في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة الذرية في فيينا.. غروسي: المفتشون يعودون إلى إيران

International Atomic Energy Agency (IAEA) Board of Governors meeting in Vienna.
مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي: الأمور تمضي بخطى ثابتة ولكن بحذر (رويترز)

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن هناك موافقة إيرانية على السماح للوكالة بالمضي قدما في إجراءات المراقبة والتحقق من الأنشطة النووية، وقد أكدت طهران من جهتها التوصل إلى تفاهمات مع الوكالة الذرية لكنها رفضت في المقابل أي تسييس لملفها النووي.

جاء هذا في الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الذي بدأ اليوم في فيينا لبحث ملفات منها الملف النووي الايراني، وبنود اتفاق الضمانات المشتركة.

وأفاد مراسل الجزيرة أن المجلس سيناقش باجتماعه -الذي يستمر حتى العاشر من مارس/آذار الجاري- ملفات أخرى، منها ما يتعلق بالسلامة والأمن والضمانات النووية في أوكرانيا وكوريا الشمالية، وتنفيذ اتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في سوريا.

وقال غروسي إنه -خلال زيارته الأخيرة لإيران- أجرى للمرة الأولى محادثات مفصلة مع رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبد اللهيان، وشعر بوجود "فهم إيراني لحاجة الوكالة لبعض الإجابات الملموسة المتعلقة ببعض المسائل".

وأوضح أنه ليس متفائلا ولا متشائما بشأن الملف الإيراني، ولكنهم يمضون "على مسار بناء" معتبرا أن الحلول الدبلوماسية التقنية ممكنة وأن هناك فرصة جيدة في ما يتعلق بإيران، لكن ليس هناك شيء مضمون، حسب تعبيره.

كما قال غروسي إن الوكالة ستراقب المنشأة النووية في موقع فوردو بشكل شبه يومي، مؤكدا أنه لا قائمة مفصلة لديهم بالأماكن التي يعتزمون زيارتها في إيران ولا تواريخ محددة بعد للقيام بذلك، لكن الفريق الفني للوكالة سيذهب إلى طهران خلال فترة قريبة.

وأكد أن عودة مفتشي الوكالة إلى المنشآت الإيرانية ستحقق جوا إيجابيا للعودة إلى مفاوضات الاتفاق النووي، مشيرا إلى أنهم في بداية مرحلة جديدة حيث وصلوا إلى مجموعة من الاتفاقات مع إيران "والأمور تمضي بخطى ثابتة ولكن بحذر".

ويأتي اجتماع فيينا بُعيد زيارة غروسي إلى إيران، وبالتزامن مع جولة لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الشرق الأوسط، يجري خلالها مباحثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

إيران: لا للتسييس

من جهتها أكدت طهران توصلها لتفاهمات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمهيدا لحل القضايا العالقة، وأعربت عن أملها في نأي مجلس محافظي الوكالة عن أي تدخلات سياسية.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني -اليوم الاثنين- عن أمل بلاده بألا يكون هناك تسييس وضغوط في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي انطلق اليوم في فيينا.

وأضاف كنعاني -في مؤتمر صحفي- أن بلاده تأمل ألا تشهد أي تدخلات سياسية من بعض الدول في الاجتماع، موضحا أن طهران توصلت إلى تفاهمات وصفها بالجيدة مع الوكالة الدولية يمكن أن تمهد لحل القضايا التقنية العالقة.

وأبدى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الاستعداد للعودة إلى المفاوضات النووية بمسؤولية مع جميع الأطراف، بما فيها واشنطن، مؤكدا أن تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة متواصل عبر قنوات متعددة.

زيارات متبادلة

في الأثناء، يتوجه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمير إلى واشنطن في زيارة رسمية، ويتوقع أن يلتقي فور وصوله وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومسؤولين آخرين لبحث قضايا أبرزها الملف الإيراني والقضية الفلسطينية بعد التصعيد الأخير في الضفة الغربية.

وتأتي زيارة الوزير الإسرائيلي قبيل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأميركي إلى تل أبيب خلال الأسبوع الجاري لبحث الملف النوري الإيراني، بحسب مصادر إسرائيلية مطلعة.

استهداف منشآت إيران النووية

على صعيد آخر، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات غروسي التي قال فيها إن تنفيذ هجوم إسرائيلي على منشآت نووية في إيران غير قانوني.

وقال نتنياهو إن غروسي شخص جدير لكنه أدلى بتصريحات غير مناسبة، مضيفا أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها في مواجهة من يدعو إلى إبادتها، حسب تعبيره.

وكان غروسي قال -خلال مؤتمر صحفي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في طهران أمس الأول- إن وكالته تستنكر أي هجوم أو تهديد بالهجوم على المنشآت النووية في العالم، معتبرا أن أي هجوم عسكري على المنشآت النووية عمل غير قانوني، وفق تعبيره.

في المقابل، رد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني على تصريحات نتنياهو بأن إسرائيل تلجأ لتنفيذ أعمال تخريبية بعد تأكد قادتها من عجزهم عن القيام بعمليات علنية.

وأضاف آشتياني أن تهديدات إسرائيل ليست سوى أوهام وحرب نفسية، وأن طهران سوف ترد عليها متى وحيث ما رأت ذلك ضروريا.

وكشف أيضا عن وجود خطط لصناعة صواريخ باليستية جديدة ودقيقة يصل مداها إلى ألفي كيلومتر.

المصدر : الجزيرة + وكالات