اشتباكات السودان.. مطالب عربية ودولية بالتهدئة ومجلس الأمن يدعو لوقف الأعمال العدائية "فورا" والعودة للحوار

تتوالى ردود الفعل العربية والدولية على الاشتباكات التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى لليوم الثاني على التوالي، حيث عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه داعيا لوقف الأعمال العدائية "فورا" والعودة للحوار.
كما دعا منسّق الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "الجميع لبذل الجهود لوقف الأعمال العدائية وعودة عملية الانتقال السياسي إلى قيادة مدنية"، مطالبا في الوقت ذاته من وصَفها بالجهات الخارجية بالامتناع عن التدخل في السودان.
وطالبت الخارجية السعودية بدورها طرفي النزاع بالتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، فيما دعا اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية إلى وقف فوري للقتال، عارضا الوساطة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، سيتوجه فورا إلى الخرطوم ضمن مساعي تسوية الأزمة.
كما قال مكتب الرئيس الكيني وليام روتو على تويتر إن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) تعتزم إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى السودان في أسرع وقت ممكن، لإجراء مصالحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
مجلس الأمن
وأعرب بيان صادر عن مجلس الأمن الدولي عن قلق أعضاء المجلس العميق إزاء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأعرب البيان عن أسف أعضاء المجلس للخسائر في الأرواح، والإصابات في صفوف المدنيين.
وحثت الدول الأعضاء في المجلس الأطراف على وقف الأعمال العدائية فورا واستعادة الأمن، كما دعت جميع الأطراف للعودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية.
وشددت الدول الأعضاء على ضرورة مواصلة إتاحة الدعم الإنساني، وضمان أمن موظفي الأمم المتحدة.
وعلمت الجزيرة من مصادرها في نيويورك أن المجلس سيعقد مشاورات مغلقة بشأن السودان غدا الاثنين بطلب من بريطانيا.
السعودية
من ناحية أخرى، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم اتصالا هاتفيا مع كل من رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي، أكد فيه على أهمية التهدئة والعودة إلى الاتفاق الإطاري.
وقالت الخارجية السعودية إن الوزير دعا -خلال الاتصال- الطرفين للتهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كل أشكال التصعيد العسكري.
وشدد الوزير على ضرورة العودة إلى الاتفاق الإطاري الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار.
الجامعة العربية
كما دعا اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية اليوم إلى وقف فوري للقتال في السودان، عارضا الوساطة لحل الأزمة.
جاء ذلك في بيان ختامي للاجتماع الذي عقد بمقرّ الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة، بناء على دعوة مصر والسعودية.
ووفق البيان، طالب الاجتماع بـ"الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة بالسودان، والعودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة".
وأكد "استعداد الجامعة لبذل كافة المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة بشكل قابل للاستدامة، وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني".
ودعا الاجتماع "السفراء العرب في الخرطوم إلى التحرك للمساهمة في استعادة استقرار الأوضاع بالبلاد عبر الاتصال بكل الأطراف"، مطالبا مجلس الجامعة إلى "البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع في السودان".
الاتحاد الأفريقي
ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي سيتوجه فورا إلى الخرطوم ضمن مساعي تسوية الأزمة.
وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عبّر عن بالغ قلقه من الاشتباكات الدامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
كما دعا -في بيان عقب اجتماع طارئ في أديس أبابا- الطرفين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار دون شروط، وتبني حل سلمي وحوار شامل على وجه السرعة لحل خلافاتهما.
وحثّ الاتحاد الأفريقي المجتمع الدولي على دعم مبادرته لوقف القتال وإرساء الهدوء.
وكانت كل من مصر وجنوب السودان قد عرضتا في وقت سابق اليوم الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وبحسب بيان صدر اليوم عن الرئاسة المصرية، فقد ناشدت جارتا السودان من الشمال والجنوب كافة الأطراف السودانية "تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي"، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان سلفا كير.
جدير بالذكر أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقرات تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، في حين وصف الجيش قوات الدعم السريع "بالمتمردة"، علما بأن قائد هذه القوات هو محمد حمدان حميدتي الذي يتولى منصب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، بينما يتولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس.