وسط تصاعد حدة الرسائل المتبادلة بين بكين وواشنطن.. ما "أسوأ السيناريوهات" التي تستعد لها الصين؟
لم يرجح ضيفا حلقة برنامج "ما وراء الخبر" (2023/5/31) إمكانية دخول بكين وواشنطن في مواجهة عسكرية مباشرة رغم حالة الاحتقان بينهما حاليا على ضوء تبادل الاتهامات بالاستفزاز في بحر جنوب الصين وملف تايوان وقضايا أخرى.
وسلطت الحلقة الضوء على مغزى تصريح الرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي وصف فيه وضع الأمن القومي في بلاده بالمعقد والخطير، داعيا إلى الاستعداد لأسوأ السيناريوهات، وفق ما نقلته صحيفة الشعب اليومية الصينية، وهو التصريح الذي جاء تزامنا مع الاعتذار الصيني عن لقاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.
وفي قراءته لتصريح الرئيس الصيني -خاصة ما يتعلق بـ"أسوأ السيناريوهات"- قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني إن جزءا من فهم ذلك التصريح يتعلق برؤية شي نفسه للعالم، إذ يعمل على تعزيز الصعود الصيني تجاريا واقتصاديا وتحقيق وحدة الأراضي الصينية، وعدم السماح بانفصال تايوان، وهو وعد قطعه على نفسه.
وأضاف العناني أن التصريح يدخل أيضا في سياق مواجهة النفوذ الأميركي، سواء في بحر جنوب الصين أو في بحر الصين الشرقي، مؤكدا أن هناك حاجة صينية لوقف هذا التمدد حتى لو تطلب الأمر الدخول في بعض المواجهات العسكرية، بالإضافة إلى محاولة ردع الولايات المتحدة عن إنشاء تحالفات في المنطقة.
من جهته، قلل الأكاديمي والباحث في الشؤون الآسيوية الدكتور محمود الحمزة من احتمال حدوث مواجهة عسكرية مباشرة بين بكين وواشنطن، لأن الدولتين نوويتان وأي حرب بينهما ستكون مدمرة للعالم أجمع، وهو ما تكلم عنه وزير الخارجية الأميركي الأسبق والخبير الإستراتيجي هنري كيسنجر، وقال "إن الصراع لن يصل إلى مواجهة عسكرية مباشرة ومفتوحة".
وبينما رجح أن يكون تصريح الرئيس الصيني موجها إلى الداخل لأنه يريد توحيد المجتمع حوله تحت شعار الخطر الخارجي تحدث الحمزة عن صراع إستراتيجي وجيوسياسي بين واشنطن وبكين، ومنافسة وصراع على المصالح وضغوط أميركية على الصين، بعضها يستهدف منعها من دعم روسيا في حربها على أوكرانيا.
وأشار إلى وجود تحالفات وقواعد عسكرية أميركية في منطقة آسيا، وهو ما تعتبره الصين تهديدا لأمنها القومي، لكنه قال إن هناك مرونة في التعامل بين واشنطن وبكين، وليس هناك استعجال للوصول إلى صراع مباشر، متوقعا أن يستمر الحال بينهما على ما هو عليه، ضغوط متبادلة، اقتصاديا وتجاريا وعسكريا.
وفي حال دخلت واشنطن في صراع عسكري مع الصين فسيكون ذلك عن طريق وكلاء كما يحدث في أوكرانيا، ولها حلفاء كثيرون في منطقة آسيا وقد تشعل النار بينهم، كما أضاف الحمزة.
أما الدكتور خليل العناني فأقر بأن الطرفين الأميركي والصيني لا يسعيان إلى الدخول في حرب رغم الخطاب المعادي لكلتا الدولتين، و"حتى اللحظة هناك ضبط للمسألة، ولكن التخوف من حدوث حادث عارض قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بينهما".