القوات الروسية تتقدم في باخموت وتدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في زاباروجيا وكييف تعلن زيادة كبيرة بأعداد قوات الدفاع

Ukraine army near Bakhmut fires anti-tank guns and mortars
الجيش الأوكراني قرب باخموت يطلق قذائف مضادة للدبابات صوب القوات الروسية (رويترز)

أفاد موقع عسكري روسي بأن قوات فاغنر باتت في عمق مركز مدينة باخموت ولا تفصلها عن المبنى الإداري سوى مئات الأمتار، في حين بثت قوات دونيتسك الموالية لروسيا صورا قالت إنها توثق تدمير مواقع أوكرانية بالمنطقة الصناعية في مدينة أفدييفكا، أما أوكرانيا فأعلنت عن زيادة كبيرة في أعداد قوات الدفاع في المناطق الأكثر سخونة في باخموت وأفدييفكا وغيرهما.

وأشار موقع "ريادرفكا" العسكري الروسي إلى أن قوات فاغنر تخوض معارك عنيفة جنوب غرب باخموت وتخترق دفاعات القوات الأوكرانية تدريجيا، مضيفا أن قوات فاغنر تتقدم في منطقة كراسنويه جنوب غربي المدينة، وأنها باتت تسيطر على الطريق المؤدي إلى تلك المنطقة.

في مقابل ذلك قال معهد دراسة الحرب الأميركي "آي إس دبليو" (ISW) إن وتيرة الهجمات الروسية تراجعت في منطقة باخموت بشكل كبير، مشيرا إلى أن القوات الروسية لم تحقق أي مكاسب مؤكدة في باخموت وما حولها خلال مواجهات أمس السبت.

وأوضح تقرير للمعهد أن تساقط الثلوج بغزارة في منطقة باخموت وتقلب الأحوال الجوية أديا إلى إبطاء تقدم الروس في المدينة.

من جهتها، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بأن القوات الروسية واصلت اقتحام باخموت نفسها وشنت عمليات هجومية فاشلة في منطقتي بوغدانوفكا وإيفانوفكا.

وفي شرق أوكرانيا بثت قوات دونيتسك الموالية لروسيا صورا تظهر لحظة رصد المواقع الأوكرانية واستهدافها بشكل مباشر بأسلحة موجهة وتدميرها، وفقا لقوات دونيتسك.

وفي دونيتسك أيضا أكدت السلطات الموالية لروسيا أن مدنيا أصيب بجروح في القصف الأوكراني للمدينة، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية قصفت أمس السبت 5 أحياء سكنية بنحو 100 قذيفة، مما ألحق أضرارا مادية بأحد المباني السكنية.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية أسقطت 11 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم واحد.

من جهة أخرى، قال مسؤول أوكراني كبير إن قصفا روسيا لبلدة كوستيانتينيفكا في شرق البلاد صباح اليوم الأحد أسفر عن 6 قتلى و8 جرحى.

وتبعد بلدة كوستيانتينيفكا 20 كيلومترا إلى الغرب من باخموت التي تمثل بؤرة قتال منذ ما لا يقل عن 8 أشهر في ظل محاولة القوات الروسية الاستيلاء عليها، وكان تعداد سكان البلدة 70 ألف نسمة قبل الحرب.

وقال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق تليغرام "نفذ الروس قصفا مكثفا على بلدة كوستيانتينيفكا".

وأضاف أن 16 بناية سكنية و8 منازل وروضة أطفال ومبنى إداري تضررت من القصف.

دعوة للاستسلام

في هذه الأثناء، بثت القوات الروسية صورا لطائرات مسيرة تابعة لها وهي تلقي منشورات في مقاطعة زاباروجيا تدعو فيها القوات الأوكرانية للاستسلام.

وبثت وكالة ريا نوفوستي عبر تطبيق تليغرام مقطع فيديو قالت إنه يوثق إلقاء الجيش الروسي منشورات في مواقع تابعة للجيش الأوكراني في زاباروجيا تدعو عناصر القوات الأوكرانية للاستسلام وإنقاذ أرواحهم وفقا للوكالة.

وتشهد مقاطعتا زاباروجيا وخيرسون في الجنوب الأوكراني مواجهات وموجات من القصف الروسي بالصواريخ والقذائف منذ عدة ايام.

