الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بنهب مطابع العملة والرياض وواشنطن تطالبان بالتزام الهدنة

اتهم عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا -اليوم الأربعاء- قوات الدعم السريع بنهب مطابع العملة في الخرطوم، بينما أعلنت السعودية والولايات المتحدة أنهما طالبتا طرفي الصراع في السودان بضرورة الالتزام بالهدنة.

وقال العطا -في تصريح للجزيرة- إن قوات التمرّد (الدعم السريع) اخترقت الهدنة بهجومها على مقر مطابع العُملة بالخرطوم، ونهب مخزون الدولة من النقد الوطني واحتياط بنك السودان من الذهب.

وأضاف أن "قوات التمرد تنهب السودان باسم الديمقراطية"، مؤكدا أن قيادة الجيش وجّهت عناصرها بالالتزام بالهدنة وعدم الاشتباك مع المتمردين بعد هجومهم على مطابع العملة.

بدوره، أفاد مراسل الجزيرة باستمرار الهدوء على جبهات القتال بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في اليوم الثاني لسريان اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما في جدة السبت الماضي.

وأضاف مراسل الجزيرة أن تحليقا للطائرات في سماء العاصمة الخرطوم سُمع في الصباح الباكر من اليوم.

في المقابل، قال موسى خدام مستشار قائد قوات الدعم السريع إن قوات الدعم لا تزال ملتزمة بالهدنة، ولم تسجل أي خروق من جانبها.

ونفى خدام -في تصريح للجزيرة- سيطرة قوات الدعم السريع على عدد من المشافي.

وكانت منظمة أطباء حول العالم دانت -في بيان صحفي- ما سمّته اقتحام مسلحين من الدعم السريع مستشفيات أحمد قاسم التخصصي والتيجاني الماحي والبلسم التخصصي في السودان.

وانتقدت ما وصفته بنهب خزنة المؤسسات العلاجية المذكورة، والاعتداء على الطواقم الطبية والمرضى.

ضغوط دولية

سياسيا، قالت الخارجية السعودية إن الرياض وواشنطن أبلغتا طرفي الصراع في السودان بوجود انتهاكات، وطالبتا بالالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك بعد تسجيل انتهاكات للهدنة في أول أيامها بمدينتي الخرطوم والأُبيّض.

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم -أمس الثلاثاء- اشتباكات متقطعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وأضافت الخارجية السعودية في بيان إن المملكة والولايات المتحدة تجددان التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار المبرم بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جدة يوم 20 مايو/أيار الجاري.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن لجنة التنسيق ومراقبة وقف إطلاق النار في السودان بحثت في جدة تقارير عن الانتهاكات، وكذلك آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودانيين.

وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أن واشنطن تمتلك أدوات للتعامل مع انتهاكات وقف إطلاق النار، ولن تتردد في استخدامها.

الوضع الإنساني

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ مئات المدنيين، بينهم موظفون في المنظمة الدولية، قتلوا خلال 6 أسابيع من القتال في السودان.

وأضاف غوتيريش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، أن الصراع دفع 250 ألف شخص إلى الفرار من السودان.

من جانبه، حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة من احتمالية أن يكون للصراع الدائر في السودان تأثير إقليمي إذا لم يتم إيقافه، مشيرا إلى سعي الأمم المتحدة لتوسيع عملياتها الإنسانية في البلاد.

وقالت اللجنة العليا لمعالجة الأوضاع الإنسانية في السودان إن نحو 7 آلاف من مرضى الفشل الكلوي في البلاد بحاجة إلى مساعدات لعلاجهم.

ويواجه المصابون بأمراض مزمنة صعوبات كبيرة في الحصول على فرص للعلاج، في ظل تراجع الخدمات الطبية والضغط على المستشفيات جراء القتال.