انفجارات وقصف مدفعي في الخرطوم والجيش: فوجئنا بتعليق مفاوضات جدة قبل الرد على مقترحاتنا

ترددت أصداء القصف المدفعي في الخرطوم اليوم الجمعة مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة.

وتصاعدت أعمدة دخان حول المنطقة الصناعية غربي مدينة الخرطوم، بينما سمع مراسل الجزيرة دوي انفجار في جنوب مدينة أم درمان صباح اليوم.

ورجحت مصادر محلية للجزيرة بأن يكون الدخان ناتجا عن قصف من الجيش السوداني لمواقع قوات الدعم السريع.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت علق فيه الوسيطان السعودي والأميركي مباحثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، واتهماهما بعدم الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة بينهما في الفترة الماضية.

وبعدما حمّلت طرفي النزاع مسؤولية انهيار الهدنة والمباحثات في جدة، أعلنت واشنطن الخميس فرض عقوبات على شركات، وقيود على تأشيرات الدخول لمسؤولين على ارتباط بطرفي النزاع.

وتستهدف العقوبات الاقتصادية العديد من الشركات في قطاعات الصناعة والدفاع والتسلح، بينها شركة "سودان ماستر تكنولوجي" التي تدعم الجيش، وشركة الجنيد للمناجم التي تدير مناجم ذهب عدة في إقليم دارفور وتوفر تمويلا لقوات الدعم السريع.

غضب في الجيش

في غضون ذلك، قال الجيش السوداني إنه قدم مقترحات للوسطاء في جدة لكنه فوجئ بتعليق المفاوضات قبل الرد عليها، وحث الجيش الوسطاء على مواصلة الجهود لإقناع الطرف الآخر بتنفيذ مقتضيات الهدنة للعودة للتفاوض.

وردا على الموقف الأميركي، انتقد مسؤول عسكري سوداني موقف الإدارة الأميركية التي ترعى مع السعودية مفاوضات جدة بين الجيش والدعم السريع. وقال إن وفد الجيش سلّم الجانبين قبل يومين أدلة على عدم تنفيذ "الطرف الآخر" التزامات اتفاق الهدنة الموقع بينهما، ولم ينسحب من المستشفيات ومواقع خدمات المياه والكهرباء، بل توسع في التمركز داخل 34 مستشفى وسيطر على 29 سيارة إسعاف وآلاف المنازل في أحياء عدة بمدن العاصمة الثلاث، وهاجم مواقع عسكرية ومدنية أخرى خلال فترة الهدنة.

وفي حديث مع الجزيرة نت، أعرب المسؤول العسكري -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- عن استغرابه من وضع الولايات المتحدة الجيش والدعم السريع في كفة واحدة، و"تجاهل أن الدعم السريع يتحمل مسؤولية خرق الهدنة بسبب فشله في السيطرة على قواته التي تحولت إلى النهب والسلب واستخدام المدنيين دروعًا بشرية".

وأوضح المصدر أن ممثلي الجيش علّقوا مشاركتهم في مفاوضات جدة لمنح الرياض وواشنطن فرصة لتقييم التزام الطرفين بشروط الهدنة.

الدعم السريع يتهم الجيش

بالمقابل، قال المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت للجزيرة إن العقوبات الاقتصادية غير مجدية في تسوية النزاعات، وقد تم تجريبها مع النظام المعزول ولم تؤثر عليه.

وأكد أن مفاوضات جدة اصطدمت برفض الجيش لوجود مراقبين على الأرض، مشيرا إلى أن الوساطة السعودية الأميركية هي النشطة حتى الآن في الأزمة السودانية.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع طرحت تصورا أشمل لحل الأزمة السياسية في السودان يتجاوز الاتفاق الإطاري، ويسعى لجذب أطراف لم تكن جزءا من الاتفاق.

وقال إنه بعد أن خسر الجيش مواقعه الإستراتيجية في شارع الغابة حاول مباغتة قواتهم في معسكر طيبة ولكنه فشل في مسعاه، حسب قوله.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية