حرب أوكرانيا.. كييف تؤكد احتفاظها بجزء ضئيل في باخموت وتصريحات لبايدن حول بوتين ومقاتلات إف-16

Ukrainian servicemen prepare a BM-21 Grad multiple launch rocket system to fire towards positions of Russian troops near the frontline town of Bakhmut
القوات الأوكرانية قالت إنها توشك على "تطويق تكتيكي" لمدينة باخموت (رويترز)

قالت أوكرانيا اليوم الأحد إنها ما تزال تحتفظ بجزء ضئيل من باخموت التي أعلنت روسيا السيطرة عليها بالكامل، في حين أدلى الرئيس الأميركي جو بايدن بتصريحات حول نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وشروط واشنطن لمنح كييف مقاتلات "إف-16" (F-16).

وقدمت روسيا وأوكرانيا روايتين متضاربتين عن الوضع في باخموت اليوم الأحد؛ إذ قالت كييف إنها لا تزال تسيطر على جزء صغير من المدينة الشرقية المحاصرة، بينما هنأت موسكو مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة والقوات الروسية على "تحرير" المدينة.

وأعلنت روسيا أمس السبت سيطرتها على المدينة بالكامل، لتضع نهاية لأطول وأكثر المعارك دموية في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا.

وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته ومجموعة فاغنر على هذه الخطوة.

ومن شأن السيطرة على باخموت أن تمثل أول انتصار كبير لموسكو في الصراع الممتد منذ أكثر من 10 أشهر للاستيلاء على المدينة.

موطئ قدم

لكن مسؤولين أوكرانيين نفوا هذه الرواية اليوم الأحد، وقال قائد عسكري أوكراني كبير إن قوات بلاده تسيطر على جزء "ضئيل" من مدينة باخموت، لكنه موطئ قدم سيكون كافيا لدخول المدينة المدمرة عندما يتغير الوضع.

وفي منشور على تليغرام، قال الجنرال أولكسندر سيرسكي إن القوات الأوكرانية تتقدم في ضواحي باخموت وتوشك على "تطويق تكتيكي" للمدينة، التي كانت في السابق موطنا لنحو 70 ألفا.

وعلى تليغرام أيضا، كتبت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني "تسيطر قواتنا على المدينة عن طريق تطويقها بشكل جزئي، مما يمنحنا الفرصة لتدمير العدو؛ لذلك يجب أن يدافع العدو عن نفسه في الجزء الذي يسيطر عليه من المدينة".

وأضافت ماليار أن القوات الأوكرانية لا تزال تدافع عن المنشآت الصناعية ومرافق البنية التحتية في باخموت، بالإضافة إلى قطاع بالمدينة، وزعمت سيطرة قوات بلادها على جزء من المناطق المرتفعة المطلة على المدينة.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فرأى أن الدمار الذي لحق بباخموت يشبه الهجوم النووي الذي شنته الولايات المتحدة على هيروشيما اليابانية في الحرب العالمية الثانية.

وقال للصحفيين -أثناء حضوره قمة مجموعة السبع في هيروشيما اليوم الأحد- "سأقولها بصراحة: صور الدمار في هيروشيما تذكرني بباخموت والتجمعات السكنية الأخرى المماثلة؛ لم يبق شيء على قيد الحياة، انهارت كل المباني".

عزيمة الحلفاء

ومن جانبهم، قال زعماء مجموعة السبع إنهم لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا.

وتستعد كييف لشن هجوم مضاد، وهو المرحلة الرئيسية التالية في الحرب بعد 6 أشهر من صد الهجوم الروسي في فصل الشتاء.

وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن روسيا "لن تكسر" عزيمة حلفاء أوكرانيا.

وصرح بايدن بأنه أكد لنظيره الأوكراني أن دعم واشنطن والدول الأخرى الداعمة لكييف "لن يضعف، لن يكسر بوتين عزيمتنا كما اعتقد".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن روسيا تكبدت أكثر من 100 ألف ضحية في باخموت. ورأى أن طائرات إف-16 لم تكن لتساعد القوات الأوكرانية في ما يتعلق بباخموت، لكنها "يمكن أن تحدث فرقا كبيرا من حيث القدرة على التعامل مع ما هو آت".

وكشف بايدن عن أنه تلقى "تأكيدا قاطعا" من نظيره الأوكراني بعدم استخدام طائرات إف-16 المقاتلة -التي سيقدمها الغرب لأوكرانيا- في دخول المجال الجوي الروسي.

لكن بايدن قال للصحفيين إن من الممكن استخدام طائرات إف-16 "في أي موقع توجد به القوات الروسية داخل أوكرانيا".

حزمة جديدة

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة جديدة من المعدات العسكرية لأوكرانيا.

وتعهد بايدن بهذه الحزمة اليوم الأحد خلال لقاء ثنائي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في مدينة هيروشيما اليابانية.

وحسب بيانات البيت الأبيض، فإن قيمة المساعدات ستبلغ تقريبا 375 مليون دولار أميركي. وصرح بايدن بأن الحزمة ستشمل ذخيرة ومدفعية وعربات مدرعة.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قدرت مؤخرًا القيمة الإجمالية للدعم العسكري الأميركي لكييف منذ بداية الحرب بأكثر من 36.9 مليار دولار أميركي.

وفي السياق نفسه، صرح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن بلاده ستبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين هذا الصيف لدعم كييف في حربها مع روسيا.

وقال سوناك -في تصريحات على هامش قمة هيروشيما وبرفقته الرئيس الأوكراني- إنه "لا أحد يريد السلام أكثر من زيلينسكي، وإن شروط السلام ينبغي أن تستند إلى مبادئ أوكرانيا".

من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده تدعم أوكرانيا بكل السبل، لكنها لن تدخل في الصراع، مشددا على حرص بلاده على عدم التصعيد.

الرد بحزم

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغَي لافروف الدول الغربية بمحاولة هزيمة بلاده، والقضاء عليها كمنافس جيوسياسي, حسب تعبيره.

وأضاف أن الغرب حدد مهمته بالقضاء على روسيا كمنافس جيوسياسي، وهو ما تَـمثل في القرارات التي اتُخذت في قمة هيروشيما، والتي تهدف إلى الردع المزدوج لروسيا والصين، حسب تعبيره.

وقال "لقد حددوا المهمة بصوت عال وبشكل علني: هزيمة روسيا في ساحة المعركة.. ولا يتم التوقف عند هذا الحد، بل القضاء عليها كمنافس جيوسياسي. وبطبيعة الحال سيتم ردع أي بلد آخر يدعي نوعا من الاستقلالية في النظام العالمي. انظروا إلى القرارات التي يجري اتخاذها في قمة مجموعة السبع الكبار في هيورشيما، والتي تهدف إلى الردع المزدوج لروسيا والصين".

لكن لافروف نبه إلى أن "لروسيا العديد من الحلفاء". وأضاف  "نحن لا نشجع العداء تجاه أي كان، لكننا مضطرون للرد بحزم على الحرب المعلنة ضدنا".

المصدر : الجزيرة + وكالات