تدهورت صحته بسبب السرطان.. مطالب بالإفراج العاجل عن الأسير الفلسطيني وليد دقة

وليد دقة قضى 38 عاما بسجون الاحتلال ومن أبرز مفكري الحركة الأسيرة وأحد أقدم 9 أسرى فلسطينيين (الصحافة الفلسطينية)

أطلق ناشطون حملة إلكترونية للمطالبة بالإفراج العاجل عن الأسير المريض بالسرطان وليد دقة ونقله إلى المستشفى وضرورة إنقاذ حياته، إثر تدهور حاد طرأ على وضعه الصحي.

يأتي ذلك وسط إدانات للاحتلال الإسرائيلي، وسياسة الإهمال والقتل المتعمد التي يتبعها تجاه الأسرى المرضى في سجونه.

وكانت عائلة الأسير دقة قد نشرت بياناً حول وضعه الصحي ونقله إلى المستشفى، وقالت إن سلطة السجون نقلته من مستشفى سجن الرملة إلى مستشفى "أساف هاروفيه" جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال برئته اليمنى، وذلك بسبب التلوث والاختناق التنفسي الشديد جدا.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الرد على طلب الإفراج المبكر لدقة -المتهم بقتل جندي إسرائيلي- تم تأجيله إلى 31 مايو/أيار الجاري بناء على طلب مكتب المدعي العام.

مطلب وحيد

وأكدت العائلة والحملة مطلبها الوحيد، وهو "الإطلاق الفوري لسراح الأسير وليد دقة حتى يتمكن من تلقي العلاج دون قيد" وحمّلتا سلطة السجون المسؤولية التامة عن حياته في ظل عدم توفر أي بيئة علاجية لمرض السرطان النادر الذي يعاني منه.

 

من جهتها، أوضحت هيئة شؤون الأسرى أن دقة فقد القدرة على النطق لأيام طويلة، وحتى لحظة كتابة البيان لا يستطيع التحرك أو المشي بشكل كامل، مؤكدة أنه يعاني من مشاكل وأعراض صحية متعدّدة، منها أمراض تنفسية والتهاب بالرئة اليمنى، وتم تشخيص إصابته بسرطان النخاع الشوكي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتقرّر أنّ يكون علاجه دوائيا، وليس كيميائيا.

 

وبدورها حمّلت الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة هذا الأسير المريض، خاصة في ظل التصريح التحريضي الذي أطلقه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير والذي يعتبر رخصة رسمية لقتله، حسب تعبير الوزارة الفلسطينية.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان صدر أمس الثلاثاء إنها إذ تتابع قضية الأسرى المرضى عامة ودقة خاصة، مع الجهات الدولية والأممية ذات العلاقة كافة، فإنها تطالب الصليب الأحمر الدولي بـ "التدخل الفوري والعاجل لوقف جريمة إعدامه وإنقاذ حياته والإفراج الفوري عنه".

 

 

توعد ومطالبة

وكان بن غفير قال -في تغريدة على صفحته الرسمية في "تويتر"- إن "دقة مخادع ويجب أن ينهي حياته داخل السجن".

ونشر حساب الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة صورة دقة وعلق عليها "شعبنا لن يقبل أن يستقبل أسراه شهداء، الأسير الرفيق القائد وليد دقة".

وعبر وسم #الحرية_لوليد_دقة بالعربية والإنجليزية، تفاعل ناشطون مع القضية وطالبوا بضرورة الإفراج العاجل عنه وتقديم العلاج المناسب له قبل فوات الأوان، كما حدث مع أسرى مرضى آخرين.

 

كما طالب آخرون بضرورة تفعيل قضيته ونشرها على أوسع نطاق لتحقيق حلمه باحتضان طفلته التي رزق بها عبر نطفة مهربة من سجون الاحتلال، وليتحقق اللقاء الذي مازال حلماً، وسط إدانة لسياسة الإهمال الطبي للأسرى المرضى.

وكتب المدون خالد عبد العزيز "بعد أن حُوِّل حكمه من إعدام إلى سجن طويل.. احمل أيها الشعب ثائرك فوق كفّيك، لا تتركه يسقط في جبّ الموت دون نصير! كن أنت صوت البندقية المحاصرة، والجسد المريض، كن أنت الخلاص أو لك الفناء.. لا تنسى حق الدّم عليك ولا تصالح".

ونشر المغرد عماد الدين: "ميلاد دقة" التي حُرِمت من والدها منذ ولادتها تناشدكم لإنقاذ حياته، وتطلب منكم ألا تعيش شعور اليُتم "لا قدر الله" كما يعيشه أطفال الشيخ "خضر عدنان". "ميلاد" تستصرخ فيكم لنصرة أبيها، فلا تخذلوها.

وعلقت المغردة فاطمة "العار سيلاحقكم.. سيلاحقنا إن ارتقى وخرجَ شهيدا، الاحتلال يقتُل الأسرى وصَمتنا شريك في الجَريمة! الحُريّة والحياة للقائد المقاتل الصلب وليد دقّة".

يُشار إلى أن الأسرى المرضى في "عيادة سجن الرملة" قرروا خوض إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم الصحية، في ظل الإهمال الطبي المتعمد وسياسات إدارة مصلحة سجون الاحتلال بحقهم من الجوانب كافة، وفق ما أوردته هيئة شؤون الأسرى.

وبينت الهيئة، في بيان لها أمس، أن الأسرى أمهلوا إدارة سجون الاحتلال عدة مرات من أجل توفير العناية الصحية لهم في "عيادة سجن الرملة" إلا أنها لا تزال تضرب بعرض الحائط مطالبهم الصحية الإنسانية. وأشارت إلى أنهم شرعوا بتنفيذ برنامج نضالي تصاعدي.

ودقة من مدينة باقة الغربية بالداخل المحتل، وهو معتقل منذ عام 1986، ويمضي حكما بالسجن 39 عاما، وتدهورت حالته الصحية أخيرا بعد تشخيص إصابته بنوع نادر من السرطان.