اشتباكات كوسوفو.. الناتو يدين الهجمات على قواته وموسكو تحذر من "انفجار" وسط أوروبا

NATO Kosovo Force (KFOR) soldiers clash with local Kosovo Serb protesters in the town of Zvecan
اشتباكات بين عناصر من الناتو ومحتجين صربيين في شمال كوسوفو (رويترز)

دانت الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الهجمات التي شنها مواطنون من الأقلية الصربية في كوسوفو على قوات الحلف، فيما حذرت موسكو من أن "انفجارا كبيرا" ينضج في وسط أوروبا.

وكانت شرطة كوسوفو قالت الاثنين إن اشتباكات دارت بين الشرطة ومواطنين من القومية الصربية، حاولوا السيطرة على مبنى بلدية "زفيتشان" شمالي البلاد.

كما شهدت البلدة مواجهات بين الأقلية الصربية وقوات حفظ السلام التي يقودها حلف الناتو في محيط مبنى البلدية، مما أدى إلى إصابة 25 عنصرا من الحلف.

وطالب المحتجون بمنع دخول رئيس بلدية ألباني لمقر عمله، بعدما انتُخب في انتخابات قاطعتها الأقليةُ الصربية ولم تتجاوز نسبة ُالمشاركة فيها 4%.

وقال السفير الأميركي لدى كوسوفو جيفري هوفنير إنه يدين الهجمات على قوات حفظ السلام، داعيا إلى خفض التوتر.

بدورها، قالت المتحدثة الرسمية باسم الناتو إنها تدين بشدة الهجمات غير المبررة ضد قوات حفظ السلام شمال كوسوفو، وأضافت أن الهجمات غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن يتوقف العنف على الفور.

ودعت المتحدثة باسم الناتو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الأعمال التي تزيد من تأجيج التوترات والانخراط في الحوار.

وقالت إن قوات حفظ السلام في كوسوفو ستتخذ جميع الإجراءات للحفاظ على بيئة آمنة، وستواصل العمل بنزاهة، وفقا لتفويضها بموجب قرار مجلس الأمن.

تحذير روسي

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال إن تصاعد توتر الأوضاع بين صربيا وكوسوفو، ينذر بالخطر.

وحذّر لافروف -في تصريحات صحفية- من أن "انفجارًا كبيرًا" ينضج وسط أوروبا في المكان نفسه الذي شنّ فيه حلف شمال الأطلسي عام 1999 عدوانا على يوغوسلافيا، بحسب تعبيره.

وأضاف أن الوضع مقلق، لكنّ الغرب أخذ مسارا لفرض التبعية الشاملة على جميع الذين يعبّرون بطريقة أو بأخرى عن آرائهم الخاصة.

واعتبر لافروف أن المشهد يتطلب حلا جيوسياسيا يوفر أمنا متساويا متكاملا لكل الدول، مما يعني أن الناتو لا يملك الحق في الهيمنة على هذا الجزء من العالم، وفق تعبيره.

مواجهات متكررة

وتشهد كوسوفو (الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008) مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بأكملها.

ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.

ويسعى المحتجون لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين من تولي مناصبهم في بلدات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو.

وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نُظمت الشهر الماضي في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، ولم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.

ويطالب المحتجون أيضا بانسحاب قوات الأمن الخاصة المنتشرة في المنطقة منذ عدة أيام.

وقاطع الصرب -الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا- الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل/نيسان، لإنهاء الفراغ المؤسسي.

يشار إلى أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمر جيش بلاده الجمعة الماضي بأن يكون في حالة تأهب، و"بالتحرك" نحو الحدود مع كوسوفو.

وفي وقت سابق، أعلنت قوة حفظ السلام التابعة لحلف الناتو في كوسوفو أنها زادت عدد أفرادها في مقاطعات شمال كوسوفو، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.

وطالبت قوة حفظ السلام كل الأطراف بالابتعاد عن أي أفعال قد تزيد التوتر وتؤدي إلى التصعيد، مؤكدة استعدادها لاتخاذ أي إجراءات ضرورية لحفظ السلم والاستقرار بكل حياد.

المصدر : الجزيرة + وكالات