مواجهات بين أنصاره والشرطة الباكستانية.. القضاء يؤجل محاكمة عمران خان ويلغي أوامر اعتقاله

أوقف القضاء الباكستاني، اليوم السبت، أوامر اعتقال رئيس الوزراء السابق عمران خان على خلفية قضية التصرف بهدايا ثمينة كما أجّل جلسة محاكمته إلى نهاية الشهر، فيما شهدت العاصمة إسلام آباد مساء اليوم مواجهات بين أنصار خان وقوات الأمن بمناسبة قدوم رئيس الوزراء السابق إلى المحكمة العليا للمثول أمامها بشأن الاتهامات الموجهة إليه في ملف الهدايا.

وذكر مراسل الجزيرة نت في باكستان محمد العقاد أن قاضي محكمة المقاطعة والجلسات في إسلام آباد أوقف أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الباكستاني السابق وزعيم حزب إنصاف عمران خان.

وقد صدر حكم اليوم في قضية "توشاخانا" (صندوق الهدايا)، بعد أن أثبت عمران خان حضوره في المحكمة العليا، ما سمح له بالمغادرة بعد أن شهد المجمع القضائي اشتباكات بين الشرطة وأنصار خان.

كما أمر القاضي بتأجيل جلسة محاكمة خان حتى 30 مارس/آذار الجاري، وأبلغ الأطراف في القضية أن المرافعات ستتم خلال الجلسة المقبلة وأمر خان أيضا بضمان حضوره.

وبعدما أثبت حضوره أمام المحكمة في القضية الخاصة بالتصرف في هدايا ثمينة، توجه عمران خان إلى منزله في مدينة لاهور شمال غربي باكستان.

وكان مراسل الجزيرة ذكر في وقت سابق اليوم أن مواجهات اندلعت بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لرئيس الوزراء الباكستاني السابق في محيط المجمع القضائي وسط العاصمة، وأضاف أن الشرطة استخدمت قنابل الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا برشق الشرطة بالحجارة.

واتهمت الشرطة أنصار خان برشق قواتها بالحجارة، وأضافت أن المتظاهرين من أنصاره اعتدوا على المجمع القضائي وأضرموا النار في مركز شرطة.

في المقابل، قالت حركة إنصاف -التي يتزعمها عمران خان- إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز بكثافة على أنصارها قرب المجمع القضائي، واستهدفت سيارة خان لمنع مثوله أمام المحكمة.

تهديد لحياته

ونقلت وكالة رويترز عن عمران خان قوله إن هناك تهديدا أكبر لحياته أكثر من ذي قبل.

وأضاف خان أن الخصوم السياسيين والمؤسسة العسكرية يحاولون منعه من العودة إلى السلطة، وهو الذي أطيح به عبر سحب البرلمان الثقة من حكومته العام الماضي.

كما وجّه خان رسالة إلى مؤيديه من داخل سيارته بعد خروجه من مدينة لاهور حذرهم فيها من وجود مخطط لاعتقاله في إسلام آباد.

وأضاف -عبر حسابه على تويتر- أن السلطات تسعى إلى اعتقاله رغم الإفراج عنه بكفالة في جميع القضايا التي يلاحق بسببها، معتبرا أن الهدف من "حصار" لاهور لم يكن لضمان مثوله أمام المحكمة، بل لسجنه حتى لا يتمكن من قيادة الحملة الانتخابية، على حد وصفه.

بدوره، وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في تغريدة له تصرفات عمران خان خلال الأيام الماضية بالغريبة، قائلا إنها "تكشف ميوله الفاشية"، واتهم شريف سلفه خان باستخدام الشعب دروعا بشرية وإلقاء القنابل الحارقة على الشرطة.

اقتحام الشرطة

وقد نقل مراسل الجزيرة عن مصادر تأكيدها اقتحام عناصر الشرطة منزل عمران خان في لاهور، وقالت شرطة لاهور إنها صادرت أسلحة وذخائر من المنزل، وأوردت وكالة رويترز نقلا عن قائد شرطة إقليم البنجاب أن الأمن اعتقل 61 شخصا في محيط منزل خان.

ونقل مراسل الجزيرة عن مسؤول في حكومة إقليم البنجاب أن الشرطة ستعمل مع الإدارة المدنية لإزالة خيام مؤقتة كان مؤيدو خان قد نصبوها في محيط منزله وأقاموا فيها بطريقة عشوائية وغير قانونية للتصدي لقوات الأمن التي كانت تحاول اعتقاله الأسبوع الماضي.

وكانت محكمة إسلام آباد العليا قد منعت الشرطة من اعتقال خان أثناء تنقله بين لاهور وإسلام آباد.

وكانت محكمة لاهور علقت مساء أمس الجمعة أوامر القبض على رئيس حركة إنصاف في قضية توشاخانا الجنائية أو ما يعرف بـ"صندوق الهدايا".

ويتوقع توجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء السابق في القضية، وقال عمران خان إنه يواجه 94 قضية.

منع التجمعات

وأعلنت الإدارة المدنية للعاصمة إسلام آباد فرض قانون منع التجمعات، وأمرت بنقل مقر محاكمة عمران خان من مجمع المحاكم الابتدائية إلى المجمع القضائي الذي نُشرت في محيطه أعداد إضافية من قوات الأمن.

كما أصدرت الإدارة تعليمات بضرورة وصول خان ومحاميه فقط إلى المجمع القضائي.

المصدر : الجزيرة + وكالات