ترحيب أميركي أوروبي بقرار الجنائية الدولية ضد بوتين وموسكو تعتبره بلا قيمة

Russian President Vladimir Putin chairs a meeting on the development of the Far East, in Ulan-Ude
موسكو اعتبرت إصدار مذكرة باعتقال الرئيس بوتين لا أهمية له على الإطلاق (رويترز)

تواصلت التفاعلات الدولية ردا على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي حين كان القرار محل ترحيب أميركي وأوروبي، اعتبرته موسكو مستفزا وغير مقبول.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن قرار الجنائية الدولية مستفز وغير مقبول، وإن موسكو لا تعترف بالمحكمة ولا قيمة لقراراتها قانونيا.

كما قالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن قرار إصدار مذكرة باعتقال الرئيس بوتين لا أهمية له على الإطلاق، مشيرة إلى أن بلادها ليست عضوا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ولا مسؤوليات لديها تجاه المحكمة.

من جهته، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا إن الدول الغربية تتجاهل الأدلة على ما وصفها بجرائم ارتكبتها أوكرانيا.

وأكد نيبينزيا أن موسكو تعمل على إنشاء محكمة دولية، متجذرة في القانون الدولي، لمحاسبة الأوكرانيين والغربيين الذين ارتكبوا جرائم في أوكرانيا.

وتعليقا على الرفض الروسي للقرار، قال المتحدث باسم الجنائية الدولية فادي العبد الله إن القرار ملزم رغم عدم عضوية روسيا في نظام روما، مضيفا -في اتصال مع شبكة الجزيرة- أن اختصاص المحكمة يشمل الانتهاكات المرتكبة على الأراضي الأوكرانية.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في تصريحات متلفزة من البيت الأبيض إن الحكومة الأميركية تضمن أن يستعيد المودعون أموالهم من البنوك الأميركية.
بايدن اعتبر قرار الجنائية الدولية مبررا (رويترز)

قرار مبرر

في المقابل، رحبت الولايات المتحدة بإصدار المذكرة ضد بوتين، وقال الرئيس جو بايدن إن مذكرة الاعتقال الصادرة عن الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي مبررة "وإن بوتين ارتكب بوضوح جرائم حرب".

وأضاف بايدن أنه بالرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة، فإن إصدارها المذكرة يمثل نقطة تحول قوية.

كما نقلت وكالة الأناضول عن أدريانا واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض قولها إنه لا شك أن روسيا ترتكب جرائم حرب في أوكرانيا، مؤكدة ضرورة محاسبة المسؤولين عن ذلك.

وقد علقت السفارة الروسية بواشنطن على الموقف الأميركي من مذكرة اعتقال الرئيس بوتين بقولها إن هذا يعكس حالة فُصام في الشخصية، لأن واشنطن ترفض موقف المحكمة عندما تنتقدها على جرائمها، حسب تعبير السفارة.

وأضافت في بيان أن المسؤولين الأميركيين يسمحون لأنفسهم بالإدلاء بتصريحات غير مقبولة بشأن الرئيس بوتين، لكنهم يلتزمون الصمت عمدا بشأن الفظائع الوحشية التي ارتكبتها بلادهم في العراق وغيره.

ترحيب أوروبي

وفي السياق ذاته، أعلن الاتحاد الأوربي دعمه لقرار الجنائية الدولية وتحقيقها، وقال مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل "لن يكون هناك مجال للإفلات من العقاب".

وأضاف بوريل أن قرار المحكمة هو البداية في مسلسل المحاسبة، وتحميل المسؤولين الروس المسؤولية عن الجرائم والفظاعات التي ارتكبوها بأوكرانيا.

وعلى الجانب الأوكراني، وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي -في خطابه المسائي أمس الجمعة- قرار الجنائية الدولية بحق بوتين بالتاريخي.

وأعرب زيلينسكي عن امتنانه لفريق المدعي العام للمحكمة كريم خان وللجنائية الدولية "ولكل شخص في العالم يساعد أوكرانيا في الكفاح من أجل العدالة".

Russian Presidential Commissioner for Children's Rights Maria Lvova-Belova meets with Russian President Vladimir Putin outside Moscow
الرئيس بوتين ومفوضة حقوق الطفل بالرئاسة الروسية ماريا بيلوفا (رويترز)

جرائم مزعومة

وكانت الدائرة التمهيدية الثانية بالجنائية الدولية قد أصدرت الجمعة مذكرتي توقيف بحق بوتين ومفوضةِ حقوق الطفل في الرئاسة الروسية ماريا بيلوفا.

وقال كريم خان إن من الممكن محاكمةَ الرئيس الروسي "بسبب جرائم مزعومة في وقت ما" مضيفا أنه لا أحد مستثنىً من المحاسبة.

وشدد على أنه لا ينبغي لأحد أن يشعر أنه يمكن أن يتصرف دون محاسبة، وأن يرتكب أعمال إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب ويفلت من العقاب.

وقال بيان للمحكمة الدولية إن هناك أسبابا معقولة لتحميل الرئيس الروسي المسؤولية الجنائية الفردية عن جرائم سجلت في أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط السنة الماضية.

المصدر : الجزيرة + وكالات