هيئة الأركان الأميركية تستبعد نجاح كييف في طرد الروس من أراضيها هذا العام وموسكو تعلن زيادة إنتاجها للذخائر عالية الدقة

Evacuation of Ukrainian civilians from Bakhmut
هيئة الأركان الأميركية المشتركة اعتبرت إخراج القوات الروسية من أوكرانيا مهمة صعبة للغاية لكنها ليست مستحيلة (الأناضول)

استبعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي نجاح القوات الأوكرانية في طرد جميع القوات الروسية من أراضيها هذا العام، فيما قالت المخابرات البريطانية إن الهجوم الشتوي للجيش الروسي -الذي استمر 80 يوما- انتهى بالفشل، وإن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف فقد عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم حشدهم.

وأكد ميلي -في لقاء مع موقع "ديفينس وان" (Defense One)- أن إخراج القوات الروسية من أوكرانيا مهمة عسكرية كبيرة وصعبة للغاية ولكنها ليست مستحيلة.

وأضاف أن روسيا فشلت إستراتيجيا وعمليا وتفشل الآن تكتيكيا أيضا، على حد تعبيره.

وقال ميلي إن الأوكرانيين يحتاجون إلى أن يكونوا قادرين على ضرب مقر أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم.

مبادرة الصين

من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت أن كييف تسعى إلى التواصل مع السلطات الصينية لمناقشة صيغتها المقترحة للسلام.

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن زيلينسكي قوله "نبعث إشارات ونقول إننا مستعدون للقاء والتحدث. نحن بانتظار إجابة".

وقالت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إن مقترحات الصين تشمل وقفا فوريا لإطلاق النار، وهو ما من شأنه أن يجمد الأراضي التي استولت عليها روسيا، ورغم ذلك لم يرفض زيلينسكي جهود الصين للوساطة.

في سياق آخر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن بلاده زادت إنتاج الذخائر الموجهة العالية الدقة، لدعم الجيش الروسي في تنفيذ ما تصفها موسكو بخطة العملية العسكرية في أوكرانيا.

وأكد شويغو -خلال اجتماع في المقر المشترك للقوات المسلحة الروسية- أن المجمع الصناعي العسكري الروسي زاد كمية الذخائر بوجه عام، وأن روسيا تملك ما يكفيها لمواصلة الحرب، وفق ما ذكرت مراسلة الجزيرة.

مرحلة اللاعودة

وكان ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي قد أشار في وقت سابق أمس الجمعة إلى أن حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) "يسعى لتسخين الوضع ونقل الأزمة إلى مرحلة اللاعودة وافتعال حرب عالمية ثالثة".

وقال ميدفيديف إن "قوات حفظ السلام التابعة للناتو ستدخل المواجهة إلى جانب عدونا، وقد اخترع الناتو هذه الفكرة لفرض سلام يلائمه على خط المواجهة بالقوة"، محذرا من أن "أي قوات حفظ سلام على الخطوط الأمامية بأوكرانيا دون موافقتنا يجب القضاء عليها".

كما توعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإنزال الهزيمة بما وصفه بـ"الشر الروسي" في الذكرى الأولى لانسحاب القوات الروسية من بلدة بوتشا.

وقال زيلينسكي إن بلاده "لن تتسامح" مع مرتكبي المجازر التي وقعت في هذه المدينة وصارت رمزا "للفظاعات" المنسوبة إلى الجيش الروسي.

وأضاف -أمام رؤساء الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش والسلوفاكي إدوارد هيغر والسلوفيني روبرت غولوب، ومايا ساندو رئيسة مولدوفا- "سننتصر بالتأكيد وسنهزم الشر الروسي هنا في أوكرانيا ولن يكون قادرا على النهوض مرة أخرى"، وفق تعبيره.

قصف متبادل

ميدانيا، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تهاجم في وقت واحد بـ4 اتجاهات في شرق البلاد، وهي ليمان وباخموت ومارينكا وأفدييفكا، دون تحقيق نجاحات في الأغلب، وفق تعبيرها.

وأشارت ماليار إلى أن القوات الروسية لم تتمكن حتى الآن من الاستيلاء على بلدة باخموت الإستراتيجية، فيما تحاول أيضا محاصرة أفدييفكا، مؤكدة أن الوضع لا يزال في مناطق العمليات الدفاعية صعبا للغاية.

وأشارت المسؤولة الأوكرانية إلى أن القوات الروسية تركز جهودها الكبرى على السيطرة على باخموت وتحاول التقدم إلى الجزء الأوسط من المدينة وتحقق نجاحات صغيرة محدودة في بعض المناطق، دون التمكن من بسط السيطرة الكاملة، حيث يستمر القتال العنيف في كل مكان وفي المدينة نفسها.

من ناحية أخرى، قالت الإدارة العسكرية الإقليمية في خيرسون إن 3 مدنيين قتلوا وجرح اثنان آخران في قصف روسي استهدف المقاطعة الواقعة جنوبي أوكرانيا.

وأضافت أن القوات الروسية أطلقت 27 قذيفة أصابت مناطق سكنية في المدينة، وأنها قصفت المقاطعة 54 مرة خلال اليوم الماضي.

وأكد بيان الإدارة العسكرية أن القوات الروسية أطلقت نحو 440 قذيفة، كما نفذت 5 هجمات بجبهات متفرقة في خيرسون.

وفي مقاطعة دونيتسك نشرت قوات دونيتسك الموالية لروسيا مقطع فيديو عبر تليغرام قالت إنه يوثق لحظة استهداف وتدمير مواقع تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في أفدييفكا شرقي البلاد.

وتظهر اللقطات المصورة لحظة استهداف المواقع الأوكرانية ليلا، ولقطات أخرى رصدتها طائرة مسيرة للأضرار في المواقع المستهدفة.

المصدر : الجزيرة