مع انتهاء الهدنة.. تحليق طائرات واشتباكات بالأسلحة الثقيلة في الخرطوم وأم درمان

أفاد مراسل الجزيرة في السودان باندلاع معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في حيي المنصورة والمهندسين في الخرطوم، وبتحليق للطائرات الحربية وسماع أصوات إطلاق نار من أسلحة ثقيلة في مناطق بأم درمان والخرطوم، وجاءت هذه التطورات قبيل انتهاء هدنة الأيام الثلاثة بين الطرفين.
وأوضح المراسل أن أصوات إطلاق النار وأسلحة ثقيلة تُسمع حول شارع الغابة، وفي المنطقة الصناعية، وحي الرميلة غربي مدينة الخرطوم، كما تصاعدت أعمدة الدخان جنوبي مدينة أم درمان وسُمعت أصوات أسلحة ثقيلة في وسط المدينة.
وقال شهود إنهم سمعوا أصوات طائرات الجيش في وقت مبكر من اليوم الأربعاء في أجواء أم درمان، وكذلك دوي النيران المضادة للطائرات التي تطلقها قوات الدعم السريع، ونيران مدفعية من قاعدة في شمال أم درمان، وأصوات اشتباكات على الأرض في جنوب الخرطوم.
وفي إقليم دارفور، ومع استمرار المعارك خلال الأيام الماضية في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، اتسعت رقعة المعارك في مناطق عدة من الإقليم.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن قتالا قبليا وقع بين قبيلتي الهبانية والسلامات في منطقة النضيف جنوبي مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، وأشارت إلى أن القتال ما زال مستمرا منذ 3 أيام مُوقعا عشرات من القتلى والجرحى بين طرفي النزاع.
وكان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد توصلا إلى هدنة إنسانية تم توقيعها في مدينة جدة، مدتها 72 ساعة انتهت الساعة السادسة صباح اليوم الأربعاء.
ووقعت خلال أيام الهدنة معارك ومناوشات بين الطرفين في بعض أحياء العاصمة، وكذلك في منطقة "طويلة" بولاية شمال دارفور، تبادل الطرفان بشأنها الاتهامات بخرق الاتفاق المبرم بينهما.
ولليوم الـ12، ظلت أعمدة النار تتصاعد حول مخازن رئيسية للغاز جنوب الخرطوم، كانت قد وقعت حولها معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ميدانيا أيضا، قال مصدر في الجيش السوداني للجزيرة إن قوات من الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان فجر اليوم.
وأشار المصدر إلى أن الجيش تمكن من صد الهجوم، مضيفا أن الحركة حشدت قواتها منذ أكثر من أسبوع للهجوم على المدينة.
قصف مقر المخابرات
من ناحية أخرى، تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات فيما يتعلق باندلاع حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع في مجمع دفاعي وسط الخرطوم جرت حوله معارك منذ اندلاع القتال يوم 15 أبريل/نيسان الماضي.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع في بيان إن قوات الجيش قصفت بالطيران المسيّر والمدافع مساء أمس الثلاثاء مقر رئاسة جهاز المخابرات العامة بالخرطوم الذي يقع ضمن سيطرة قوات الدعم السريع.
في حين قال مصدر في الجيش أمس الثلاثاء إن قوات الدعم السريع "قصفت المبنى"، ونُشرت صور لما يبدو أنه حريق كبير في مقر المخابرات، الذي يقع في المجمع نفسه الذي يضم وزارة الدفاع والقيادة العامة للقوات المسلحة ومقر إقامة رئاسيا.
هدنة جديدة
وكان مصدر سوداني قال للجزيرة أمس الثلاثاء إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يبحثان إقرار جدة هدنة جديدة مطولة ذات علاقة بعيد الأضحى.
وبحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التهدئة في البلاد ووقف كافة أشكال التصعيد العسكري واللجوء إلى حل سياسي.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين منفصلين أجراهما فيصل بن فرحان مع البرهان وحميدتي، وفق بيانين للخارجية السعودية، قبل ساعات من نهاية هدنة إنسانية لمدة 3 أيام في السودان، يتوقع مراقبون تمديدها بمناسبة عيد الأضحى الموافق 28 يونيو/حزيران الجاري.
وقالت السعودية والولايات المتحدة إن طرفي الصراع إذا لم يحترما وقف إطلاق النار، فسوف يبحث الوسيطان تأجيل محادثات جدة، التي شكك المنتقدون في فعاليتها.