أحبطت محاولة انسحاب أوكرانية.. موسكو تتقدم في باخموت وواشنطن ترفض وقف إطلاق النار

Ukrainian service members ride atop of a tank outside of the frontline town of Bakhmut
جنود أوكرانيون فوق دبابة على تخوم باخموت (رويترز)

أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا اليوم الجمعة إحباط محاولات انسحاب أوكرانية من باخموت شرقي أوكرانيا. في المقابل، جددت الإدارة الأميركية رفضها أي دعوة من شأنها إرساء وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال الوقت الحالي.

يأتي هذا في وقت قالت فيه روسيا إن ما ترسله دول الغرب من أسلحة إلى أوكرانيا ستُدمر بعدما تعهدت بولندا وسلوفاكيا، العضوان بحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)، بإرسال مقاتلات "ميج-29" (MIG-29) إلى كييف.

وأعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية (موالية لموسكو) دنيس بوشيلين أن القوات الروسية منعت محاولات عدة لفصائل أوكرانية من مغادرة أرتيوموفسك (التسمية الروسية لباخموت).

وأضاف بوشيلين في تصريحات للقناة الأولى الروسية، أن الوضع يسير بشكل مرن نحو "تحرير باخموت"، مؤكدا أن الوحدات الروسية تمكنت من تثبيت أقدامها في المنطقة الصناعية للمدينة.

من جانبها، قالت الاستخبارات البريطانية إن العديد من الوحدات من الجيش الروسي، بالإضافة إلى مقاتلي شركة فاغنر الروسية، حظيت بموطئ قدم على الضفة الغربية لنهر باخموتكا، التي كانت تشكل سابقا خط المواجهة للقتال من أجل السيطرة على المدينة.

بدوره، قال موقع "ريبار" العسكري الروسي إن قوات مجموعة فاغنر الروسية تواصل الضغط على القوات الأوكرانية في باخموت من الجهتين الشمالية والجنوبية للمدينة، في مسعى لتطويقها من كل الاتجاهات.

وأضاف الموقع أن قتالا عنيفا يدور في بعض الأحياء وسط وشمالي المدينة، مشيرا إلى أن أعنف تلك المعارك تدور داخل المنطقة الصناعية وفي بلدة أريخوفو-فاسيليفكا شمال غرب باخموت.

في المقابل، قالت هيئة أركان الجيش الأوكراني اليوم الجمعة إن القوات الروسية تواصل محاولات التقدم نحو مدينة باخموت رغم الخسائر التي تتكبدها، وأضافت أن القوات الأوكرانية صدت أكثر من 70 هجوما على محاور القتال خلال الساعات الماضية.

كما أكدت هيئة الأركان الأوكرانية أن القوات الروسية شنت هجمات وصفتها بالفاشلة نحو منطقة مارينكا بجنوب دونيتسك، في حين شهدت كل من أفدييفكا وليمان وشاختار في دونيتسك وكوبيانسك في مقاطعة خاركيف (شمال شرق) محاولات اختراق لخطوط الدفاع الأوكرانية.

وكانت وسائل إعلام ذكرت أن قوات فاغنر وصلت إلى بلدة خروموفو، التي تقع شمال غرب باخموت على طريق الإمداد الأخير للجيش الأوكراني بالمدينة.

وقالت المصادر إن معارك عنيفة تدور في محيط البلدة بعد سيطرة قوات المجموعة الروسية ناريا على الطريق الذي يمر داخل خروموفو باتجاه مدينة تشاسوف يار المجاورة.

ومع اقتراب المعارك في باخموت من إكمال شهرها الثامن، يكثف الروس الضغط للاستيلاء على باخموت سعيا لتحقيق أول انتصار منذ أشهر، في حين يتشبث الأوكرانيون بالمدينة لأن سقوطها يفتح الطريق أمام القوات الروسية للتقدم نحو مدن رئيسية في دونيتسك على غرار كراماتورسك وسلوفيانسك.

محاولة إنزال بخيرسون

وفي المحور الجنوبي، قال حاكم مقاطعة خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو اليوم الجمعة إن المدفعية الروسية أحبطت عملية إنزال للقوات الأوكرانية على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.

وأضاف سالدو أن نيران المدفعية الروسية أغرقت بارجة أوكرانية على متنها كتيبة إنزال كانت تحاول العبور في منطقة سد كاخوفكا إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو.

وتحدث المسؤول الموالي لموسكو عن مقتل عشرات الجنود الأوكرانيين خلال هذه العملية، مشيرا إلى أن ما وقع يعد أكبر محاولة عبور أوكرانية للنهر خلال الفترة الماضية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استعادت القوات الأوكرانية مدينة خيرسون -التي تعد المدينة الرئيسية بجنوبي أوكرانيا- ولكن القوات الروسية لا تزال تسيطر على مناطق بالمقاطعة تقع على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو.

