مخاوف من انتشال الحطام.. موسكو تكرم الطيارين والبنتاغون يدرس بدائل للمسيّرات

أعلنت موسكو اليوم الجمعة تكريم الطيارين الذين نفذوا عملية اعتراض المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود، في حين قال مسؤولون أميركيون إن واشنطن تبحث بدائل لمسيّراتها، وتحدثوا عن مؤشرات على تحرك الروس لانتشال حطام المسيّرة التي سقطت جراء الاعتراض.

فقد قالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزير سيرغي شويغو كرم الطيارين الذين حالوا دون انتهاك مسيرة أميركية حدود منطقة العمليات الخاصة.

وأضافت الوزارة أن شويغو رشح طاقم مقاتلة "سو-27" الذي اعترض المسيرة الأميركية "إم كيو-9" (MQ-9) فوق البحر الأسود الثلاثاء الماضي لوسام الدولة.

مسارات بديلة

وفي وقت سابق اليوم، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الوزارة تجري تقييما لمسارات المسيّرات الأميركية في أجواء البحر الأسود، وتدرس طرقا بديلة لتفادي المقاتلات الروسية في شبه جزيرة القرم وتجنب التصعيد مع روسيا.

وذكر المسؤولون الأميركيون أن البنتاغون يدرس الاعتماد على الأقمار الصناعية لجمع المعلومات في البحر الأسود كبديل عن المسيّرات.

واتهمت واشنطن موسكو بتنفيذ عملية اعتراض "متهورة" في المجال الجوي الدولي قامت بها مقاتلتان روسيتان من طراز ""سوخوي 27″، مما أدى إلى سقوط المسيّرة الأميركية من طراز "إم كيو-9" فوق البحر الأسود الثلاثاء الماضي.

لكن موسكو عزت سقوط المسيّرة الأميركية إلى قيامها بمناورات خطيرة خلال عملية الاعتراض بالقرب من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، واتهمت واشنطن بتنفيذ طلعات جوية "استفزازية" في المنطقة.

وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الروسي سيرغي شويغو اتصالا هاتفيا سعيا لاحتواء الحادثة، في وقت أكدت فيه واشنطن وموسكو أنهما لا تريدان المواجهة.

وقال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إنه يجب تتبع حركة الطائرات المسيّرة في المجال الجوي الذي هو جزء من أراضي روسيا وسيادتها.

مواصلة استخدام المسيّرات

في هذه الأثناء، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أمس الخميس إن واشنطن ستواصل استخدام المسيّرات في البحر الأسود، لضمان المصالح الأميركية وتمكين أوكرانيا من الدفاع عن نفسها.

وجاء تصريح كيربي بعد أن وصف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تحليق هذه المسيّرات بالاستفزازي، وهدد بالرد عليها.

وحذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أمس الخميس من أن استهداف الجيش الأميركي أي طائرة روسية سيكون بمثابة "إعلان حرب" على "أكبر قوة نووية"، في إشارة إلى روسيا.

وقد نشرت وزارة الدفاع الأميركية أمس مقطع فيديو لما قالت إنها عملية اعتراض غير آمن نفذتها مقاتلة روسية للمسيّرة التابعة للجيش الأميركي في المجال الجوي الدولي، وتحدث مسؤولون أميركيون عن أن القرار باعتراضها صدر عن أعلى المستويات في الكرملين.

انتشال حطام المسيّرة

وقد قال الكرملين إن القوات الروسية ستنتشل المسيّرة الأميركية من قاع البحر الأسود إذا رأت ذلك ضروريا لضمان الأمن.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر إن لدى بلاده مؤشرات على أن روسيا تحاول انتشال المسيّرة التي سقطت في مياه البحر الأسود.

واستبعد رايدر أن تتمكن موسكو من استعادة أي شيء مفيد من المسيّرة.

وقبل ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إن إسقاط المقاتلة الروسية للمسيّرة الأميركية كان متعمدا.

وأضاف ميلي أن انتشال بقايا المسيّرة من البحر الأسود سيكون صعبا، وأن هذه البقايا توجد على عمق قد يصل إلى أكثر من 1500 متر تحت المياه.

المصدر : الجزيرة + وكالات