قبيل وصول شي لموسكو.. بوتين يرحب بالدور الصيني لحل الأزمة مع أوكرانيا وواشنطن ترفض أي دعوات للهدنة خلال الزيارة

Shanghai Cooperation Organization summit in Samarkand
هذه الزيارة الأولى للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا (رويترز-أرشيف)

رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعداد الصين للقيام بدور "بناء" في حل الأزمة الأوكرانية، وذلك قبيل ساعات من زيارة نظيره الصيني شي جين بينغ لموسكو. في حين أعلنت واشنطن رفضها أي دعوات صينية "محتملة" لهدنة في أوكرانيا في أعقاب زيارة المسؤول الصيني لروسيا.

وتعليقا على الزيارة المرتقبة اليوم الاثنين، قال بوتين -في مقال له بصحيفة الشعب الصينية- إنه يثمن ما سماه الموقف الوازن للصين إزاء النزاع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو وبكين تدعمان إقامة نظام عالمي عادل قائم على القانون الدولي.

ورأى بوتين أن الصداقة المتينة بين البلدين تزداد عمقا، وأن علاقاتهما مستمرة في النمو، ومتفوقة على التحالفات العسكرية والسياسية للحرب الباردة، منوها إلى أن التعاون الإستراتيجي بين البلدين شامل ودخل عصرا جديدا، وفق تعبيره.

وأكد بوتين أنه يبني آمالا كبيرة على زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو، متوقعا أن يتجاوز حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين 200 مليار دولار هذا العام.

من جهته، قال الرئيس الصيني اليوم الاثنين إن اقتراح بلاده بشأن كيفية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية، ويسهم في تفادي عواقب الأزمة، مقرا في الوقت ذاته بأن الحلول قد لا تكون سهلة.

وكتب شي -في مقال بصحيفة روسيسكايا جازيتا اليومية التي تصدرها الحكومة الروسية- أن "المشاكل المعقدة ليست لها حلول بسيطة".

رفض أميركي

في المقابل، أكد البيت الأبيض رفضه أي دعوات صينية لهدنة في أوكرانيا في أعقاب الاجتماع بين الرئيسين الصيني والروسي.

وقال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي -في مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية- "إذا أدى اجتماع اليوم الاثنين بين شي وبوتين إلى أي دعوة لهدنة، فسيكون ذلك غير مقبول، لأنه يعد تصديقا على الغزو الروسي".

وأضاف كيربي أن "موسكو وبكين تريدان الإخلال بالنظام العالمي، وإعادة كتابة قواعد اللعبة على المستوى العالمي".

وتابع إن "الصين وروسيا تتضايقان من هذا النظام الدولي القائم على القواعد والذي أنشأته الولايات المتحدة والعديد من حلفائها وشركائها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".

وكتبت متحدثة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ -في تغريدة لها على تويتر الجمعة الماضي- "بناء على دعوة من الرئيس الروسي سيجري الرئيس شي زيارة رسمية لروسيا خلال الفترة بين 20 و22 مارس/آذار الجاري".

وكانت الصين كشفت في 24 فبراير/شباط الماضي عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلميا"، وشددت على ضرورة استئناف ما وصفته بالحوار المباشر بين البلدين في "أقرب وقت".

ونصت بنود المقترح على ضرورة احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة.

عجز تكتيكي

ميدانيا، قال المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات المسلحة الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي إن القوات الروسية غير قادرة من الناحية التكتيكية على استكمال عملية الاستيلاء على باخموت (شرقي البلاد).

وأشار تشيرفاتي -في تصريحات صحفية- إلى إن من الصعب وصف تحركات الروس في منطقة باخموت بأنها عملية هجومية إستراتيجية كبيرة.

وأضاف أن "القيادة والعمليات الأوكرانية على الأرض تخطط للدفاع كما ينبغي، وهو ما يستنزف العدو ويحطم معنويات القوات الروسية ومليشيا فاغنر". ورأى أن تصريحات مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين حول نقص الذخيرة "إشارة استغاثة لقيادة الاتحاد الروسي، وهذه التصريحات هي أفضل عامل مثبط للهمم للقوات الروسية".

وكان أندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني أعلن -في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الأحد- أن قوات بلاده تواصل الدفاع عن المدينة، مشيرا إلى أن الاشتباكات مع القوات الروسية ما زالت مستمرة فيها.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر الجيش في وقت سابق بتعزيز الانتشار العسكري للدفاع عن المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ شهور.

وفي السابع من مارس/آذار الجاري، أظهرت خرائط نشرها المعهد الأميركي لدراسة الحرب أن روسيا تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت، وقال المعهد إن قرار الدفاع عنها يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية، وإن المدينة أصبح لها بعد إستراتيجي من هذه الزاوية تحديدا.

وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، واكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء.

المصدر : الجزيرة + وكالات