مؤسس كتيبة طولكرم وأول شهدائها.. من أمير أبو خديجة الذي اغتالته إسرائيل؟

أمير عماد أبو خديجة
أبو خديجة أول شهداء رمضان ورقم 90، من مجموع الشهداء الذين اغتالهم إسرائيل منذ بداية العام الجاري بالضفة (مواقع التواصل)

نابلس- وقع خبر استشهاد المقاوم الفلسطيني أمير أبو خديجة (25 عاما) كالصاعقة على مدينة طولكرم خاصة والضفة الغربية بشكل عام، وذلك بعد أن استهدفته قوات الاحتلال داخل أحد المنازل في قرية جنوب طولكرم.

وفي بيان مقتضب -وصل الجزيرة نت- أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهيد أبو خديجة أحد أبرز قادة ومؤسسي "كتيبة طولكرم- مجموعة الرد السريع" وصل إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي مصابا برصاص في الرأس، أدى إلى تهتك كامل في الجمجمة وخروج الدماغ منها، وهو ما يشير إلى استهداف الشهيد بشكل مباشر ومن مسافة قريبة.

إعدام بدم بارد

وقبيل الثامنة من صباح اليوم الخميس حاصرت وحدات خاصة إسرائيلية بناية في قرية عزبة شوفة جنوب مدينة طولكرم، لتساندها بعد وقت قصير قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي وتقتحم شقة سكنية داخل البناية، وتقوم باغتيال أبو خديجة بداخلها.

وفي التفاصيل، يقول عزمي صالح رئيس مجلس القرية للجزيرة نت إن الشهيد كان مطلوبا للاحتلال، وقد حاصرته قوة إسرائيلية داخل منزل صديق له في البلدة، وبدأت بإلقاء قنابل متفجرة تجاه المنزل، ثم أطلقوا النار بشكل مباشر تجاه المقاوم الفلسطيني "في عملية إعدام مباشرة وفق ما يظهر".

وقد أحدثت كميات كبيرة من الرصاص ثقوبا بجدران المنزل، وهو بعكس ادعاء جيش الاحتلال أن المطلوب أبو خديجة بادر بإطلاق النار صوب جنوده، وأن اشتباكا مسلحا دار معه وأدى لاستشهاده.

وتابع صالح أن الجيش أصاب صاحب المنزل وائل صالح برأسه وكتفه بجراح واقتاده معتقلا، وأن بقعا من الدماء ظهرت عند مدخل المنزل تؤكد قيام الجنود "بسحب المصاب أرضا وهو ينزف"، ولفت إلى أن الجنود حطموا المنزل المستهدف وعاثوا خرابا كبيرا بأثاثه ومحتوياته.

صور من وداع وتشييع جثمان الشاب أمير أبو خديجة في مدينة طولكرم
تشييع جثمان الشاب أمير أبو خديجة في مدينة طولكرم (مواقع التواصل الاجتماعي)

أول شهداء رمضان

ويعتبر أبو خديجة أحد أبرز مؤسسي "كتيبة طولكرم- مجموعة الرد السريع، وهو الذي قرأ بيانها الأول في أول مؤتمر صحفي عقدته الكتيبة معلنة انطلاقتها في ميدان جمال عبد الناصر وسط مدينة طولكرم في 22 فبراير/شباط الماضي.

وهو الشهيد الأول في شهر رمضان، ورقم 90، من مجموع الشهداء الذين اغتالهم إسرائيل منذ بداية العام الجاري بالضفة الغربية.

وجاء في بيان الكتيبة آنذاك "لقد ظهرنا اليوم لنزف إليكم خبر تأسيس مجموعة الرد السريع"، وذلك أسوة بكتائب المقاومة في نابلس وجنين وغيرهما، وحذَّرت الكتيبة الاحتلال من أي اقتحام لطولكرم وأعلنت تصديها له.

