الدعم السريع تعلن تمديد الهدنة 72 ساعة وبايدن يحذر: الصراع بالسودان يهدد أمننا القومي

أعلنت قوات الدعم السريع تمديد الهدنة في السودان لـ72 ساعة إضافية استجابة للوساطة الأميركية السعودية، في حين حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من تواصل القتال مؤكدا أنه يهدد الأمن القومي لبلاده.
وقال بايدن -في رسالة للكونغرس- إن الوضع في السودان يشكل تهديدا استثنائيا للأمن القومي والسياسية الخارجية الأميركية، مشيرا إلى أن العنف هناك مأساة وخيانة لمطلب الشعب السوداني الواضح بحكومة مدنية والانتقال إلى الديمقراطية.
وأضاف "الوضع بالسودان بما في ذلك استيلاء الجيش على السلطة عام 2021 واندلاع القتال الحالي يهدد أمننا القومي" داعيا الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار.
من جانبها اعتبرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز أن طرفي الصراع في السودان يسعيان إلى مصادر خارجية للدعم، وهو ما يمكن أن يزيد من حدة الصراع، مرجحة استمرار القتال لأن كلا الطرفين "يعتقدان بإمكانية الانتصار" وفق تعبيرها.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أصدر أمرا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات على شخصيات "تزعزع استقرار" السودان.
مساع من سلفاكير
في سياق متصل، قال وزير خارجية جنوب السودان دينق داو -في لقاء مع الجزيرة- إن الرئيس سلفاكير اتصل بقائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي في مسعى للتوسط بينهما، مؤكدا أن مبعوثا سودانيا سيحضر إلى جوبا الأحد المقبل حاملا رسالة من البرهان.
وأشار إلى أن خرق الهدنة في السودان أثار قلقا بالغا في بلاده، وأن الرئيس سلفاكير أعرب للبرهان في اتصال هاتفي عن قلقه من هذا الأمر، فيما لم يتمكن من التواصل مع حميدتي.
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار المعارك لليوم العشرين على التوالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة وفي العاصمة الخرطوم التي شهدت اليوم اشتباكات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء النزاع.
وقد اندلعت الاشتباكات برغم إعلان حكومة جنوب السودان الثلاثاء أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، اتفقا على هدنة جديدة مدتها 7 أيام تبدأ اليوم، وتسمية ممثلين عنهما للانخراط في مفاوضات سلام.
اشتباكات عنيفة
وأفاد مراسل الجزيرة -في وقت سابق- بسماع دوي انفجارات قوية وتصاعد أعمدة دخان بمحيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وذلك بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والدعم السريع في محيط القصر الرئاسي.
وقد استخدمت في المعارك المتجددة أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وشنت طائرات الجيش غارات كثيفة على محيط القصر الجمهوري، وكذلك على أهداف شمالي الخرطوم بحري تصدت لها المضادات الجوية لقوات الدعم السريع.
وقال الجيش السوداني في بيان "اشتبكت قواتنا فجر اليوم مع المتمردين (الدعم السريع) الذين حاولوا الهجوم على قيادة منطقة بحري العسكرية".
وأضاف البيان "العدو تلقى عقابا حاسما وتشتت قواته ما بين قتيل وجريح وهارب، كما دمرت قواتنا عددا من العربات القتالية للمتمردين واستلمت 5 عربات تركها العدو في ميدان المعركة".
في المقابل، أدانت قوات الدعم السريع في بيان ما أسمتها "التصرفات غير المسؤولة من قيادات القوات الانقلابية (الجيش) وفلول النظام البائد (أنصار النظام السابق)" باختراقها للهدنة الإنسانية المعلنة ومهاجمة قواتنا" منذ فجر اليوم الخميس في عدد من مواقع تمركزها.
وأكد البيان أن قوات الدعم السريع والأحياء السكنية في الخرطوم تتعرض لقصف عشوائي بالمدافع والطائرات في "مسلك جبان يشكل تجاوزا سافرا للأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي والإنساني".
وجدد بيان قوات الدعم السريع القول إن هناك تعددا في مراكز اتخاذ القرارات داخل من سماها المجموعة الانقلابية، مما انعكس سلبا على تطبيق الهدنة الإنسانية، وفق تعبيره.
دعم مالي
إنسانيا، دعت الأمم المتحدة إلى توفير دعم بقيمة 445 مليون دولار لإدارة موجة الهجرة المتزايدة من السودان إلى البلدان المجاورة، وتلبية المساعدات طيلة 6 أشهر.
جاء ذلك في تغريدة نشرها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي على حسابه في موقع تويتر.
وأشار غراندي إلى استمرار الجهود لزيادة أنشطة الإغاثة الإنسانية في السودان رغم الاشتباكات المتواصلة، مشددا على ضرورة الاستجابة للتدفق المتزايد للاجئين إلى البلدان المجاورة.
وبالإضافة لموجة النزوح، تتفاقم الأزمة الصحية في عموم السودان جراء المعارك، حيث أغلقت مراكز صحية اليوم أبوابها في منطقة أم درمان غربي الخرطوم.
وذكر مراسل الجزيرة أنه تم إغلاق مركز سعد رشوان والمركز الألماني بضاحية الفِتيحاب بشكل كلي، مما قد يتسبب في كارثة صحية مع انعدام الرعاية الصحية، في أحياء بأم درمان ومناطق أخرى قريبة منها.
كارثة صحية ونقص الخبز
من ناحية أخرى، اتهم تجمع الصيادلة المهنيين في السودان قوات الدعم السريع بإغلاق صيدلية الإمدادات الطبية المركزية بالخرطوم.
وحذر التجمع من أن إغلاق هذه الصيدلية ينذر بكارثة صحية نظرا لتوفيرها الأدوية "المنقدة للحياة".
وأكد -في بيان له- أن منع الإمدادات الطبية جريمة بحق المدنيين العزل وهو بمثابة إعدام جماعي للمرضى، ويرقى لأن يكون جريمة ضد الإنسانية، وفق تعبيره.
وقد شوهدت صباح اليوم مركبات تابعة للصليب الأحمر في الخرطوم، لتقديم دعمها ومساعداتها للسودانيين في ظل نزوح جماعي ينبئ بكارثة إنسانية لها تداعيات على المنطقة بأسرها.
كما تفاقمت أزمة نقص الخبز في عدة أحياء في أم درمان والخرطوم نتيجة تداعيات الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني والدعم السريع.
وأفاد مراسل الجزيرة أن سكان أحياء "الصالحة" و"الشِقلة" و"الفِتيحاب" غربي أم درمان يعانون من عدم توافر الخبز.
ويصطف العشرات من سكان تلك المناطق أمام المخابز التي تعاني من شح في الدقيق وانقطاع التيار الكهربائي، بشكل يومي ولساعات طويلة.
كما تشهد أحياء جنوبي وشرقي الخرطوم أزمة مماثلة مثل الهدى، والنصر، والقادسية.
وفي ملف الإجلاءات، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها سهلت بالتنسيق مع وزارة الدفاع والحلفاء والشركاء مغادرة أكثر من ألفي شخص من السودان، بينهم 1300 مواطن أميركي، منذ تفجر العنف منتصف أبريل/نيسان الماضي.