هجمات تستهدف 5 مقاطعات روسية وواشنطن تحذر من منافسة نووية مفتوحة مع موسكو

Clashes between Russian security forces and "saboteurs" in Russia's Belgorod
الهجمات على بيلغورود الروسية تصاعدت في الآونة الأخيرة (الأناضول)

توالت الهجمات على مناطق عدة في روسيا بالطائرات المسيرة والمدفعية، في حين أعلن الجيش الروسي تنفيذ ضربة بأسلحة عالية الدقة على أهداف أوكرانية، وفي الأثناء حذر مستشار الأمن القومي الأميركي من "منافسة مفتوحة" مع موسكو في القوة النووية.

ومنذ الليلة الماضية، أعلنت السلطات المحلية في 5 مقاطعات روسية على الأقل -أغلبها محاذية لحدود أوكرانيا- تعرضها لقصف أوكراني أو هجمات بطائرات مسيرة.

ففي بيلغورود، أعلن حاكم المقاطعة مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف أوكراني استهدف مناطق سكنية عدة.

وأعلن الحاكم نقل أكثر من 2500 من سكان منطقة شيبيكينو في المقاطعة إلى مراكز إيواء مؤقتة، وأشار إلى أن إقامة عدد كبير من الأسر والأطفال في منشآت رياضية ضخمة أمر في غاية الصعوبة، وقال إن السلطات تبحث نقلهم إلى أماكن أكثر راحة.

وأعلنت سلطات المقاطعة وقف حركة القطارات في منطقة شيبيكينو ابتداء من الغد بسبب القصف.

وفي بريانسك، أعلن حاكم المقاطعة أن قرية لوماكوفكا الحدودية تعرضت لقصف من القوات الأوكرانية، تسبب بإشعال النيران في مبنى سكني دون وقوع خسائر بشرية. كما أعلن في وقت لاحق أن القصف استهدف بلدة سوشاني.

وفي كالوغا -المحاذية لبريانسك- أعلن حاكم المقاطعة أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة مسيرة أوكرانية فوق إحدى الغابات.

وفي كورسك، أعلن حاكم المقاطعة أن الدفاعات الجوية أسقطت الليلة الماضية عدة مسيّرات أوكرانية قرب مركز المقاطعة (مدينة كورسك)، داعيا السكان إلى التزام الهدوء.

وفي سمولينسك، قال القائم بأعمال حاكم المقاطعة إن مسيّرتين بعيدتي المدى نفذتا هجوما على بنية تحتية للوقود والطاقة في المنطقة خلال الليل، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو نشوب حريق.

وتزايدت وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة الثلاثاء الماضي، إضافة إلى توغل مسلح كبير يوم 22 مايو/أيار الماضي في مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.

ذخيرة مخبأة في موسكو

وأعلنت وزارة الداخلية الروسية اليوم العثور على مخزن كبير للذخيرة في مقاطعة موسكو واعتقال مشتبه فيه.

وقد علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم على هذه التطورات، وقال إن "الأعداء يحاولون زعزعة الوضع داخل روسيا، ولن نسمح لهم بذلك".

وفي الجانب الآخر، أعلن حاكم زاباروجيا الأوكراني مقتل شخصين وجرح 4 آخرين في قصف روسي استهدف منطقة كوميشوفس بالمقاطعة.

وقد كثفت القوات الروسية ضرباتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على المناطق الأوكرانية في الآونة الأخيرة، ولا سيما العاصمة كييف، مع إعلان أوكرانيا إكمال استعداداتها لشن هجوم كبير لاستعادة أراضيها.

وقالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها شنت ضربة واسعة بأسلحة عالية الدقة طويلة المدى على الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وفي تلك الأثناء، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في زاباروجيا جنوبي أوكرانيا إن القوات الأوكرانية أكملت تشكيل مجموعات لشن هجوم على المنطقة.

Press briefing at the White House in Washington
سوليفان تحدث عن "نقطة تحول" في الاستقرار والأمن النوويين (رويترز-أرشيف)

تحذيرات أميركية

من ناحية أخرى، تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم عن "نقطة تحول" في الاستقرار والأمن النوويين، وقال إن الأمر يتطلب إستراتيجيات جديدة لتحقيق هدف الحد من مخاطر اندلاع صراع نووي.

وأكد سوليفان أنه "ليس من مصلحتنا ولا من مصلحة روسيا الشروع في منافسة مفتوحة في القوى النووية الإستراتيجية".

وأوضح المسؤول الأميركي أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده أمس الخميس جاءت ردا على ما وصفها بانتهاكات روسيا لمعاهدة ستارت الجديدة.

لكنه أكد أن واشنطن ستواصل إخطار روسيا بشكل مسبق قبل إطلاق الصواريخ الباليستية والتدريبات الإستراتيجية الرئيسية بما يتماشى مع الاتفاقات النووية القائمة.

واتهم سوليفان روسيا بأنها هاجمت العام الماضي أكبر محطة نووية في أوكرانيا -محطة زاباروجيا- "بتهور، واستولت عليها من دون اكتراث بالعواقب الكارثية المحتملة لحادث نووي".

بوتين وبلينكن

على صعيد آخر، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مَن سماهم "الأعداء" بأنهم يحاولون زعزعة الوضع الداخلي في روسيا، التي توجد بها 190 قومية؛ وقال إن موسكو لن تسمح لهم بذلك وستسعى إلى ضمان أمنها.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الزمن أثبت أن عدوان روسيا على أوكرانيا فشل إستراتيجيا، وإن العقوبات على موسكو ستترك تداعياتها لعدة سنوات.

وأضاف بلينكن "عندما ننظر إلى أهداف بوتين من الحرب فليس هناك أدنى شك بأن روسيا تريد فرض هيمنتها العسكرية والاقتصادية لكنها وصلت إلى عزلة كاملة في كل هذه المجالات، فقد كانت موسكو ترمي إلى تقسيمنا لكنها لم تنجح، والفضل في ذلك يعود إلى بسالة الأوكرانيين والإجراءات التي اتخذناها بمشاركة حلفائنا لمساندة أوكرانيا".

المصدر : الجزيرة + وكالات