القيادة الأوكرانية تقرر التمسك بمدينة باخموت ورئيس فاغنر الروسية يلوح بالانسحاب بعد أزمة جديدة

القوات الأوكرانية في باخموت تعزز دفاعاتها مع تقدّم القوات الروسية (رويترز)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القيادة العليا للقوات المسلحة قررت بشكل جماعي عدم الانسحاب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، في حين لوّح رئيس مجموعة فاغنر الروسية بسحب قواته من الجبهة بعد أزمة جديدة مع وزارة الدفاع الروسية.

ودعا الرئيس الأوكراني جيش بلاده إلى مواصلة القتال والدفاع عن مدينة باخموت، وذلك خلال اجتماع عقد أمس الاثنين وضم كبار القادة السياسيين والعسكريين الأوكرانيين.

وأوضح زيلينسكي أن عدم الانسحاب من المدينة وتقوية الدفاعات كان قرارا جماعيا في الاجتماع.

وحسب الرئاسة الأوكرانية، فقد أعرب قادة القوات المسلحة عن "تأييدهم لمواصلة العملية الدفاعية وتعزيز مواقعنا في باخموت".

وأصبحت مدينة باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفا قبل الحرب، رمزا للقتال بين الروس والأوكرانيين من أجل السيطرة على إقليم دونباس، بسبب طول المعركة والخسائر الفادحة التي يتكبدها كلا الجانبين.

وتقدمت القوات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في شمال المدينة وجنوبها، وقطعت 3 من طرق الإمداد الأربع للقوات الأوكرانية، ولم يتبق سوى منفذ واحد هو الطريق المؤدي إلى الغرب باتجاه تشاسيف يار.

تقييم أميركي

من جهة أخرى، يقلل مسؤولون أميركيون من أهمية مدينة باخموت من الناحية الإستراتيجية مع تقدم القوات الروسية.

وفي أحدث التصريحات، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -أثناء زيارته العاصمة الأردنية عمان- إن قيمة باخموت رمزية أكثر منها إستراتيجية أو عملياتية.

وأضاف أوستن أنه إذا سقطت باخموت فهذا لا يعني أن روسيا أحدثت تغييرا جوهريا في مجريات الحرب، وفق تعبيره.

انتقادات رئيس فاغنر

في تلك الأثناء، جدد رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين انتقاداته للقيادة العسكرية الروسية.

وقال بريغوجين إن ممثله مُنع، أمس الاثنين، من الوصول إلى مقر القيادة العسكرية الروسية في الجبهة مع أوكرانيا.

وأضاف أن هذا جاء بعد يوم من إرساله طلبا عاجلا إلى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية من أجل الحصول على إمدادات من الذخيرة.

وقال بريغوجين إنه إذا انسحبت فاغنر من باخموت الآن فستنهار الجبهة بأكملها، مشددا على أن الوضع لن يكون جيدا لجميع التشكيلات العسكرية التي تحمي المصالح الروسية، وفق تعبيره.

من ناحية أخرى، دعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا المحكمة الجنائية الدولية إلى إجراء تحقيق بعد انتشار مقطع فيديو يظهر -حسب قوله- جنودا من روسيا وهم يعدمون أسير حرب من أوكرانيا.

وقال كوليبا عبر تويتر "مقطع فيديو مروع لإعدام أسير حرب أوكراني أعزل على أيدي القوات الروسية لمجرد قوله المجد لأوكرانيا، دليل إضافي على أن هذه الحرب تهدف للإبادة الجماعية".

وأضاف "من الضروري أن يبدأ (المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية) كريم خان تحقيقا فوريا في جريمة الحرب الشنيعة هذه".

وتبادلت كييف وموسكو مرارا الاتهامات بقتل أسرى حرب منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022.

المصدر : الجزيرة + وكالات