قصف متبادل في باخموت.. الاتحاد الأوروبي يسعى لدعم كييف بمزيد من الذخيرة ووزير الدفاع الروسي يتفقد قوات بلاده في ماريوبول

يقترب الاتحاد الأوروبي من خطوة تاريخية في عملية شراء مشتركة للذخيرة لمساعدة أوكرانيا في حربها مع الروس وإعادة ملء مخزونات الدول الأعضاء، حيث يناقش وزراء دفاع الاتحاد هذا الأسبوع خططا لتسريع هذه المسألة.
وسيتطرق الوزراء لخطط تسريع توريد ذخيرة عيار 155 مليمترا إلى أوكرانيا التي تطلب مزيدا من قذائف المدفعية للتصدي للقوات الروسية ومزيدا من الذخائر معها.
وقال هانو بيفكور، وزير دفاع إستونيا التي قادت حملة في الاتحاد لطلب ملايين القذائف إنه يعتقد أن الوزراء سيتوصلون إلى "توافق سياسي" لمتابعة المشتريات المشتركة حين يجتمعون في ستوكهولم يوم الأربعاء، لكنه أوضح أن هناك قضايا رئيسية ما زالت محل جدل مثل طريقة الدفع مقابل المشتريات المشتركة.
من ناحية أخرى، أعلنت كييف أنها استكملت الشروط لبدء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، حيث أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميغال اليوم الاثنين تعيين مدير جديد للمكتب الوطني لمكافحة الفساد، مؤكدا بذلك أن كييف نفذت الإصلاحات السبعة التي طالب بها الاتحاد بهدف بدء التفاوض على العضوية.
وقال شميغال، في بيان، "أوفت أوكرانيا الآن بجميع توصيات الاتحاد الأوروبي السبع.. وهذا يوضح عزمنا على المضي قدما في مفاوضات الانضمام في وقت مبكر مثل هذا العام".
وكانت بروكسل قد منحت كييف وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد في يونيو/حزيران 2022، بعد 4 أشهر من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا. ومع ذلك، اشترط الاتحاد الأوروبي للحفاظ على هذا الوضع تجاوز 7 مراحل، بينها تعزيز سيادة القانون ومواصلة الإصلاحات القضائية ومكافحة الفساد وتطبيق "قانون مكافحة الأوليغارشية".
مصير باخموت
وبخصوص المعارك الدائرة في مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي البلاد، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -اليوم الاثنين- أن المدينة لها أهمية رمزية أكثر منها عملياتية، لافتا إلى أن سقوطها لن يعني تغيير مسار الحرب.
وذكر أوستن -في مؤتمر صحفي بالأردن الذي يزوره في إطار جولة للمنطقة تشمل أيضا مصر وإسرائيل- أنه لن يتوقع إذا كانت القوات الروسية ستحتل باخموت أو متى ستقوم بذلك.
وذكرت وكالة رويترز أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحث مع لواءين رفيعين في الجيش الأوكراني الوضع في باخموت، وأن كليهما أوصى باستمرار الدفاع عن المدينة.
وكان زيلينسكي قال أمس الأحد إن الجيش الأوكراني يخوض ما سماها "معركة مؤلمة وصعبة" في مواجهة القوات الروسية في إقليم دونباس حيث تقع مدينة باخموت.
وقال زيلينسكي إنه أمر بتعزيز حماية منشآت الطاقة واستعادة ما سماها البنية التحتية المتضررة، وإن حكومته تعمل بالفعل على جميع السيناريوهات وستبذل قصارى جهدها لتكون جاهزة لفصل الشتاء المقبل.
تتزامن هذه التطورات مع تواصل المعارك والقصف المتبادل خاصة في المناطق الغربية من المدينة، وفق ما أكد مراسل الجزيرة.
كما ذكرت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن نحو 10 آلاف جندي أوكراني ما زالوا محاصرين داخلها.
زيارة تفقدية
من ناحية أخرى، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بزيارة تفقدية لما تسميها السلطات الروسية منطقة "العملية العسكرية الخاصة" داخل أوكرانيا، وتحديدا ماريوبول بإقليم دونيتسك، لتفقّد أعمال إعادة الإعمار.
وقال الجيش الروسي -في بيان له- دون تحديد موعد الزيارة إن شويغو قام خلالها بتفقّد مواقع البنية التحتية التي أعيد بناؤها وكذلك ورش بناء جديدة في ماريوبول.
وأضاف أن شويغو زار أيضا مركزا طبيا في المدينة، ومركزا للإغاثة وحيًّا سكنيا جديدا يضم 12 مبنى، مشيرا إلى أن تقريرا قدم للوزير بشأن إنشاء مدارس في هذه المدينة الساحلية التي حوصرت لعدة أشهر قبل أن تسقط بيد الروس في مايو/أيار الماضي.
وأشار المصدر ذاته إلى أن تقريرا آخر قدم لشويغو بشأن بناء قناة مائية رئيسية من المفترض أن تربط "جمهورية دونيتسك الشعبية" الواقعة شرق أوكرانيا بمنطقة روستوف الروسية.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تتواصل فيه معارك عنيفة للسيطرة على مدينة باخموت الواقعة بمنطقة دونيتسك التي تكتسي أهمية إستراتيجية محدودة لكنها تحولت إلى رمز يتواجه فيه طرفا الحرب منذ أشهر.
هجمات بروسيا
وفي باقي التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط طائرة روسية من نوع "سوخوي 34" في ميكولايف جنوبي البلاد.
كما أعلنت وحدة "كراكن" الخاصة المقاتلة في إطار القوات الأوكرانية في شمال شرقي أوكرانيا استهداف برج المراقبة المستقل المسمى "غرينادير" في منطقة بريانسك الواقعة غربي روسيا باستخدام طائرة مسيّرة.
ونشرت الوحدة مقطع فيديو يوثق تحليق الطائرة باتجاه البرج الذي يحتوي على كاميرا مراقبة، وإصابته قبل انفجار الطائرة.
كما أكد المتحدث باسم قيادة القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات أن قواته دمرت 13 طائرة إيرانية من دون طيار من نوع شاهد، مشيرا إلى أن القوات الروسية أطلقت هذه الطائرات خلال الليل من منطقة بريانسك الروسية.
وأعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية أيضا إسقاط صواريخ في مدينة نوفي أوسكول المحاذية لأوكرانيا.