كييف تنفي بدء هجومها المضاد ولندن ترد على تهديدات موسكو بشأن الأسلحة الغربية

Ukrainian tanks and military vehicles are seen at a road in Kherson region
دبابات وآليات عسكرية أوكرانية في خيرسون (رويترز)

قالت أوكرانيا إنها لم تبدأ بعد هجومها المضاد لاستعادة أراضي تحتلها روسيا، مؤكدة أن بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع، فيما ردت بريطانيا على تحذيرات روسية بشأن إمداد كييف بالأسلحة الغربية.

ونفى أوليكسي دانيلوف، أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها إن الهجوم المضاد بدأ بالفعل.
وقال دانيلوف، في مقابلة مع رويترز، "كل هذا ليس صحيحا. عندما يبدأ هذا الأمر فجيشنا هو الذي سيقرره. حين نبدأ الهجوم المضاد سيعرف الجميع ذلك وسوف يرونه".

وأضاف أن المسؤولين الروس جانبهم الصواب عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الكبرى.

وقال دانيلوف أيضا إنه ما من شك في أن روسيا تسببت في تدمير سد كاخوفكا على نهر دنيبرو في منطقة خيرسون جنوب البلاد الثلاثاء، لأن المنطقة تحت الاحتلال منذ بداية الحرب الروسية.

وقالت كييف قبل عدة أشهر إن القوات الروسية لغّمت السد، وأشارت إلى أن موسكو نسفت السد في محاولة لمنع القوات الأوكرانية من عبور نهر دنيبرو لمهاجمة القوات الروسية، في حين تُحمل روسيا أوكرانيا مسؤولية انهيار السد.

وأضاف دانيلوف "تصور الروس أننا سنتقدم في هذا الاتجاه. لن تؤدي أفعالهم إلى العواقب التي كانوا يرغبون في أن تؤدي لها"، موضحا أن أوكرانيا ستواجه الآن ضغوطا للموافقة على محادثات سلام، مؤكدا الموقف الأوكراني الرافض لإجراء محادثات قبل أن تنسحب القوات الروسية من بلاده.

رد بريطاني

من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي اليوم الأربعاء إن بلاده لن تُردع بـ"التهديدات" الصادرة من روسيا حول تسليم أسلحة غربية إلى أوكرانيا، مع توقع المزيد من الخطابات "الحادة" من الكرملين.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح أخيرا بأن الغرب "يلعب بالنار" بموافقته على تزويد أوكرانيا طائرات مقاتلة من طراز "إف-16".

وقال كليفرلي لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش اجتماع لمنظمة التعاون والتنمية في باريس "اتخذنا قرارا واعيا بأنه لا يمكننا السماح بأن يردعنا خطاب التصعيد أو التهديدات من فلاديمير بوتين أو من الكرملين عن القيام بالأمر الصحيح".

وأضاف "فيما يقترب الأوكرانيون من تحقيق النجاح ومن النصر، سيكون هناك المزيد من الخطابات الحادة من الكرملين".

وكانت بريطانيا من أوائل الدول الداعمة لأوكرانيا، وقد اتخذت قرارات بتزويد كييف بصواريخ مضادة للدبابات ودبابات حديثة وصواريخ ستورم شادو المتطورة.

وفيما يخص تقارير بأن أوكرانيا تشن ضربات تستهدف بها الأراضي الروسية بما فيها منطقة بيلغورود الحدودية، شدد كليفرلي على أن أوكرانيا "لديها الحق في الدفاع عن النفس".

وأضاف "نحن نساعد. نحن نتبرع بمعدات وبالطبع، بصفتنا أصدقاء لهم على الساحة الدولية، نتحدث معهم حول وجهات نظرنا بشأن أفضل طريقة للدفاع عن النفس.. لكن في نهاية المطاف، فإن جنودهم هم من يحاربون".

تطورات كاخوفكا

وفي تطورات تفجير سد كاخوفكا، حذر مسؤول أوكراني كبير اليوم الأربعاء من خطر ألغام عائمة طفت على السطح بسبب الفيضانات وكذلك من انتشار الأمراض والمواد الكيميائية الخطرة.

وأظهرت صور التقطتها بالأقمار الاصطناعية شركة "ماكسار تكنولوجيز" أمس الثلاثاء حدوث فيضان واسع النطاق في جنوبي أوكرانيا، ودمارا كبيرا بسد نوفا كاخوفكا ومحطة الطاقة الكهرومائية بالمنطقة.

