البنك الدولي يعلق الشراكة والاتحاد الأفريقي يلغي مؤتمرا.. تونس تعد أزمة المهاجرين مفتعلة وترفض الاتهامات بالعنصرية

Foufana Abou waits near the embassy of Ivory Coast in Tunis
مهاجرون ينتظرون قرب سفارة ساحل العاج في تونس (رويترز)

قال وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إن أزمة المهاجرين الأفارقة في بلاده مفتعلة، وإن اتهام تونس بالعنصرية مرفوض. يأتي ذلك وسط تحركات من البنك الدولي والاتحاد الأفريقي على خلفية الأزمة.

واتهم الوزير في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية اليوم الاثنين جهات لم يسمها بممارسة تضليل لتأجيج الأزمة المرتبطة بمهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء في تونس.

وأشار إلى تداول أخبار كاذبة ومقاطع فيديو غير صحيحة على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن تلك المقاطع إما أنها قديمة وإما أنها تتضمن أحداثا في دول أخرى.

وكانت الرئاسة التونسية عبرت كذلك في بيان صدر أمس الأحد عن "استغرابها" مما اعتبرته "حملة" ضدها، مشددة على أنها "تنتصر لضحايا أي نوع من أنواع التمييز العنصري ولا تقبل أن يوجد أي ضحية لأي شكل من أشكال التمييز".

وأكدت أن تونس "لن تقبل أن يكون الأفارقة ضحايا هذه الظاهرة المشينة، لا داخل تونس ولا خارجها"، وفق البيان.

وقبل أسبوع، تسبب خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيد بمجلس الأمن القومي، دعا من خلاله إلى تشديد القيود على تدفق المهاجرين، في أزمة دبلوماسية مع عدد من دول أفريقيا، بجانب اتهامات من منظمات حقوقية والاتحاد الأفريقي للسلطة في تونس ببث خطاب يحض على الكراهية.

ردود دولية

ونقلت وكالة بلومبيرغ الإخبارية عن رسالة نصية لمتحدثة باسم الاتحاد الأفريقي أفادت فيها بإلغاء "مؤتمر الاتحاد الأفريقي لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة" الذي كان مقررا بتونس هذا الشهر. وحسب الرسالة فقد قالت المتحدثة إنه لم يتم بعد اختيار أي بلد جديد لاستضافة المؤتمر.

وأشارت بلومبيرغ إلى أن القرار يأتي بعد انتقادات وُجهت للحكومة التونسية بشأن الهجمات على المهاجرين الأفارقة في البلاد.

وفي السياق، أعلن رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس في مذكرة داخلية تعليق إطار عمل شراكة مع تونس بعد التصريحات الأخيرة للرئيس قيس سعيد بشأن المهاجرين.

وأشارت المذكرة، التي تم إرسالها في وقت متأخر أمس الأحد، إلى أن البنك أرجأ اجتماع مجلسه الذي كان مقررا يوم 21 مارس/آذار الجاري بشأن مراجعة تعامل إستراتيجي جديد مع تونس حتى إشعار آخر.

وقال مالباس في المذكرة إن البنك الدولي يعتبر الخطوات التي أعلنتها الحكومة التونسية لحماية ودعم المهاجرين واللاجئين خطوة إيجابية، وسيراقب تأثيرها.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن بلاده قلقة من تصريحات الرئيس التونسي بشأن المهاجرين الأفارقة والاعتقالات التي استهدفتهم. وحث برايس، في إحاطته اليومية، السلطات التونسية على الوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بحماية حقوق اللاجئين والمهاجرين.

كما أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن شعور المنظمة الدولية بالقلق إزاء الحملة ضد المهاجرين في تونس، ودان أي تصريحات عنصرية.

وفي محاولة لدرء الاتهامات، أعلنت الرئاسة التونسية أمس الأحد عن جملة من الإجراءات لمصلحة المهاجرين الأفارقة المقيمين في تونس، أهمها تسليم بطاقات إقامة لمدة سنة للطلبة من البلدان الأفريقية، وتسهيل عمليات المغادرة الطوعية لمن يرغب في ذلك بالتنسيق مع سفارات الدول الأفريقية بتونس.

كما تتضمن الإجراءات الجديدة إعفاء الأفارقة من دفع رسوم التأخير المستوجبة على من تجاوز مدة الإقامة المسموح بها في إطار العودة الطوعية.

المصدر : الجزيرة