25 جريحا من قوة "الناتو".. مواجهات بين متظاهرين صرب والشرطة في شمال كوسوفو

Protests in the South of Kosovo
المحتجون الصرب يسعون لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين من تولي مناصبهم (الأناضول)

أصيب نحو 25 من عناصر قوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الاثنين خلال مواجهات في شمال كوسوفو، حيث طالب متظاهرون صرب بانسحاب رؤساء بلديات ألبان.

وقالت القوة متعددة الجنسيات -في بيان- إن العديد من جنود الكتيبتين الإيطالية والمجرية "تعرضوا لهجمات غير مبررة، وأصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة".

من جانبه، دان حلف شمال الأطلسي "بشدة" الهجمات "غير المقبولة" على قوته المنتشرة في شمال كوسوفو، والتي أسفرت عن سقوط "جرحى"، حيث جرت مواجهات بين متظاهرين صرب وعناصر في الشرطة.

وقال متحدث باسم الحلف إن "حلف شمال الأطلسي يدين بشدة الهجمات غير المبررة على القوات التابعة له في شمال كوسوفو التي أسفرت عن عدد من الجرحى. إن هذه الهجمات غير مقبولة بالكامل، وينبغي أن يتوقف العنف فورا".

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قالت شرطة كوسوفو إن متظاهرين صربا في شمالي البلاد بدؤوا أعمال عنف، ويحاولون تجاوز طوق أمني في محيط بلدية "زفيتشان"، استعدادا لتنظيم احتجاجات في عدد من البلديات.

وأضافت الشرطة أنها اضطرت إلى استخدام الغاز المدمع -"وفق القانون"- للسيطرة على الوضع وتجنب حدوث عنف في منشأة البلدية.

وقالت الشرطة إن هناك دعوات اليوم لتنظيم احتجاجات في محيط عدد من البلديات، لذلك قررت حظر هذه التجمعات حفاظا على النظام العام والأمن.

ويسعى المحتجون لمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين من تولي مناصبهم في بلدات ذات أغلبية صربية في شمال كوسوفو.

وتولى رؤساء البلديات مناصبهم بعد الفوز بانتخابات محلية نُظمت الشهر الماضي في 4 بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، ولم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.

ويطالب المحتجون أيضا بانسحاب قوات الأمن الخاصة المنتشرة في المنطقة منذ عدة أيام.

وقاطع الصرب -الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا- الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل/نيسان لإنهاء الفراغ المؤسسي.

ووقعت صدامات مشابهة الجمعة الماضي خلال وصول رؤساء بلديات لتسلم مناصبهم برفقة الشرطة.

دعوة لضبط النفس

في الأثناء، أعلنت قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو أنها زادت عدد أفرادها في مقاطعات شمال كوسوفو، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة.

وطالبت قوة حفظ السلام كل الأطراف بالابتعاد عن أي أفعال قد تزيد التوتر وتؤدي إلى التصعيد، مؤكدة استعدادها لاتخاذ أي إجراءات ضرورية لحفظ السلم والاستقرار بكل حياد.

وفي سياق متصل، شدد رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي على حق المنتخبين في بلديات شمال كوسوفو في تولي مناصبهم من دون أي تهديد أو ترهيب.

وقال كورتي -في تغريدة له على تويتر- إنه أكد لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل -في مكالمة هاتفية- أن رؤساء البلديات المنتخبين سيقدمون الخدمات لجميع المواطنين، كما أكد أهمية تكثيف الحوار من أجل التنفيذ الكامل للاتفاقية الأساسية.

من جانبه، دعا وزير الخارجية الصربي نيكولا سيلاكوفيتش المجتمع الدولي إلى ضمان الأمن والاستقرار للصرب في كوسوفو وميتوهيا (جنوب غرب)، مضيفا أن دور القوة الأمنية الدولية في كوسوفو لا يتمثل في منع الاحتجاج، بل في منع الأعمال أحادية الجانب.

وتشهد كوسوفو (الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008) مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بأكملها.

ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، أغلبيتهم الساحقة من الألبان.

يشار إلى أن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمر جيش بلاده الجمعة الماضي بأن يكون في حالة تأهب و"بالتحرك" نحو الحدود مع كوسوفو.

المصدر : الجزيرة + وكالات