وقالت الشركة إن صورا لمساحة تتجاوز 2500 كيلومتر مربع بين نوفا كاخوفكا وخليج دنيبروفسكا جنوب غرب مدينة خيرسون المطلة على البحر الأسود، تظهر أن المياه غمرت العديد من البلدات والقرى.

وتظهر الصور المنازل والمباني غارقة في المياه، ولا يظهر منها في الكثير من الصور سوى الأسطح، في حين تغطي المياه الحدائق والأراضي والبنية التحتية.

ويقع السد على نهر دنيبرو الذي يوفر المياه لتبريد محطة زاباروجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية وتعد الأكبر في أوروبا.

وقال أولكسندر كوبراكوف نائب رئيس الوزراء أثناء زيارته لمدينة خيرسون على نهر دنيبرو إن أكثر من 80 منطقة سكنية تضررت من الكارثة التي تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالوقوف وراءها.

وأضاف كوبراكوف للصحفيين "المياه تقلقل الألغام التي زرعت في وقت سابق وتسبب انفجارها"، وأضاف أنه نتيجة للفيضانات، تنتشر الأمراض المعدية والمواد الكيميائية في المياه.

وأوضح أن السلطات الأوكرانية أجلت سكان 24 منطقة غمرتها مياه الفيضانات، وأن المياه غمرت كذلك 20 منطقة سكنية على الأقل في الأراضي التي تحتلها القوات الروسية.

وألقى كوبراكوف باللوم على روسيا في انهيار السد قائلا "فعلوا ذلك من أجل إفساح المجال أمام القوات في هذا الاتجاه من خلال إغراق هذا الجزء من خط المواجهة".

في المقابل، قال مستشار مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إن واشنطن ولندن وشركاءهما أعطوا الضوء الأخضر لتفجير سد كاخوفكا ويتحملون مسؤولية ذلك.

ونفى المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا الاتهامات الأوكرانية، وقال في جلسة عقدت أمس الثلاثاء إن كييف هي التي قامت بتخريب متعمد ضد منشأة بنية تحتية بالغة الخطورة.

وأشار إلى أن قيادة القوات المسلحة الأوكرانية كانت أعلنت صراحة عن استعدادها لتفجير هذا السد لتحقيق مكاسب عسكرية منذ العام الماضي، مشيرا إلى أن هناك حملة تضليل منسقة من الغرب ومن كييف مفادها أن روسيا هي التي فجّرت السد.

جهود تركية

في غضون ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء -في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي- إنه من الممكن تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهيار سد كاخوفكا.

وذكر بيان صادر عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي أبلغ زيلينسكي بأن طريقة تفاوض مماثلة لتلك التي تم تبنيها فيما يتعلق بمبادرة ممر تصدير الحبوب من البحر الأسود يمكن اتباعها لتناول مسألة السد.

وحذّر الرئيس التركي من تزايد الخسائر البشرية كلما طال أمد الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا، ودعا الطرفين إلى العودة للمفاوضات، مؤكدا اعتزام تركيا مواصلة الجهود بحزم من أجل تأسيس السلام العادل بين البلدين.

من جهته، قال زيلينسكي إنه تحدث مع أردوغان عن العواقب الإنسانية والبيئية للعمل "الإرهابي" الروسي في محطة كاخوفكا، وأضاف "سلمت الرئيس التركي قائمة باحتياجات أوكرانيا الملحة للقضاء على الكارثة".

وفي موسكو، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي أن تفجير كييف محطة كاخوفكا الكهرومائية جاء بتحريض من الغرب.

وأضاف بيان صادر عن الكرملين أن بوتين بحث في اتصال مع أردوغان الوضع في كاخوفكا، واتهم كييف والغرب بتصعيد الأعمال القتالية.

وأنشئ سد نوفا كاخوفكا في خمسينيات القرن الماضي، وهو ذو قيمة إستراتيجية، إذ يضخ المياه إلى قناة شمال القرم التي تبدأ من جنوب أوكرانيا وتعبر شبه جزيرة القرم بأكملها.

قصف متبادل

وفي التطورات الميدانية، اتهمت موسكو، الأربعاء، "مخربين أوكرانيين" بتفجير جزء من خط أنابيب لضخ الأمونيا بمنطقة خاركيف، بعد يوم من تفجير سد نوفا كاخوفكا في خيرسون، الذي اقترحت تركيا تشكيل لجنة دولية للتحقيق في انهياره.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إصلاح خط أنابيب "تولياتي-أوديسا" سيستغرق شهرا إلى 3 شهور.

وفي باخموت، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية تقدمت مسافة تتراوح بين 200 و1100 متر في مناطق مختلفة باتجاه المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات