوبات المتمثلة بالألغام والتفوق الجوي للقوات الروسية.
واعتبر يرماك أن القوات الأوكرانية تتقدم رغم ما تواجهه من عقبات، مطالبا من يريد مشاهدة تحركات سريعة في الهجوم المضاد بأن يعي تلك الحقائق، بالإضافة إلى أهمية حياة الجنود الأوكرانيين.
كما جدد المطالبة بضرورة الحصول على طائرات "إف-16" والصواريخ بعيدة المدى، مشيرا إلى بذل أقصى الجهود لتسريعها.
تقدم في باخموت
وفي باقي التطورات الميدانية أعلنت القوات الأوكرانية تقدمها في جبهة باخموت، فيما قال الجيش الروسي إنه أحبط 11 هجوما أوكرانيا في دونيتسك جنوبي البلاد.
كما أعلن موقع "ريدوفكا" الروسي أن معارك محتدمة تدور بين القوات الروسية والأوكرانية في محور أريخوف جنوبي مقاطعة زاباروجيا.
وأضاف الموقع أن القوات الأوكرانية استطاعت التقدم قليلا باتجاه بلدة بريوتنوي وقرب بلدة نوفودونتسكوي غرب أوغليدار في دونتيسك.
كما أعلنت القوات الموالية لروسيا سيطرتها على دبابة فرنسية من طراز "إي إم إكس" (IMX) في محور أوغليدار خلال معارك مع القوات الأوكرانية.
وذكر المتحدث باسم القوات الأوكرانية في منطقة عمليات تافريا جنوب شرقي أوكرانيا أن القوات الروسية تركز جهودها على منع تقدم الوحدات الهجومية الأوكرانية باتجاه منطقة ميليتوبل، كما تشن هجمات مضادة وتحافظ على صفوفها بتجاه بريديانسك حنوبي زاباروجيا.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار إن "معارك ضارية تدور في كل مكان.. الوضع معقد"، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية تتقدم من جهتها في منطقة واحدة في شرق البلاد ومنطقتين في جنوبها.
وأوضحت أن "العدو يتقدم في مناطق أفدييفكا ومارينكا وليمان. ويتقدّم أيضا في قطاع سفاتوف".
أما القوات الأوكرانية فتمكنت -بحسب ماليار- من تحقيق "نجاح جزئي" مع تقدمها في الجهة الجنوبية من باخموت، وكذلك بالقرب من بيرديانسك وميليتوبول في جنوب البلاد.
ولفتت نائبة وزير الدفاع إلى أنه في جنوب البلاد تحقق القوات الأوكرانية تقدما "تدريجيا" في مواجهة "مقاومة شديدة من العدو".
انفجار في روسيا
وأفادت وسائل إعلام روسية بوقوع انفجار قوي قرب مطار عسكري في منطقة بريمورسك-أختارسك بإقليم كراسنودار جنوب غربي روسيا.
وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر تصاعد أعمدة دخان وحفرة كبيرة في المنطقة.
وقال بنيامين كوندراتيف حاكم إقليم كراسنودار إن السلطات تعمل على تحديد ملابسات الحادث، مشددا على أنه لم يوقع أي أضرار مادية أو بشرية.