"رئيس العنف والنفاق".. محتجون يقاطعون ماكرون أثناء إلقائه خطابا في لاهاي

قاطع محتجون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى إلقائه خطابا حول مستقبل أوروبا في لاهاي، متهمين إياه بالعنف والنفاق، وذلك أثناء زيارة لهولندا تمتد يومين.
وصاح محتجون في القاعة "أين الديمقراطية الفرنسية؟" و"اتفاقية المناخ لا يتم احترامها"، رافعين لافتة كُتب عليها بالإنجليزية "رئيس العنف والنفاق".
وهتف المحتجون "هناك ملايين المتظاهرين في الشوارع"، وذلك في وقت تواجه فيه الحكومة الفرنسية منذ بداية العام احتجاجات ضخمة على رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاما.
وبعد انقطاع دام دقيقة، تمكن الرئيس الفرنسي من استئناف كلمته قائلا "من المهم إجراء نقاش اجتماعي".
وأضاف "يمكنني أن أجيب على جميع الأسئلة المتعلقة بما نناقشه في فرنسا. هذه ديمقراطية، والديمقراطية هي بالضبط مكان يمكنك التظاهر فيه" ورؤية "هذا النوع من التدخّل".
وأشار ماكرون إلى أنه "في اليوم الذي تقول فيه لنفسك (عندما أختلف مع القانون الذي تمّ تمريره أو مع الأشخاص الذين تمّ انتخابهم، يمكنني أن أفعل ما أريد لأنني أقرر بنفسي شرعية ما أفعله)؛ فأنت تعرض الديمقراطية للخطر".
وبعد أن أكمل خطابه حول السياسة الاقتصادية الأوروبية، تطرّق الرئيس الفرنسي إلى صميم مشروعه الإصلاحي.
وقال "عندما أقارن" بالدول الأوروبية الأخرى، يجب أن يكون الفرنسيون "أقلّ غضبا تجاهي (…) لأن سن التقاعد في بلدكم أعلى بكثير، وفي العديد من الدول في أوروبا يزيد على 64".
احتجاجات في فرنسا
ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون -اليوم الثلاثاء- إلى هولندا في زيارة رسمية تمتد يومين، حيث استقبل الملك فيليم ألكسندر وزوجته ماكسيما الرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت، وسط مراسم عسكرية في القصر الملكي في أمستردام، قبل إقامة حفل استقبال ومأدبة غداء خاصة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه فرنسا حركة احتجاج واسعة رفضا لإصلاح نظام التقاعد، تسببت في إلغاء زيارة لملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى باريس.
وستكون أزمة نظام التقاعد حاضرة خلال هذه الزيارة كما كانت خلال زيارة ماكرون إلى الصين، في وقت تستعد فيه فرنسا ليوم تعبئة جديد الخميس القادم، عشية صدور رأي حاسم عن المجلس الدستوري حول هذا النص ومستقبل الإصلاح.
وهذه أول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى هولندا منذ عام 2000، وتأتي بعد زيارة لملك هولندا وزوجته إلى فرنسا في 2016، وستكرس التقارب بين البلدين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ مما أعاد خلط أوراق التحالفات داخل التكتل.
أمن اقتصادي
ولفت قصر الإليزيه إلى أن هولندا خسرت مع بريكست "حليفا تقليديا على الساحة الأوروبية، مما حملها على تنويع تعاونها".
من جانبه، عزز ماكرون روابط فرنسا مع عواصم أخرى؛ في طليعتها روما ومدريد، خارج المحور التقليدي الفرنسي الألماني.
كما أسس لعلاقة جديدة مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته القادم مثله من عالم الأعمال.
ويتركز الترقب حيال مواقف ماكرون العائد للتو من بكين حول مسائل الاستقلالية الإستراتيجية بعدما أكد أن الأوروبيين يجب ألا "يتبعوا" الولايات المتحدة أو الصين في مسألة تايوان، بل أن يجسدوا "قطبا ثالثا".
ويدفع ماكرون باتجاه اعتماد خطة استثمارات ضخمة في الصناعة الخضراء في أوروبا ردا على خطة مماثلة أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأكد الأحد الماضي عبر صحيفة "ليزيكو" (Les Echos) الفرنسية أنه "لا نريد الاعتماد على الآخرين في المواضيع الحرجة"، ذاكرا منها الطاقة والذكاء الاصطناعي والشبكات الاجتماعية.