بوتين: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد لكنها لم تحقق أي هدف بساحات المعركة
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن الهجوم المضاد الذي تعد له أوكرانيا منذ أشهر بدأ على الجبهة، لكن قوات كييف لم تتمكن من "تحقيق أهدافها".
وقال بوتين، في فيديو بثه على تليغرام مراسل للتلفزيون الروسي العام، "يمكننا أن نؤكد تماما أن هذا الهجوم بدأ"، مضيفا أن "القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة لكنها ما زالت تمتلك قدرات هجومية".
وفي هذا الشأن، قال بوتين إن القيادة العسكرية الروسية تقيّم الأحداث الجارية تقييما موضوعيا، وإن الخسائر الأوكرانية هي لصالح روسيا "بمعدل 3 إلى 1".
وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده لا تملك ما يكفي من الأسلحة الحديثة بعد، لكن الصناعة العسكرية تتطور وستنجز جميع المهام الموكلة لها، على حد قوله.
من جانبها، تقول أوكرانيا إنها لم تبدأ بعد هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، مؤكدة أن بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع.
وكان أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، نفى تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها إن الهجوم المضاد بدأ بالفعل.
وقال دانيلوف، في مقابلة مع رويترز، إن "كل هذا ليس صحيحا. عندما يبدأ هذا الأمر فجيشنا هو الذي سيقرره. وحين نبدأ الهجوم المضاد سيعرف الجميع ذلك وسوف يرونه".
وأضاف أن المسؤولين الروس جانبهم الصواب عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الكبرى.
مساعدات أميركية
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم الجمعة حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار، وقالت إنها ستتضمن قدرات حيوية في الدفاع الجوي إضافة إلى ذخائر.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن الحزمة تتضمن منظومات للدفاع الجوي من طراز هوك وصواريخ وقذائف مدفعية عياري 105 و203 مليمترات ونظم بوما المسيرة وذخائر لنظام صاروخي موجه بالليزر ودعما للتدريب والصيانة.
لكن مخزون الجيش الأميركي ليس هو المصدر المباشر للمساعدات، وبالتالي ستستغرق عدة أشهر للوصول إلى كييف.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة، أكبر دولة مانحة لأوكرانيا، سلمت أو وعدت بتسليم مساعدات عسكرية بقيمة تتجاوز 39.7 مليار دولار لقوات كييف منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/شباط 2022.
مسيّرات إيرانية
وفي سياق مواز، قال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن روسيا تعمل على تعزيز تعاونها الدفاعي مع إيران، وإنها تتلقى مئات المسيّرات الهجومية التي تستخدمها في شن ضربات بأوكرانيا.
ونقل البيت الأبيض عن معلومات جرى رفع السرية عنها مؤخرا أن المسيّرات تصنع في إيران ويتم شحنها عبر بحر قزوين لتصل للقوات الروسية التي تستخدمها في أوكرانيا.
ونشرت وزارة الخزانة الأميركية على موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، دليلا توجيهيا تحذر فيه الشركات والأفراد على مستوى العالم من اتخاذ أي خطوات من شأنها دعم برنامج إيران لتصنيع الطائرات المسيرة.
احتدام المعارك
ميدانيا، قالت القوات الروسية إن المعارك احتدمت مع الجيش الأوكراني اليوم الجمعة في زاباروجيا جنوبي أوكرانيا.
كما قال حاكم مقاطعة فورونيج جنوبي غربي روسيا إن طائرة مسيرة سقطت على مبنى سكني في مركز المقاطعة، مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل بجروح.
ويعد هذا أول هجوم من نوعه على مدينة فورونيج -التي يسكنها قرابة مليون نسمة- وتقع ما بعد مقاطعة بيلغورود الحدودية التي تعرضت لقصف أوكراني مكثف.
وسجلت هجمات بطائرات مسيرة على مدن روسية منذ بدء روسيا هجومها على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، لكنها تصاعدت في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع إعلان كييف استعدادها لشن هجوم مضاد كبير.
وأعلن الكرملين على الفور أن أجهزة الاستخبارات الروسية تحقق في الهجوم الذي استهدف فورونيج.
على صعيد آخر، أفادت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا بسقوط 3 جرحى في قصف أوكراني استهدف مدينة غورلوفكا التي تتعرض لقصف يومي بعشرات القذائف والصواريخ، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يصل مدينة باخموت الإستراتيجية بمدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.
سد نوفا كاخوفكا
تواصل السلطات الأوكرانية التعامل مع تداعيات تدمير سد نوفا كاخوفكا جنوبي البلاد، وقد نشرت ما قالت إنها مكالمة هاتفية تثبت مسؤولية روسيا عن تفجير السد، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين.
وقال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، اليوم الجمعة، إن المكالمة التي رصدها تثبت أن "مجموعة تخريب" روسية فجرت سد ومحطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة خيرسون.
ونشر الجهاز على قناته في تليغرام مقطعا صوتيا مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمكالمة التي بدا فيها أن رجلين يناقشان تداعيات الكارثة باللغة الروسية.
من جانب آخر، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون إن مستوى المياه التي فاضت بعد تدمير السد انخفض إلى نحو 5.35 أمتار. وذكرت الإدارة أن المياه غمرت حتى الآن 3624 منزلا، وأن السلطات أجلت 2352 شخصا من المناطق المتضررة.
من جانبها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس البلدية الموالي لروسيا في منطقة نوفا كاخوفكا الأوكرانية قوله أمس الخميس إن 5 أشخاص قتلوا بعد انهيار السد.