تونس.. المعارضة تتحدى السلطات بالدعوة لمظاهرة الأحد واعتقالات جديدة تطال قياديا في "النهضة"

12th anniversary since Tunisia's Jasmine Revolution
مظاهرة نظمتها جبهة الخلاص في يناير/كانون الثاني الماضي للمطالبة برحيل الرئيس سعيد (الأناضول)

دعت جبهة الخلاص الوطني المعارضة وحركة النهضة، المكون الأبرز فيها، أنصارهما للتظاهر يوم الأحد رغم قرار منع التظاهر، في حين واصلت السلطات حملة الاعتقالات بحق معارضين.

وقالت جبهة الخلاص -في بيان- مساء الخميس إن قرار والي تونس بمنع الجبهة من التظاهر يوم الأحد "تعسفي وباطل ومستند إلى أسباب لا تمت للقانون بصلة".

وكان والي تونس رفض السماح للجبهة تنظيم احتجاجات يوم الأحد بدعوى أن بعض قياداتها يواجهون اتهامات بـ"التآمر على أمن البلاد".

من جهتها، دعت حركة النهضة أنصارها وكل القوى الحية بالبلاد للتظاهر السلمي بقوة يوم الأحد بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس.

واستنكرت الحركة -في بيان- ما وصفتها بمحاولات التضييق وبث البلبلة بشكل غير قانوني من طرف والي تونس، مؤكدة أن الأخير ليس لديه الحق في منع الاحتجاجات.

وكانت السلطات اعتقلت مؤخرا 3 قياديين في جبهة الخلاص المعارضة، هم جوهر بن مبارك وشيماء عيسى ورضا بلحاج في إطار ما سمتها السلطات قضية التآمر على أمن الدولة.

واعتقل هؤلاء ضمن حملة طالت سياسيين وقاضيين ونقابيين ورجل أعمال بارزا ومدير إذاعة موزاييك الخاصة.

وفي حين يقول الرئيس التونسي قيس سعيد إن الاعتقالات تأتي في إطار المحاسبة وتطبيق القانون، تؤكد المعارضة أن الحملة ترمي لتصفيتها.

"خطوة تصعيدية"

وقبل المظاهرة المرتقبة لجبهة الخلاص الوطني، ينظم الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية بالبلاد) غدا السبت مظاهرة بالعاصمة التونسية وسط توترات متصاعدة بين المنظمة والسلطات.

وقبل الاحتجاج المرتقب الذي أعلنت بعض الأحزاب السياسية أنها ستشارك فيه، منعت السلطات التونسية مسؤول التعاون مع أفريقيا وآسيا بالنقابات الإسبانية ماركو بيريز مولينا، من دخول البلاد والمشاركة في الاحتجاج واعتبرته شخصا "غير مرغوب فيه".

وقال اتحاد الشغل -في بيان- إن السلطات رحلت مولينا بعيد وصوله لمطار تونس قرطاج، واعتبر أن منع النقابيين من القدوم لتونس "استهداف للاتحاد والعمل النقابي المستقل ويعمق من عزلة تونس".

وقرر الاتحاد الدعوة لاجتماع طارئ للرد على الخطوة التي وصفها بأنها "عدائية وتصعيدية"، وكانت السلطات التونسية طردت مؤخرا مسؤولة نقابية أوروبية كبيرة بعد مشاركتها في مظاهرة لاتحاد الشغل.

والخميس شن عمال السكك الحديدية التابعون للاتحاد إضرابا عطل حركة القطارات في كل أنحاء تونس.

ونظم اتحاد الشغل مؤخرا سلسلة من الاحتجاجات للتنديد بما قال إنه استهداف للعمل النقابي والحريات، وقال إنه لن يقبل بالاستبداد.

حملة الاعتقالات

في هذه الأثناء، اعتقلت السلطات التونسية الخميس القيادي في حركة النهضة الحبيب اللوز الذي كان نائبا في المجلس التأسيسي بعد الثورة عن الحركة وسبق له أن ترأسها بعد اعتقال راشد الغنوشي في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.

واللوز هو القيادي الرابع المعتقل من قادة النهضة بعد رئيس الحكومة السابق علي العريض ووزير العدل السابق نور الدين البحيري وفوزي كمون المدير السابق لمكتب رئيس الحركة راشد الغنوشي، إضافة إلى القيادي المستقيل من النهضة عبد الحميد الجلاصي.

من جهتها، دانت حركة النهضة -في بيان- اعتقال اللوز وما وصفته بتوسع حملة الاعتقالات العشوائية التي شملت رموز المعارضة السياسية، وأكدت وجود محاولة لترهيب كل صوت حر بعد العجز عن إدارة مشاكل البلاد الاجتماعية والاقتصادية، على حد تعبير البيان.

وفي بيان منفصل، نفت الحركة ما تردد عن اعتقال القيادي في الحركة الصادق شورو، وكان شورو ترأس الحركة بين عامي 1988 و1991.

وبالتزامن، رفضت محكمة تونسية الخميس طلبا للإفراج عن رئيس الحكومة السابق علي العريض المعتقل منذ ديسمبر/كانون الأول في إطار ما يعرف بقضية تسفير مقاتلين إلى سوريا، وتصف حركة النهضة الاتهامات ضد العريض وقياديين آخرين بالحركة بالملفقة.

وفي واشنطن، عبرت الخارجية الأميركية الخميس عن قلقها من حملة الاعتقالات بحق ناشطين في تونس بذريعة تواصلهم مع السفارة الأميركية هناك.

وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس "هذا جزء من وتيرة متصاعدة من الاعتقالات ضد من يعتبرون معارضين للحكومة"، مشيرا إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين في أنحاء العالم يلتقون شخصيات مختلفة في كل البلدان.

المصدر : الجزيرة + وكالات