السودان.. مساع لعقد لقاء بين البرهان وحميدتي لنزع فتيل التوتر والدعم السريع يواصل حشد قواته بمدن سودانية

كشف مصدر سوداني للجزيرة عن أن لجنة وساطة أقنعت قائدي الجيش وقوات الدعم السريع بعقد لقاء مباشر بينهما، في حين استمر التوتر والتصعيد في الخرطوم ومروي.

وقال القيادي في "تحالف الحرية والتغيير -مجموعة الكتلة الديمقراطية" عبد العزيز عشر للجزيرة إن لجنة ثلاثية من قادة الحركات المسلحة، مكونة من عضو مجلس السيادة السوداني مالك عقار ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان وحاكم دارفور مني مناوي؛ تمكنت من إقناع كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالجلوس في اجتماع اليوم لحل الخلافات.

وقال الطاهر المرضي مراسل الجزيرة في الخرطوم إن اللجنة التقت اليوم حميدتي، وأكد لهم عدم التصعيد واستعداده للقاء البرهان من دون شروط.

وأضاف -نقلا عن لجنة الوساطة- أن اللقاء سيتم اليوم من دون تحديد وقت لذلك، ولكن مصدرا في مكتب البرهان نفى تحديد اليوم الجمعة موعدا للاجتماع.

وبالمقابل، قال قيادي في الدعم السريع إن الأمور تتجه للتهدئة عبر وساطات داخلية وخارجية. وتوقع المصدر عقد اجتماع بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان حميدتي، مشيرا إلى أن وساطات خارجية ودبلوماسية وأخرى من قيادات سياسية ساهمت في تخفيف حدة التوتر.

وقال مصدر في الدعم السريع وعضو في فريق التفاوض للجزيرة إنهم في انتظار نجاح جهود الوسطاء في تحديد موعد لاجتماع البرهان وحميدتي الذي لم يتحدد بشكل قاطع حتى اللحظة.

وفي وقت سابق، أعرب المبعوثون والممثلون الخاصون من فرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في السودان، وخطر التصعيد بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع.

توقف عمل اللجنة العسكرية المشتركة

في الأثناء، أكد مصدران في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للجزيرة توقف عمل اللجنة العسكرية المشتركة التي تضم ضباطا من الجانبين، وكانت تعمل في إطار ملف الإصلاح الأمني والعسكري.

إعلان

وأضاف مصدر الجيش السوداني أن تعثر أعمال اللجنة المشتركة جاء قبيل التطورات الأخيرة وبعد تباعد المواقف، مشيرا إلى أن الانتشار في منطقة مروي جعل الجلوس على مائدة واحدة أمرا صعبا في ظل ما وصفه بالمناخ العدائي.

وناقشت هذه اللجنة عددا من المقترحات بشأن المدة الزمنية اللازمة لدمج الدعم السريع في الجيش السوداني وقضايا أخرى تتعلق بالإصلاح في المؤسسة العسكرية.

استمرار التوتر

وفي غضون ذلك، يسود التوتر ومخاوف التصعيد في العاصمة الخرطوم ومدينة مروي (شمالي البلاد)، بعدما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بحشد قوات داخل العاصمة وبعض المدن، وحذر من منعطف خطير تمر به البلاد.

وتكثفت الاتصالات من أطراف دولية وإقليمية ومحلية لاحتواء التوتر إثر نشر الدعم السريع قوات بجوار مطار مروي في الولاية الشمالية.

ويتهم الجيش هذه القوات بإرسال مزيد من التعزيزات إلى مدينة مروي حيث عزز الجيش قواته أيضا.

كما بُثت صور تظهر وصول أرتال لآليات عسكرية تابعة للدعم السريع إلى الخرطوم قادمة من الولايات، خصوصا من دارفور.

وظهر الخلاف بين الجيش السوداني -الذي يقوده الفريق أول عبد الفتاح البرهان- وقوات الدعم السريع -التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو- بعد تصريحات للأخير قال فيها إنه اكتشف منذ اليوم الأول أن قرارات قائد الجيش عام 2021 التي أقصت الحكومة المدنية نُفذت لعودة نظام المؤتمر الوطني المعزول.

وعقب توقيع الاتفاق الإطاري، طالب الجيش بتنفيذ الاتفاق الذي قال إنه يقضي بدمج قوات الدعم السريع في الجيش، الذي سيحدد حركاتها، كما طالب بتبعيتها لوزارة المالية، وخضوعها للإجراءات الحكومية.

من جهتها، قالت قوات الدعم السريع إنها تتمسك بالاتفاق الإطاري، ولا تعارض الدمج، ولكن وفق جداول زمنية، مع ضمان مساواة ضباطها بضباط الجيش في الامتيازات، كما طالبت قوات الدعم بوقف ما سمتها عمليات التجنيد في الجيش خلال هذه الفترة.

المصدر: الجزيرة

إعلان