أردوغان يطلب من البرلمان المصادقة على انضمام فنلندا للناتو.. ويشترط لقرار مماثل مع السويد

Erdogan-Niinisto joint press conference
أردوغان (يمين) ونظيره الفنلندي خلال مباحثات في أنقرة (الأناضول)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه بناء على خطوات فنلندا ووفائها بتعهداتها، قررت أنقرة بدء مراحل الموافقة على انضمام هلسنكي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأضاف الرئيس التركي، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو بأنقرة، أن تركيا قررت البدء بالعملية البرلمانية لقبول انضمام فنلندا للناتو، مشددا على أن دعم تركيا لعضوية فنلندا في الناتو مهم للغاية.

وقال أردوغان إن تركيا ستواصل المباحثات مع السويد حول القضايا المتعلقة بالإرهاب وإن طلب السويد الانضمام إلى الحلف سيتوقف بشكل مباشر على الإجراءات التي سيجري اتخاذها من قبل ستوكهولم.

من جهته، قال الرئيس الفنلندي إن من الجيد سماع خبر قبول تركيا انضمام فنلندا إلى الناتو والعمل على التصديق على عضويتها.

وسبق أن وافقت 28 دولة من أصل 30 دولة أعضاء في التحالف على ترشيح فنلندا، التي تتشارك مع روسيا حدودًا برية بطول 1300 كيلومتر، ولم تصدق كل من المجر وتركيا فقط على ذلك حتى الآن.

وفي وقت سابق الأربعاء، لمّح أردوغان إلى قبول تركيا طلب فنلندا، وقال "سنقوم بدورنا وسنفي بالوعد الذي قطعناه"، مصرّحًا للصحفيين "الجمعة سنلتقي الرئيس (الفنلندي) وسنفي بمتطلبات وعدنا".

وبعد موافقة أردوغان، سيعود الأمر للبرلمان التركي للمصادقة على طلب فنلندا العضوية في حلف شمال الأطلسي، وهو طلب قدّمته هلسنكي كما ستوكهولم العام الماضي في أعقاب بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وموعد التصويت في البرلمان التركي غير معروف، ويبقى السؤال ما إذا كان سيتم قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية المقرر إجراؤها في 14 مايو/أيار المقبل، حيث سيتوجب على البرلمان التركي تعليق أعماله لمدة شهر تقريبًا قبل الانتخابات.

وفي وقت سابق، نقلت رويترز عن مسؤول تركي مطلع قوله "أرجح بشدة الانتهاء من الخطوة المطلوبة (للموافقة على) عضوية فنلندا في حلف شمال الأطلسي قبل انتهاء (الدورة البرلمانية) وإجراء الانتخابات".

موقف السويد

ووقّعت فنلندا والسويد وتركيا اتفاقا ثلاثيا في قمة للناتو عقدت بمدريد في يونيو/حزيران الماضي، بعد تعهد هلسنكي وستوكهولم بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن التعاون بملف مكافحة الإرهاب.

وفي إطار المذكرة تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس/آب 2022 بمدينة فانتا الفنلندية.

وقد عبّرت تركيا عن استيائها مرات عدة بسبب ما تعتبره فشل السويد في الوفاء بالتزاماتها بينما أشارت إلى أنها مرتاحة للتقدم الذي أحرزته فنلندا.

وقالت أنقرة مرارا إن السويد بحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية ضد مناصري المسلحين الأكراد وأعضاء الشبكة التي تحمّلها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب حدثت عام 2016.

ولم تحرز المحادثات بين السويد وتركيا سوى تقدم ضئيل، خاصة بعد عدة خلافات خصوصا بسبب احتجاجات في شوارع ستوكهولم نظمتها جماعات موالية للأكراد.

من جهته، أقرّ رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الثلاثاء بأنّ احتمالات انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي قبل السويد ارتفعت، خصوصا بسبب اعتراض تركيا على عضوية ستوكهولم.

وقال نينيستو "سأواصل عملي لدعم عضوية السويد في الناتو"، مضيفا أنه ناقش الأمر مع كريسترسون.

ومن المقرر أن يصوّت البرلمان المجري في 27 مارس/آذار الجاري على انضمام فنلندا إلى الناتو، حسبما قال الناطق باسم الحكومة زولتان كوفاش.

وكتب كوفاش على تويتر، نقلًا عن رئيس كتلة حزب "فيديس" البرلمانية مات كوشيس، أن الحزب الحاكم "يدعم انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، على أن يجري التصويت في البرلمان في 27 مارس/آذار"، ولم يتطرق إلى طلب انضمام السويد للحلف الدفاعي.

المصدر : الجزيرة + وكالات