زيلينسكي يتحدث عن معارك "قاسية" الأيام الأخيرة وبوتين يعترف: لا نملك ما يكفي من الأسلحة الحديثة
قال الجيش الأوكراني إن جنوده استعادوا عددا من المواقع عند خطوط القتال في جبهات شرقي البلاد، وبينما اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو لا تملك ما يكفي من الأسلحة الحديثة حاليا، تحدث نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معارك "صعبة" يخوضها جنوده هذه الأيام.
ونشر الجيش الأوكراني صورا قال إنها لعمليات هجومية نفذها ضد القوات الروسية، مؤكدا أن قواته كبدت القوات الروسية خسائر في منطقة باخموت.
وأفادت مراسلة الجزيرة بأن مدينة غورلوفكا، شمالي مقاطعة دونيتسك، تتعرض لقصف أوكراني مكثف.
كما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكراني أن الدفاعات الجوية تتعامل مع أهداف طائرة في سماء منطقتي أوديسا وميكولايف.
في غضون ذلك أعلن النائب في البرلمان الأوكراني أوليكسي غونشارينكو مقتل شخصين على الأقل جراء هجوم بالمسيرات على أوديسا جنوبي البلاد.
وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع هجوم بالمسيرات على المدينة ووقوع انفجارات. وقد تصدت الدفاعات الجوية للهجوم.
يأتي ذلك بعدما قالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت مسيرات مفخخة نحو المقاطعة، وإن الدفاعات الجوية تعاملت معها مما أدى لسقوط الحطام على عدد من المباني السكنية. وقد نشر نشطاء صورا لتعرض مبنى سكني بالمدينة لحريق وأضرار.
معارك قاسية
وبينما تحتدم المعارك جنوب أوكرانيا، ووسط تقارير تفيد بأن كييف قد تكون بدأت هجومها المضاد الذي تستعد له منذ فترة طويلة، تحدث زيلينسكي في رسالته اليومية أن جنوده خاضوا "معارك قاسية بشكل خاص هذه الأيام".
وقالت كييف إن قواتها مستعدة لشن هجوم مضاد لاستعادة أراض في الشرق والجنوب، لكنها أوضحت أنه لن يكون هناك إعلان رسمي لتوقيت انطلاقه.
ولم يتحدث زيلينسكي مساء الجمعة عن هجوم مضاد أو حتى عن عملية عسكرية محدّدة.
وقال "نركز اهتمامنا على كل الأماكن التي تتطلب تحركاتنا وحيث يمكن هزيمة العدو".
في وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الروسي إن الهجوم المضاد الذي تعد له كييف منذ أشهر بدأ على الجبهة، لكن القوات الأوكرانية لم تتمكن من "تحقيق أهدافها".
وقال بوتين في فيديو بثه على تليغرام مراسل للتلفزيون الروسي العام "يمكننا أن نؤكد تماما أن هذا الهجوم بدأ" مضيفا "القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي من ساحات المعركة لكنها ما زالت تمتلك قدرات هجومية".
وفي هذا الشأن، قال بوتين إن القيادة العسكرية الروسية تقيّم الأحداث الجارية بموضوعية، وإن الخسائر الأوكرانية لصالح بلاده "بمعدل 3 إلى 1".
وأوضح الرئيس الروسي أن بلاده لا تملك ما يكفي من الأسلحة الحديثة بعد، لكن الصناعة العسكرية تتطور وستنجز جميع المهام الموكلة لها، على حد قوله.
وبالمقابل، تقول أوكرانيا إنها لم تبدأ بعد هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، مؤكدة أن بداية الهجوم ستكون واضحة للجميع.
وكان أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف نفى تصريحات مسؤولين روس قالوا فيها إن الهجوم المضاد بدأ بالفعل.
وقال دانيلوف في مقابلة مع رويترز "كل هذا ليس صحيحا. عندما يبدأ هذا الأمر فجيشنا هو الذي سيقرره. وحين نبدأ الهجوم المضاد سيعرف الجميع ذلك وسوف يرونه".
وأضاف أن المسؤولين الروس جانبهم الصواب عندما اعتقدوا أن التقدم الأوكراني في بعض مناطق خطوط الجبهة هو بداية العملية الكبرى.
مسيرات إيرانية
من جهة أخرى، قال منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن روسيا استخدمت مسيرات إيرانية لمهاجمة العاصمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن شراكة موسكو العسكرية مع طهران تبدو في ازدياد.
وأضاف المسؤول الأميركي، في بيان، أن روسيا تلقت حتى الشهر الماضي مئات المسيرات "الانتحارية" والمعدات من إيران، لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وأكد أن موسكو تحصل على مواد خام من طهران لبناء مصنع للمسيرات داخليا، وقد يدخل الخدمة خلال عام، وأشار كيربي إلى أن روسيا عرضت على إيران تعاونا دفاعيا غير مسبوق، يشمل الصواريخ والإلكترونيات والدفاع الجوي.
من جهة أخرى، أكد رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن تنسيق الجهود مع الصين على الساحة الدولية ينعكس إيجابا على استقرار الوضع في العالم.
وشدد غيراسيموف -في محادثات عبر تقنية الفيديو مع نظيره الصيني ليو تشجين لي- على ضرورة أن تظل التدريبات العملياتية والقتالية المشتركة نهجا مهما في إطار التعاون العسكري بين موسكو وبكين.
قضية "الإبادة الجماعية" بأوكرانيا
وعلى صعيد آخر، أعلنت محكمة العدل الدولية، الجمعة، أنها قبلت طلبات من 32 دولة عضوا بالأمم المتحدة للمشاركة في ما يعرف بقضية الإبادة الجماعية التي رفعتها أوكرانيا ضد روسيا.
وقالت الهيئة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة، في بيان، إنها قررت قبول طلبات المشاركة المقدمة من 32 دولة في القضية المتعلقة بادعاءات الإبادة الجماعية بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وإلى جانب أعضاء الاتحاد الأوروبي، فإن دولا مثل المملكة المتحدة وكندا ونيوزيلندا، هي أيضا من بين البلدان التي تم قبول طلبات مشاركتها، وفقا للبيان.
وطلبت المحكمة -من الدول (لم تذكرها كلها) التي قبلت طلباتها بالمشاركة في القضية- تقديم ملاحظات مكتوبة بحلول 5 يوليو/تموز المقبل.
وقدمت أوكرانيا، في 26 فبراير/شباط الماضي، دعوى ضد روسيا بشأن نزاع حول تفسير وتطبيق وتنفيذ اتفاقية الإبادة الجماعية.
وفي 18 مارس/آذار 2022، رفضت موسكو أمرا أصدرته محكمة العدل الدولية بوقف العملية العسكرية في أوكرانيا.