طائرات الناتو

سياسيا، قالت وزارة الخارجية الروسية إن على سلوفاكيا إدراك أن مشاركتها النشطة في دعم كييف عسكريا تنذر بتصعيد خطير وغير متوقع للنزاع.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، انضمت سلوفاكيا إلى بولندا لتكون ثاني دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تتخذ قرارا بإرسال مقاتلات إلى أوكرانيا.

وأعلن رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغير اليوم الجمعة أن بلاده وافقت على إرسال 13 مقاتلة من طراز "ميغ-29" روسية الصنع إلى أوكرانيا.

وكان الرئيس البولندي أندريه دودا قد أعلن أمس الخميس أن بلاده ستسلم خلال الأيام المقبلة دفعة أولى من 4 مقاتلات من الطراز نفسه إلى أوكرانيا.

من جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن قرار بولندا وسلوفاكيا تزويد أوكرانيا بمقاتلات "ميغ-29" مثال على زيادة عدد من دول الناتو مشاركتها في الصراع.

واستبعد المسؤول الروسي أن يؤثر توريد هذه الطائرات على نتيجة العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مشددا على أن جميع الطائرات المقاتلة التي سترسلها دول الغرب إلى أوكرانيا ستُدمر.

وأقر بيسكوف في تصريحات لنيوزويك بأن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا طالت أكثر مما كان مخططا لها في البداية، وتطورت إلى صراع مع حلف الناتو بأكمله.

واتهم الغرب بالمشاركة مباشرة في الصراع من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة، وحذرت موسكو من قبل أن أسلحة الحلف ستكون أهدافا مشروعة لقواتها.

وبعد تعهد حلفائها الغربيين بتزويدها بدبابات متطورة على غرار "ليوبارد 2″ الألمانية و"أبرامز" الأميركية و"تشالنجر" البريطانية، تضغط كييف من أجل الحصول على طائرات "إف-16″ (F-16)، لكن الحلفاء يمتنعون عن تلبية طلبها حتى الآن.

وفي السياق، أجرى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك محادثات هاتفية مع زيلينسكي، وقال بيان صادر عن مكتب سوناك إنهما ناقشا تطورات الوضع العسكري في مدينة باخموت، واتفقا على ضرورة حصول أوكرانيا على القدرات اللازمة لتغيير المعادلة على الأرض في أقرب وقت.

رفض أميركي

وفي واشنطن، جددت الإدارة الأميركية رفضها أي دعوة من شأنها إرساء وقف لإطلاق النار في أوكرانيا خلال الوقت الحالي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن واشنطن لا تؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار في هذا الوقت، وتعتبرها اعترافا وتصديقا على "الغزو الروسي".

وأمس، أعلن كيربي ترحيب بلاده بأي محادثات تعقد بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه حذر بكين من اتخاذ وجهة نظر "أحادية" للصراع.

وأضاف أن أي مساعٍ صينية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا حاليا، ستساعد بكل بساطة "العدوان الروسي".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، كشفت الصين عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلميا"، وشددت على ضرورة استئناف "الحوار المباشر" بين البلدين في "أقرب وقت".

اتفاق الحبوب

وفي موضوع آخر، ما زالت تركيا تأمل في إمكان تمديد الاتفاق الدولي لتصدير الحبوب من أوكرانيا -الذي يعتبر حيويا لتخفيف أزمة الغذاء في العالم- 120 يوما قبل يوم من انتهاء صلاحيته، فيما كثفت جهودها لإقناع موسكو وكييف.

وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن "انتهاء صلاحية (الاتفاق) يقترب. نحن على تواصل مع أوكرانيا وروسيا لتمديد الاتفاق وفقا للشروط الأولية".

وتعرض روسيا تمديد المبادرة لمدة 60 يوما كبادرة حسن نية، مقابل تنفيذ اتفاق آخر وقّع في يوليو/تموز الماضي مع الأمم المتحدة بشأن صادراتها من الأسمدة.

ومن الناحية النظرية، لا تخضع هذه المنتجات الأساسية للزراعة العالمية للعقوبات التي فرضتها الدول الغربية منذ بداية الحرب، لكنّ تصديرها محظور بحكم الواقع.

وتريد موسكو إحراز تقدم ملموس في المدفوعات المصرفية ولوجستيات النقل والتأمين، و"إلغاء التجميد" المفروض على النشاطات المالية وتوريد الأمونيا عبر خط أنابيب "توغلياتي-أوديسا" (Togliatti-Odessa).

المصدر : الجزيرة + وكالات