ولد الشهيد أمير عماد أبو خديجة في مدينة طولكرم، ودرس في مدارسها مراحله الأساسية والثانوية، وأكمل دراسته العليا في كلية الرياضة بجامعة فلسطين التقنية (جامعة خضوري) في المدينة نفسها.

ويتوسط أمير أشقاءه الستة (3 ذكور و3 إناث) والذين تميزوا بتفوقهم في مدارسهم وجامعاتهم، وتوصف عائلتهم بالمتعلمة والمثابرة، فوالده موظف عمومي بدرجة مدير في وزارة التنمية الاجتماعية، ووالدته معلمة متقاعدة.

وبعد إنهاء تعليمه الجامعي التحق أمير بجهاز الأمن المعروف بـ"حرس الرئاسة" التابع للسلطة الفلسطينية، قبل أن يقدم استقالته فيه ويغادره إلى سوق العمل الحر كسائق مركبة للنقل الخاص والعمل بورشة لحجر البناء.

أبرز المطلوبين

وقبل نحو 3 سنوات اعتقل أمير الموصوف بالتزامه الديني وأخلاقه الحميدة وشخصيته الجريئة والجدية لدى الاحتلال الإسرائيلي لنحو عام، ليصبح وقبل أشهر عدة أبرز المطلوبين للاحتلال في المدينة لا سيما بعد أن التحق بصفوف المقاومة فيها.

ويقول عماد أبو خديجة (أبو الأمين) والد الشهيد أمير للجزيرة نت إنه لم ير نجله منذ أشهر، حيث كان مطاردا لقوات الاحتلال، التي فشلت باعتقاله رغم اقتحامها لمنزلهم وللمدينة مرات عديدة.

وتظهر مقاطع فيديو رباطة جاش الشهيد أمير خلال اشتباكه وتصديه لجيش الاحتلال الذي توغل إلى مدينة طولكرم مرات عدة.

كما تظهر صفحة أمير على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) دعمه للمقاومة والمقاومين، وانتقاده للسلطة الفلسطينية و"التنسيق الأمني".

صور من وداع وتشييع جثمان الشاب أمير أبو خديجة في مدينة طولكرم
قوات الاحتلال اغتالت أبو خديجة بدم بارد (مواقع التواصل الاجتماعي)

الثأر قادم

وفي بيان لها اليوم وعقب استشهاد أمير نعت "كتيبة طولكرم" شهيدها، وقالت إنه أول شهدائها، وأكدت أنها تسير على دربه "حتى الشهادة أو النصر"، وأن "ثأر أميرنا سندركه قريبا بإذن الله الجبار".

ورغم الظهور القريب لها فإن مقاومة كتيبة طولكرم سبقت صيتها، لا سيما وأنها تبنت وعبر بياناتها أكثر من عمل مقاوم ضد نقاط الاحتلال العسكرية المحيطة بالمدينة.

ويقول سامي الساعي الصحفي والناشط في متابعة شؤون طولكرم إن ظهور "كتيبة طولكرم" الذي رآه الكثيرون بسيطا جدا ولا ينم عن مجموعة منظمة وقوية عكسه فعل كبير للكتيبة، وأنهم في المدينة باتوا يسمعون بأعمال الكتيبة ومقاومتها دون أن يروا أي استعراض لأفرادها منذ انطلاقتها، وأن هذا أمر إيجابي ويحسب للكتيبة.

وأضاف الساعي للجزيرة نت أن قوة الكتيبة جاءت اليوم باغتيال "أحد قادتها وقارئ بيانها الأول"، وهو ما يدل على أنها تعمل بإخلاص وحنكة وأنها "أوجعت الاحتلال فعلا".

ومن مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي انطلق موكب تشييع الشهيد إلى مقبرة طولكرم الغربية وسط هتافات تمجيد للشهيد ومؤازرة لأهله ودعوات للانتقام والثأر من الاحتلال.

المصدر : الجزيرة