تحرك عسكري أوكراني "مرتقب" في باخموت ورسالة بالكونغرس لتزويد كييف بسلاح نوعي

أعلن قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين -اليوم الأربعاء- أن قواته سيطرت على مناطق جديدة حول مدينة باخموت التي تدور فيها معارك ضارية، في حين طالب مشرعون في الكونغرس الأميركي إدارة الرئيس جو بايدن بتزويد كييف بسلاح نوعي.
وقال بريغوجين -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- إن قواته سيطرت على بلدة زاليونيانسكاي شمالي باخموت في مقاطعة دونيتسك بإقليم دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، وذلك في إطار محاولاتها الرامية إلى إحكام الطوق حول المدينة التي لا تزال تصل إليها الإمدادات الأوكرانية عبر طرق فرعية من جهة الغرب.
وأفادت مراسلة الجزيرة في موسكو رانيا الدريدي بأن مصادر روسية تتحدث عن سيطرة مسلحي المجموعة الروسية على مرتفعات شمال باخموت وعلى أحياء وجزء من المنطقة الصناعية جنوب المدينة.
وكان قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين قال أمس إن نحو 50 ألف جندي أوكراني موجودون داخل باخموت وفي محيطها بشكل دائم، وإن ما بين 12 و20 ألف عسكري أوكراني موجودون داخل حدود المدينة.
وأوضح أنه بالإضافة إلى هذا العدد، تحشد القوات الأوكرانية 20 ألف جندي تحضيرا للهجوم المضاد المرتقب، وذلك يرفع إجمالي عدد العسكريين الأوكرانيين إلى 70 ألفا، حسب قوله.
كما قال قائد المجموعة الروسية غير النظامية التي تقود الهجوم على باخموت منذ أغسطس/آب الماضي إن مقاتليه يتمركزون على مقربة من مجلس مدينة باخموت.
وكانت هذه المليشيا أعلنت في وقت سابق سيطرتها على القسم الشرقي من باخموت، وأعلنت في اليومين الماضيين أنها تتقدم باتجاه وسط المدينة.
والأحد الماضي أكد قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي أن الهجوم المضاد الذي تعدّ له قواته في باخموت ليس بعيدا.
الدفاع عن باخموت
من جهتها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن قواتها صدّت 90 هجوما روسيا في مختلف الجبهات في الساعات الماضية.
وأضافت هيئة الأركان -في بيان- أن الروس لم يتخلوا عن محاولاتهم للاستيلاء على مدينة باخموت.
ومساء أمس الثلاثاء قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن اجتماع القيادة العليا للجيش اتخذ قرارا بمواصلة الحفاظ على مدينة باخموت وتقوية دفاعاتها.
وأضاف زيلينسكي أن كبار القادة العسكريين الأوكرانيين يفضلون الدفاع عن القطاع الذي يضم مدينة باخموت وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية.
وهذه المرة الثانية في أقل من أسبوعين التي تعلن فيها القيادة الأوكرانية أنها قررت مواصلة القتال في باخموت بعدما سرت أخيرا تكهنات بأن كييف قد تسحب قواتها من المدينة.
في هذه الأثناء، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها تتقدم من الجهة الشمالية الغربية لباخموت.
من جهتها، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ذخائر تحوي مادة الفوسفور الأبيض أُطلقت أمس من مواقع روسية باتجاه منطقة غير مأهولة في مدينة تشاسيف يار المجاورة لمدينة باخموت.
وبثت الوكالة صورا قالت إنها لحرائق في المساحات المزروعة على جانبي طريق في الضواحي الجنوبية يربط المدينة بباخموت.

وتتهم كييف موسكو باستخدام الذخائر التي تحوي الفوسفور مرارا منذ بدء الحرب، بما في ذلك ضد مدنيين، وهو ما ينفيه الجيش الروسي بشدة.
بدوره، بث حرس الحدود الأوكراني مقاطع فيديو تُظهر استهدافه عناصر من الجيش الروسي وآليات في منطقة باخموت، بينما نشرت "كتيبة آدمز" مقاطع لاستهدافها خنادق يتحصن فيها جنود من القوات الروسية في محيط المدينة.
وفي دونيتسك أيضا، تدور معارك عنيفة حول مدينة كريمينا وبلدات أخرى شمالي المقاطعة.
وقالت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات في عموم مقاطعة دونيتسك، وأضافت أن معركة باخموت مهمة للغاية لأنها كبّدت الروس خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وحدّت من قدرتهم على التقدم.
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية اليوم الأربعاء إن الدفاعات الجوية أسقطت 3 صواريخ فوق مدينة بيلغورود ومحيطها.
وفي خيرسون (جنوب)، قالت السلطات المحلية إن قصفا روسيا على المقاطعة أسفر عن ضحايا من المدنيين.
تزويد أوكرانيا بمقاتلات
على صعيد آخر، قال موقع "بوليتيكو" (POLITICO) إنه اطلع على رسالة من أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي طالبوا فيها وزير الدفاع لويد أوستن بتزويد أوكرانيا بمقاتلات أميركية من طراز "إف-16".
وأضاف الموقع الإخباري الأميركي أن المشرعين الثمانية الموقعين على الرسالة يرون أن مقاتلات "إف-16" يمكن أن تغير قواعد اللعبة في ساحة المعركة مع دخول الحرب عامها الثاني.
وأشار موقع بوليتيكو إلى أن الأعضاء طالبوا الوزير أوستن بتزويدهم بتقييمات بحلول نهاية الأسبوع عن الشروط اللازمة لمدّ أوكرانيا بالمقاتلات.
وتطالب أوكرانيا بتزويدها بهذه المقاتلات لدعم عمليات قواتها التي تفيد تقارير عسكرية بأنها تعدّ لهجوم مضاد كبير خلال الربيع الحالي لطرد االقوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.
بيد أن الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين يمتنعون حتى الآن عن الاستجابة لطلب كييف، مشيرين إلى أن تزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف-16" يزيد مخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا.