لردع كوريا الشمالية.. الولايات المتحدة ترسل غواصة نووية وأسلحة ضخمة إلى كوريا الجنوبية
أعلن مسؤول أميركي كبير الأربعاء أن الولايات المتحدة سترسل غواصة نووية لتتوقف في كوريا الجنوبية بهدف تعزيز قدرات الردع في مواجهة كوريا الشمالية.
وقال المسؤول إن الإجراءات التي سيتم الإعلان عنها لم ير مثلها منذ حقبة الحرب الباردة، وتأتي بهدف تعزيز قدرات الردع في مواجهة أنشطة كوريا الشمالية النووية.
وفي السياق ذاته، أعلن البيت الأبيض اتفاق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على نشر قدرات عسكرية إستراتيجية أميركية في شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف أن ذلك يشمل منصات ذات قدرات نووية من أجل ردع تهديدات كوريا الشمالية.
يأتي هذا فيما عقد الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في البيت الأبيض اليوم الأربعاء، لتوثيق التعاون بخصوص ردع التصعيد النووي من جانب كوريا الشمالية، وسط قلق من تنامي ترسانتها من الصواريخ والقنابل.
وقال بايدن خلال مراسم استقبال يون "اليوم نحتفل بالتحالف الصلب والرؤية المشتركة لمستقبلنا والصداقة العميقة بين جمهورية كوريا (الجنوبية) والولايات المتحدة".
وفي تصريحات بالمكتب البيضاوي فيما يجلس بايدن إلى جانبه وجّه يون في ما يبدو انتقادات إلى الصين وروسيا لما يعتبرها الغرب سياسات عدوانية، وقال "سيدي الرئيس، محاولات تغيير الوضع الراهن بالقوة، وتفكيك سلاسل الإمداد وتعطيلها، والتحديات التي تواجه الأمن الغذائي وأمن الطاقة تهدد السلام والاستقرار العالميين".
ومن المقرر أن يصدر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الكوري الجنوبي يون سوك يول -الذي يزور الولايات المتحدة حاليا- وثيقة ستسمى "إعلان واشنطن"، ستحدد بالإضافة إلى تعزيز المظلة العسكرية الأميركية زيادة تبادل المعلومات مع سول.
ويأتي هذا الإجراء ردا على تصعيد التوتر مع قيام كوريا الشمالية بزيادة تجارب إطلاق الصواريخ، حيث أجرت بيونغ يانغ هذا العام عددا قياسيا من التجارب شملت خلال أبريل/نيسان الجاري اختبارا لأول صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب.
ردع موسع
وقال المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي في إفادة صحفية إنه من المتوقع أن تسفر القمة عن "مخرجات رئيسية" بشأن قضايا مثل الردع الموسع وأمن الإنترنت والحد من تغير المناخ والمساعدات الأجنبية والاستثمار الاقتصادي.
وقال مسؤولون أميركيون إنه بموجب "إعلان واشنطن" ستقدم الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية رؤية مفصلة في ما يخص خطط الطوارئ الأميركية، لردع أي واقعة نووية في المنطقة والرد عليها بواسطة مجموعة الاستشارات النووية التابعة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي كبير قبل لقاء بايدن ويون قوله إن "الولايات المتحدة لم تقم بمثل هذه الخطوات فعليا منذ ذروة الحرب الباردة مع أقرب حلفائنا في أوروبا"، لافتا إلى أن واشنطن تسعى عبر هذه الإجراءات لتأكيد التزامها "بالردع الموسع، (وأنه) أمر لا شك فيه".
وأكد مسؤولون -طلبوا عدم كشف هوياتهم- أنه لا توجد خطط لنشر أسلحة نووية أميركية في كوريا الجنوبية، خلافا للحرب الباردة عندما تم نشر أسلحة إستراتيجية أميركية في أوروبا.
وقال مسؤول كبير "سنعلن نيتنا اتخاذ خطوات لجعل قوة الردع الخاصة بنا أكثر ظهورا عبر النشر المنتظم للأصول الإستراتيجية، بما في ذلك زيارة الغواصة النووية الباليستية الأميركية لكوريا الجنوبية، وهذا أمر لم يحدث منذ الثمانينيات".
وتابع "سنعزز تدريباتنا وتماريننا وأنشطة المحاكاة لتعزيز مقاربة تحالف الولايات المتحدة وجمهورية كوريا للردع والدفاع ضد تهديدات كوريا الشمالية، بما في ذلك من خلال دمج أصول كوريا الجنوبية التقليدية مع تخطيطنا الإستراتيجي".
إبلاغ الصين
وأشار مسؤول إلى أنه يتم بالفعل اتخاذ خطوات من أجل نزع فتيل أي توترات محتملة مع بكين بسبب الموقف العسكري الأكثر صرامة.
وأضاف "نبقي الصينيين على اطلاع مقدما، ونبين بوضوح بالغ سبب إقدامنا على هذه الخطوات"، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن "تشعر بالخذلان من أن الصين لم تكن مستعدة لاستخدام نفوذها" على بيونغ يانغ.
ويحذر مسؤولون في سول وواشنطن منذ أوائل عام 2022 من أن كوريا الشمالية قد تجري تجربتها النووية السابعة في وقت وشيك.
وفي مارس/آذار الماضي أمر الزعيم كيم جونغ أون الجيش الكوري الشمالي بتكثيف تدريباته استعدادا "لحرب حقيقية"، ودعا أخيرا إلى تعزيز إنتاج الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية التكتيكية.
وكررت واشنطن مرارا التزامها "الصارم" بالدفاع عن كوريا الجنوبية، بما في ذلك استخدام "النطاق الكامل لقدراتها العسكرية" التي تشمل "القدرات النووية".