المناورات الصينية حول تايوان.. تايبيه تضع جيشها في أقصى تأهب وتلويح أميركي بإرسال قوات

واصلت الصين مناوراتها البحرية في مضيق تايوان التي تستمر حتى اليوم الاثنين، وذكر التلفزيون الحكومي أن التدريبات تحاكي ضرب أهداف رئيسية في تايوان للمرة الأولى، بينما لوّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي بإمكانية إرسال قوات للدفاع عن تايوان إذا ما غزتها بكين.

وبحسب التلفزيون الصيني، فإن المناورات تشمل تطويقا كاملا للجزيرة، وقدرة للسيطرة على البحر والمجال الجوي والاتصالات، لإحداث قوة رادعة وتطويقٍ كامل لتايوان من دون تحديد موقع التدريبات بدقة.

وقال الجيش الصيني إنّ المناورات ضروريّة لحماية سيادة الصين ووحدة أراضيها وسلامتها، وهي تحذير جدّي مما وصفه بالتواطؤ بين القوى الانفصاليّة التي تسعى إلى استقلال تايوان والقوى الخارجيّة.

وفي تايبيه، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن قوات الدفاع الجوي تحافظ على درجة عالية من اليقظة، وفي حالة تأهب قصوى.

وأضافت أنها تراقب عن كثب تحركات القوة الصاروخية للجيش الصيني، من خلال نظام المراقبة والاستطلاع المشترك، وقد رصدت 11 سفينة حربية، و78 طائرة صينية، حول الجزيرة.

وناشدت وزارة الدفاع في تايوان شعب البلاد عدم التأثر بما وصفته بتكتيكات الحرب الخيالية للتأثير على نفسية الشعب.

تلويح أميركي

في الأثناء، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي مايكل ماكول إنّ إرسال قوات أميركية إلى تايوان قد يكون أمرا محتملا إذا ما غزت الصين تايوان.

وأكد ماكول، في حديث لشبكة "فوكس نيوز"، أنّ هذا الأمر سيكون مطروحا على الطاولة، وسيناقشه الكونغرس مع الشعب الأميركي، مضيفا أنه إذا ما دعم الشعب الأميركي هذا الأمر، فسيتبعه الكونغرس في ذلك.

وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الجاري منذ سنوات بين السلطات التايوانيّة والولايات المتحدة التي تُقدّم للجزيرة دعما عسكريا مهمًا رغم عدم وجود علاقات رسميّة بينهما.

وأجرت الصين الصيف الماضي مناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان، وأطلقت صواريخ ردا على زيارة الديمقراطية نانسي بيلوسي التي كانت ترأس آنذاك مجلس النواب الأميركي إلى تايبيه.

موقف فرنسي

على صعيد متصل، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على أوروبا أن تقلص ارتباطها بالولايات المتحدة، وأن تتجنب الدخول في مواجهة محتملة مع الصين في قضية تايوان.

وأضاف ماكرون -في مقابلة صحفية- أن ما وصفه بالخطر الكبير بالنسبة لأوروبا هو أن تجد نفسها منجرّة إلى أزمات ليست أزماتها، مما سيمنعها من بناء استقلاليتها الإستراتيجية، بحسب تعبيره.

وحذر ماكرون من أن الأسوأ هو الاعتقاد أن الأوروبيين يجب أن يصبحوا أتباعا في هذا الملف، وأن يستقوا إشاراتهم من أجندة الولايات المتحدة ورد الفعل الصيني المبالغ فيه، على حد وصفه.

وأكد ماكرون أنه لا مصلحة للأوروبيين في تسريع أزمة تايوان.

وكان الرئيس الفرنسي قد اختتم زيارة للصين الأسبوع الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومن أبرز ما أدلى به من تصريحات خلال الزيارة، أن كلا من الصين وفرنسا تتمتعان بعضوية في مجلس الأمن، ولهما عمق تاريخي، وأنّ عليهما السعي لإرساء نظام دولي يواجه تحديات الزمن لضمان الاستقرار في العالم.

المصدر : الجزيرة + وكالات