فايننشال تايمز: الأمن الروسي يصادر جوازات كبار المسؤولين لمنعهم من السفر خوفا من حدوث انشقاقات
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) إن الأجهزة الأمنية الروسية تصادر حاليا جوازات سفر كبار المسؤولين ومديري الشركات الحكومية لمنعهم من السفر إلى الخارج، بسبب القلق العميق من حدوث انشقاقات عن نظام الرئيس فلاديمير بوتين.
وتنقل الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر أن السلطات الأمنية الروسية، ومع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، شددت إجراءات السفر داخل القطاع الحكومي، وأجبرت بعض الشخصيات البارزة ومسؤولين سابقين على تسليم وثائق سفرهم.
وأبرزت أن هذه الضغوط المتزايدة تعكس شكوكًا عميقة لدى الكرملين والاستخبارات الروسية بشأن ولاء النخبة المدنية الروسية، التي يبدي العديد من أفرادها لدائرتهم الخاصة معارضتهم للحرب في أوكرانيا وغضبهم من تأثيرها على أنماط حياتهم.
ونقلت فايننشال تايمز عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، تأكيده أن روسيا شددت القيود على السفر إلى الخارج بالنسبة لبعض العاملين في مناطق "حساسة".
وقال بيسكوف "هناك قواعد أكثر صرامة بهذا الشأن. في بعض الأماكن تكون بشكل رسمي وفي بعض الأماكن يعتمدون على قرار محدد.. بشأن موظفين محددين"، وأضاف "منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، تم منح هذه القضية مزيدا من الاهتمام".
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين -لم تذكر أسماءهم- قولهم إنه منذ الحقبة السوفياتية، كان مطلوبا من المسؤولين الروس الذين يمكنهم الوصول إلى أسرار الدولة من المستوى المتوسط أن يتركوا جوازات سفرهم في مكان آمن تديره "دائرة خاصة" التابعة لوزاراتهم وشركاتهم. لكن الأجهزة الأمنية الروسية كانت نادرا ما تطبق تلك القواعد.
لكن الأمر تغير بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث بدأت أجهزة الأمن التحذير من السفر إلى دول مثل أميركا والمملكة المتحدة.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي، تم فرض القيود على نطاق واسع، تعتمد بشكل كبير على نزوات ضباط الأمن العاملين في مؤسسات الدولة وفق ما نقلته الصحيفة عن مصادر لم تسمها.
ولهذا السبب، يقول تقرير الصحيفة إن الإجراءات الأمنية تختلف باختلاف مؤسسات الدولة، حيث تطلب بعض المؤسسات -حتى من الشخصيات ذات المستوى المتوسط من حيث المسؤولية- عدم السفر إلى الخارج، بينما تعطي مؤسسات أخرى تصريحات سفر مفتوحة لكبار المسؤولين تخول لهم السفر إلى الخارج في حدود المعقول.