قصف مكثف على 50 مدينة أوكرانية.. وكييف تعزز قواتها لشن هجوم مضاد في باخموت
أعلنت أوكرانيا استمرار الهجمات الروسية على جبهات عدة شرقي البلاد، مؤكدة أن مدينة باخموت لا تزال بؤرة القتال الرئيسية، وكشفت عن ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب حتى اليوم الأحد.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية تحاول اختراق الدفاعات الأوكرانية في مدن أفدييفكا ومارينكا وشاختار، بمقاطعة دونيتسك، وكوبيانسك في مقاطعة خاركيف، وإن القوات الأوكرانية تتصدى لها.
وأشارت إلى أن القوات الجوية الروسية قصفت أكثر من 50 بلدة شرقي وجنوبي البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية.
باخموت.. هجوم مضاد
في المقابل، قالت وسائل إعلام روسية إن القوات الأوكرانية تحاول شن هجمات مضادة على مواقع قوات فاغنر في مدينة باخموت، وأضافت أن معارك عنيفة تدور في جميع أنحاء المدينة وتقترب أكثر إلى وسطها، وأن القوات الأوكرانية تدفع بمزيد من الدعم لقواتها في المدينة، مشيرة إلى أن قوات فاغنر تواصل تقدمها رغم ضراوة المعارك.
وفي باخموت بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، قال المتحدث باسم قيادة العمليات الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي إن وحداته قادرة على تنفيذ عمليات لإجلاء المدنيين والجرحى من العسكريين عن المدينة.
بدوره، قال أندري يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأحد، إن قوات بلاده تواصل الدفاع عن مدينة باخموت، وأوضح أن الاشتباكات مع القوات الروسية ما زالت مستمرة في المدينة.
وفي السابع من مارس/آذار الجاري، أظهرت خرائط نشرها المعهد الأميركي لدراسة الحرب أن روسيا تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت، وقال المعهد إن قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية، وإن المدينة أصبح لها بعد إستراتيجي من هذه الزاوية تحديدا، وفق ما نقلت شبكة "يورو نيوز" الأوروبية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمر الجيش بتعزيز الانتشار العسكري للدفاع عن المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ شهور.
وتعد معركة باخموت أطول المعارك منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وقد اكتسبت طابعا رمزيا لكييف وموسكو على حد سواء.
خسائر روسيا
من ناحية أخرى، أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الأحد، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس -منذ بداية الحرب الروسية على البلاد حتى اليوم- إلى 164 ألفا و910 جنود، من بينهم 710 جنود قتلوا خلال أمس السبت فقط.
وقال بيان لهيئة الأركان الأوكرانية، في صفحتها على فيسبوك وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" اليوم الأحد، إن القوات الأوكرانية دمرت 5332 دبابة، و6853 مركبة قتالية مدرعة، و2568 من أنظمة المدفعية، و507 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و268 من أنظمة الدفاع الجوي.
وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 305 طائرات، و290 مروحية، و2159 طائرة مسيرة، و907 صواريخ كروز، و18 سفينة حربية، و5408 من المركبات وخزانات الوقود، و262 من وحدات المعدات الخاصة.
الوساطة الصينية
سياسيا، وعشية زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن من الواضح أن الصين تدعم روسيا ضمنيا، فهي لم تدن الحرب ولم تطبق العقوبات على روسيا.
وأضاف كيربي أن خطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها بكين في أوكرانيا غير مقبولة، لأنها تمنح الشرعية لبوتين على الأراضي التي احتلتها روسيا، حسب قوله.
وكانت للمسؤول الأميركي تصريحات أخرى بشأن الصين وروسيا اتهم فيها البلدين بمحاولة زعزعة النظام الدولي، وأضاف أن البلدين لا يريدان نظاما عالميا تقوده الولايات المتحدة.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده كانت تتطلع إلى حل سلمي للوضع في دونباس، لكن الغرب كان يجهز أوكرانيا للقتال، وأكد أنه يتعين على روسيا بذل مزيد من الجهود لتطوير قواتها.
وسبقت تصريحات بوتين جولة قام بها في الأراضي الأوكرانية التي ضمتها موسكو، إذ أعلن الكرملين أن بوتين زار مدينة ماريوبول، في إقليم دونباس، للمرة الأولى منذ بداية الحرب، وتفقد عددا من المنشآت والمرافق بالمدينة.
وقال الكرملين إن بوتين وصل إلى ماريوبول في مروحية، قبل أن تقله سيارة خاصة في جولة بشوارع المدينة.
كما زار بوتين -في وقت سابق- مقاطعة روستوف، جنوبي روسيا، حيث اجتمع بمركز قيادة العملية العسكرية في أوكرانيا.
وقال الكرملين إن بوتين استمع إلى تقارير من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف وعدد من القادة العسكريين.
وسبقت زيارة بوتين لماريوبول زيارة مفاجئة قام بها أمس السبت لشبه جزيرة القرم، في الذكرى التاسعة لضمها إلى روسيا. كما زار ميناء سيفاستوبول الذي يعد مقرا رئيسا للأسطول الروسي في البحر الأسود.
وفي تطورات أخرى، قال سلاح الجو البريطاني إن مقاتلة تابعة له، وأخرى من القوات الجوية الألمانية، اعترضتا، للمرة الثانية خلال أسبوع، طائرة عسكرية روسية، قبالة ساحل إستونيا، في إطار عمل الشرطة الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وأشارت بريطانيا إلى أن الطائرة العسكرية الروسية هي طائرة نقل، وكانت ترافقها مقاتلتان من طراز "سوخوي سو-27" (Sukhoi Su-27) إضافة إلى طائرة نقل عسكرية أخرى.
من ناحية أخرى، تعليقا على حادث سقوط مسيرة أميركية الأسبوع الماضي في البحر الأسود، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن مهام الطائرات ليست سلمية، واتهم من سماهم "مشغلي تلك المسيرات" بالانخراط في الصراع ضد روسيا.