السودان.. اشتعال النيران قرب مخازن غاز بالخرطوم وواشنطن والرياض تتعهدان بإنهاء القتال

استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعرقل وصول المساعدات (الفرنسية)

تجدد اشتعال النيران -أمس الأربعاء- في مواقع الاشتباكات القريبة من المستودعات الرئيسية لمخازن غاز ووقود بالعاصمة السودانية الخرطوم، فيما تعهدت الولايات المتحدة والسعودية بمواصلة تعاونهما لإنهاء الاقتتال في البلاد.

واشتعلت النيران بكثافة للمرة الثانية في مواقع بالقرب من مستودعات الغاز والوقود جنوبي الخرطوم، في حين تضاربت التصريحات بشأن سيطرة قوات الجيش أو قوات الدعم السريع على مصنع اليرموك لصناعة الأسلحة جنوبي العاصمة.

وتثير هذه الاشتباكات الخوف من اندلاع حرائق كبيرة لقربها من خزانات وقود ضخمة.

كما نقلت وكالة رويترز عن شهود أن حريقا هائلا اندلع بالقرب من مجمع عسكري يضم مصنع أسلحة في جنوب الخرطوم يقاتل الجيش السوداني للدفاع عنه، في واحدة من أعنف المعارك بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أسابيع.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الطيران الحربي يحلق باستمرار مع إطلاق قذائف أرضية غرب ووسط الخرطوم وجنوب أم درمان.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع معارك منذ مساء الثلاثاء الماضي للسيطرة على مصنع اليرموك ومستودعات وقود قريبة منه، وقال مصدر بالجيش للجزيرة إن قواته صدت هجوما لقوات الدعم السريع على مصنع اليرموك صباح أمس الأربعاء.

في المقابل، بثت قوات الدعم السريع مشاهد قالت إنها تثبت سيطرتها على مخازن أسلحة تابعة للجيش، وتظهر المشاهد وجود عناصر من "الدعم السريع" في محيط مجمع اليرموك بمنطقة جبرة.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان أن قوات الدعم السريع هاجمت مصنع اليرموك من اتجاهين، لكنها تراجعت وسط خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفها.

في المقابل، ساد هدوء حذر جبهات القتال في مدينة أم درمان والخرطوم بحري وشرق النيل، بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين حول سلاح المهندسين في أم درمان، لكن المعارك تتجدد بدرجات متفاوتة.

معارك مستمرة بدارفور

وأما في ولايات إقليم دارفور (غرب)، فما زالت المعارك مستمرة، مما يعرقل وصول المساعدات الإنسانية.

وقال البخاري أحمد عبد الله نائب رئيس التحالف السوداني -الذي يحكم ولاية غرب دارفور- إن عدد القتلى خلال الأسابيع الماضية في مدينة الجنينة بلغ 850، إضافة إلى 2000 جريح وحرق مئات المنازل والأسواق.

وكشف بخاري عن أن ما سماها المليشيات دمرت كل الموارد ونهبت السوق وجففت موارد المياه مع انقطاع شبكة الاتصالات.

سياسيا، يجري مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لقاءات مع مسؤولين إثيوبيين وآخرين في الاتحاد الأفريقي تركز على الأزمة السودانية وسبل وقف إطلاق النار وبدء الحوار بين المتحاربين.

كما يبحث الأوضاع الإنسانية وانعكاسات الحرب على المدنيين والمبادرات والجهود المبذولة لإيقاف الحرب في السودان.

من جهة ثانية، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن اجتمع مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، وقال بيان للخارجية إن الجانبين تعهدا بمواصلة تعاونهما القوي لإنهاء القتال في السودان.

وقد دعت كل من الرياض وواشنطن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الاتفاق مجددا على وقف جديد "فعال" لإطلاق النار، بعدما أعلن الجيش تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".

ومنذ مايو/أيار الماضي، ترعى السعودية والولايات المتحدة مفاوضات بين الطرفين بمدينة جدة نجحت في الوصول لهدنة بين الجانبين، غير أنه تم تعليقها مطلع يونيو/حزيران الجاري نتيجة "الانتهاكات الجسيمة والمتكررة" لوقف إطلاق النار المعلن.

ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروق خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان