مقتل شاب أردني برصاص مجهولين في واشنطن يثير حزنا عبر المنصات

صورة للشاب الأردني المغدور (موقع شبكة إيه بي سي نيوز الأميركية)

فُجعت عائلة أردنية بوفاة ابنها الذي سافر إلى الولايات المتحدة لكسب قوت يومه، حيث فقد حياته نتيجة جريمة إطلاق نار في العاصمة واشنطن، مواجها المصير ذاته الذي يؤرّق الشارع الأميركي فيما يتعلق بعنف السلاح.

وكان حمزة أبو حلاوة يخطط للعيش في الولايات المتحدة مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفلتيه التوأم البالغتين من العمر 3 أعوام، والتي كانت من المقرر أن تلتحق به في أواخر شهر مارس/آذار الحالي.

ولكن الطلقات النارية التي أنهت حياته الأحد الماضي قلبت حياة عائلته رأسا على عقب وخلّفت موجة من الحزن والصدمة.

وكان حمزة (32 عاما) يعمل سائقا بشركة توصيل أميركية تعود لعائلة صديق مقرب له، وكان يُقلّ بعض الزبائن في سيارة "كاديلاك إسكاليد" ذات الدفع الرباعي جنوب شرقي واشنطن مساء يوم الأحد حينما وقع ضحية لجريمة إطلاق النار.

وأثناء قيادته في تلك الليلة في حي "كابيتول هيل" بواشنطن، طاردته سيارة أخرى مستهدفةً الركاب الذين كانوا معه، وفقًا لترجيحات عائلته، وبدأت بإطلاق النار صوب السيارة.

مطاردة ووفاة

وأفادت مصادر أميركية بأن المطاردة استمرت على امتداد حوالي 6 شوارع في محاولة من السائق حمزة للفرار من السيارة التي ظلت تطارده، قبل أن يصطدم بسيارات أخرى ويُصاب بالطلقات النارية.

وتوفي أبو حلاوة في المستشفى بعدما أصيب بجروح بالغة الخطورة، كما توفي الراكب أوثانيال غايثر (34 عاما) وأصيب الراكب الثاني بجروح لا تهدد حياته.

وأفاد ابن عم الضحية، واسمه أسامة حلاوة، بأن عائلته علمت بتعرض حمزة لحادث في السيارة من خلال اتصال صاحب العمل بهم، ولجأت العائلة إلى مصادر إخبارية أميركية لمعرفة المزيد.

وقال أسامة في تصريحات تلفزيونية "نمر بوقت عصيب. لدينا الآن تجمع عائلي ونشارك جميعا في الدعاء للفقيد، أحاول أن أكون قويا لكنني حزين جدا".

وصرّحت العائلة بأن والدي حمزة وزوجته تعرضوا لصدمة شديدة بعد تلقيهم نبأ مقتله، واستوجب الوضع نقلهما إلى المستشفى.

حلم وصدمة

وفي حديث تلفزيوني منفصل، قال أسامة "كان حمزة يحلم بالذهاب إلى أميركا للعمل وليعيش الحلم الأميركي منذ نحو 15 عاما، منذ أن كنا في المدرسة. كان رجلا محترما للغاية وكل ما كان يريده هو حياة كريمة لعائلته وأطفاله".

وصرّح الزوجان اللذان كان يعمل حمزة لديهما، غالية بيطار وإسلام جوهر، بأنهما لم تكن لديهما فكرة عما حدث حتى منتصف الليل عندما علما بتورط إحدى سياراتهما في حادث، وكان أبو حلاوة هو السائق الوحيد الذي لم يستجب لمكالماتهما.

 

 

وأفاد الزوجان بأن عائلة حمزة كانت على وشك الانتقال من الأردن إلى الولايات المتحدة بعد أن تمكن حمزة من جمع المال الكافي لإعالتهم.

حزن ونعي

وعمّت حالة من الحزن والنعي الواسع على حمزة منصات التواصل الاجتماعي، وعبّر متفاعلون عن حنقهم من قوانين السلاح الفضفاضة في الولايات المتحدة والتي تمهد الطريق أمام جرائم إطلاق النار.

وعلّق المغرد نيكولاس أرجي بقوله "كان يسعى وراء الحلم الأميركي، ولكنه وجد الكابوس الأميركي".

وكتب مغرد آخر "شوارع الولايات المتحدة أخطر من العديد من جبهات القتال في العالم! اقتنعوا بذلك يا رفاق".

وقالت هيا مصباح "إعدام بدم بارد في بلد البلطجة دون رادع حسب ثقافتهم ونشأتهم. للأسف، وتجد من يدافع عنهم ويصف بلادهم ببلاد الأمن والأمان والرخاء والفهم والثقافة والحرية والديمقراطية. حسبي الله ونعم الوكيل".

 

 

وكتب قاسم محمد البكر "لم أفكر ولو لحظة واحدة في الذهاب إلى أميركا بل أذكر لسعتني قشعريرة عندما دعاني شخص للسفر إلى هناك. أميركا حضارة مادية تسحق الروح وأميركا أكبر بؤرة تستنزف وتسرق وتبتلع الشعوب، والشخص هناك يتحول إلى مجرد شيء يلهث خلف مكاسب حياتية".

 

 

وأضاف "رحم الله هذا الشاب الأردني الذي ذهب خلف حلم انتهى بقتله. قتل نقرأ ونسمع عنه كثيرًا هناك في أرض الحلم الأميركي (American Dream) المتخمة بالكوابيس".