زيادة القوة الدفاعية

في المقابل، قال سيرغي سوبكو نائب قائد قوات الدفاع الإقليمية للقوات الأوكرانية إن عدد قوات هذه الوحدة ارتفع إلى عشرات الآلاف بعدما كان 6 آلاف قبل الحرب.

وأضاف سوبكو أن جميع وحدات قوات الدفاع الإقليمية لديها خبرة قتالية وشاركت في الهجوم المضاد في خاركيف ودونيتسك، موضحا أن جنود الوحدة يقومون حاليا بأداء مهام في المناطق الأكثر سخونة في باخموت وأفدييفكا وكريمينايا وأوغليدار.

وكشف أن تدريب هذه القوات لا يتوقف، ويسير وفقا لمعايير التدريب للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، ويأخذ التدريب في الاعتبار تجربة الحرب الروسية الأوكرانية، وبيّن أن المدربين هم ضباط قتال دربوا في الخارج والآن ينقلون التجربة إلى الآخرين.

"أكبر قوة معادية للإنسانية"

في إطار آخر، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد في منشور على تليغرام أن أوكرانيا صدت منذ عام بالقرب من كييف "أكبر قوة معادية للإنسانية" في الذكرى الأولى للعثور على جثث مدنيين في مدينة بوتشا التي صارت رمزا لـ"فظاعات" منسوبة للجيش الروسي.

وكان الجيش الروسي انسحب من بوتشا وكل المنطقة الشمالية لكييف في 31 مارس/آذار 2022، وذلك بعد شهر على بدء الحرب، وبعد يومين على الانسحاب تكشفت معالم "مذبحة" بعد العثور على جثث 20 رجلا بملابس مدنية أحدهم مقيد اليدين، وأدانت كييف والغربيون ما وصفوها بجرائم حرب، في حين نفى الكرملين أي تورط له، مؤكدا أنها عملية مدبرة.

الرئاسة الروسية لمجلس الأمن

على الصعيد السياسي، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد سيقف ضد أي تجاوز من قبل الرئاسة الروسية لمجلس الأمن الدولي.

وأضاف بوريل في تغريدة على تويتر أنه على الرغم من كون روسيا عضوة دائمة في مجلس الأمن فإنها تنتهك جوهر الإطار القانوني للأمم المتحدة باستمرار، على حد تعبيره.

وكانت كييف قد نددت بتسلم روسيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي لشهر أبريل/نيسان الجاري، واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -أمس السبت- عبر تويتر- أن رئاسة روسيا لمجلس الأمن تمثل "صفعة في وجه المجتمع الدولي".

ودعا كوليبا الأعضاء الحاليين للمجلس إلى "التصدي لأي محاولة روسية لإساءة استخدام هذه الرئاسة"، مضيفا أنه يذكّر بأن روسيا خارجة عن القانون في مجلس الأمن، حسب وصفه.

التنسيق مع بيلاروسيا

سياسيا أيضا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن التنسيق مع بيلاروسيا يجري بشكل فعال رغم ضغوط العقوبات غير المسبوقة من الخارج.

وكان بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو تناول فيه الجانبان التطورات المتلاحقة للحرب في أوكرانيا.

كما بعث بوتين برقية تهنئة إلى لوكاشينكو بمناسبة يوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروسيا، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية اليوم الأحد.

وأشار بوتين -وفق البرقية- إلى أن روسيا وبيلاروسيا توسعان بشكل مستمر التعاون القائم على المنفعة المتبادلة وتعزيز آليات دول الاتحاد.

يذكر أنه يتم الاحتفال بيوم الوحدة بين شعبي روسيا وبيلاروسيا في الثاني من أبريل/نيسان من كل عام منذ عام 1996 عندما تم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تهدف إلى توحيد الفضاء الاقتصادي المشترك.

وكان لوكاشينكو أكد قبل يومين استعداده لاستقبال أسلحة نووية "إستراتيجية" روسية إلى جانب أسلحة "تكتيكية" تستعد موسكو لإرسالها إلى بيلاروسيا، واتهم في الوقت ذاته الغرب بالتحضير للهجوم على بلاده للقضاء عليها، محذرا من أن حربا عالمية ثالثة "بحرائق نووية" تلوح في الأفق.

المصدر : وكالات