تقرير حكومي كندي يكشف تعرض مؤسسات خيرية إسلامية لسياسة التمييز

مظاهرة سابقة ضد الإسلاموفوبيا في كندا (رويترز)

كشف تقرير حكومي كندي عن السياسة التمييزية التي تنتهجها وكالة "الإيرادات الكندية" -في عمليات التدقيق بحق الجمعيات الخيرية الإسلامية في البلاد- وسط مطالبات باتخاذ إجراءات جادة لمساءلة المتورطين.

وأصدر أمين المظالم لدافعي الضرائب في كندا، فرانسوا بويلو، تقرير "الأعمال الخيرية تبدأ بالعدل: استكشاف المزيد" -أمس الاثنين- والذي أقرّ بممارسة هذه الوكالة للتمييز العنصري بحق الجمعيات الخيرية الإسلامية.

وجاء العمل على التقرير استجابةً لطلب وزيرة الدخل القومي ديان ليبوثيلييه -في أغسطس/آب 2020- بعد عقد "القمة الوطنية للحكومة الكندية حول الإسلاموفوبيا" حيث أثارت المؤسسات الخيرية الإسلامية في كندا المخاوف حول تورّط وكالة "الإيرادات" في الإسلاموفوبيا.

وأوصى أمين المظالم -في تقريره- بإنشاء دورة تدريبية إلزامية حول "التحيز اللاواعي" لجميع موظفي مديرية الجمعيات الخيرية في وكالة "الإيرادات" خاصة أولئك المشاركين في عملية التدقيق من موظفين ومديرين.

وعاد بويلو ليقول "أتفهم أن العديد من الكنديين لديهم توقعات كبيرة من تقريرنا، ولكن بسبب العقبات التشريعية والإدارية التي واجهناها، لم نتمكن من الإجابة بشكل كامل عن تساؤلات الوزير".

وأضاف "مع ذلك، أنا واثق من أن هذا التقرير يمثل خطوة أولى مهمة نحو زيادة الوعي بالفرص المتاحة لتحسين خدمات وكالة الإيرادات لكل من المؤسسات الخيرية الإسلامية والجمعيات الخيرية بشكل عام".

وقد رحبت وزيرة الدخل القومي بالتقرير وتوصياته التي قالت إنها تأخذها على محمل الجد، وأشارت إلى أن وكالة "الإيرادات" بدأت بالفعل اتخاذ إجراءات نحو ضمان معاملة المؤسسات الخيرية الإسلامية بشكل عادل وبعيدا عن التحيز.

وأكدت الوزيرة أن "الحكومة تقف مع المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء كندا وتدعمها وتجدد تأكيدها على التزامها باتخاذ إجراءات لإدانة ومعالجة الإسلاموفوبيا والعنف الذي يغذي الكراهية والتمييز المنهجي أينما وُجد".

على الجانب الآخر، جدد "المجلس الوطني للمسلمين الكنديين" -إحدى أبرز المنظمات الإسلامية في البلاد- دعوته للحكومة الفدرالية لتعليق عمل قسم المراجعة والتحليل التابع لوكالة "الإيرادات" في ضوء التقرير الصادر عن أمين المظالم.

وندد بيان المجلس بـ "غياب الشفافية والمساءلة في التقرير" مستشهدا بما ورد في تقرير مكتب أمين المظالم بأن "مستوى وصولهم للمعلومات المتعلقة بنتائج تدقيق وكالة الإيرادات هو المستوى ذاته الذي يستطيع أي فرد من العامة الوصول إليه".

وأكد "خطورة أن تكون هيئة الرقابة غير قادرة على الإشراف الفعّال على الوكالة المكلفة بمراقبتها" مشيرا إلى أن "هذا التقرير لن يعالج جذر المشكلة بدون آلية للمساءلة".

وقد ارتفع عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في كندا، بين عامي 2020 و2022، وفق تقرير هيئة الإحصاء الحكومية.

وكشف التقرير أن جرائم الكراهية المبلغ عنها لدى الشرطة زادت بنسبة 71%، وسجلت هجمات الكراهية زيادة من 84 هجمة عام 2020 إلى 144 هجمة كراهية عام 2021.